يبدو أن الاتحاد الأوروبي لا يهتم كثيراً لحال الشعب الإيراني الذي لايزال ثائراً على نظامه الظالم والمستبد منذ ديسمبر الماضي، بدليل موافقته قبل أيام على تخصيص 18 مليون يور لـ«مساعدة إيران» ضمن ميزانية تبلغ 50 مليون يورو مخصصة من الاتحاد لنظام يبطش بشعبه وينكل به فقط لأنه يطالب بحقوقه المسلوبة منذ 40 عاماً.
الاتحاد الأوروبي وبهذا الدعم فإنه سيسمح للنظام الإيراني بمزيد من القتل والدمار لشعبه من جهة، وبمزيد من تهديد الأمن والسلم الدوليين في المنطقة من جهة أخرى، والغريب أن الاتحاد الأوروبي وضع الشعب الإيراني ضمن «الفائدة» المرجوة من هذا الدعم، وهذا ما صرحت به مفوضة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، وهو تصريح متناقض ويجافي الواقع الذي يؤكد أن الشعب الإيراني لايزال مقاوماً لنظامه الظالم منذ قرابة تسعة شهور وحتى الآن، ولا أظن أن ذلك خافياً على أحد.
هناك تساؤلات كثيرة نطرحها على الاتحاد الأوروبي ودعمه «الغريب» للنظام الإيراني، ولعل من أبرزها لماذا لم تظهر «مشاعر الإنسانية ونصرة حريات الشعوب» عند الاتحاد عندما قدم الدعم المالي لنظام يبطش أصلاً بالإنسانية وينتهك الحريات؟ ألم يدن الاتحاد نفسه في السابق دول كالبحرين والسعودية متعذراً بتلك الحجج؟ فلماذا اختفت الآن؟ وهل تناسى الاتحاد الأوربي وتغافل عن جرائم النظام الإيراني ضد شعبه والتي لاتزال مستمرة، وكذلك ضد شعوب المنطقة التي تعاني من هذا النظام؟ لماذا هذا التناقض والكيل بمكيالين والترنح في المواقف وعدم الثبات عليها من قبل هذا الاتحاد؟ فهو يضع الحقوق والحريات في الواجهة عندما يحدد موقفه، ثم «يركنها على جنب»، عندما لا يريد ذلك، وما هي الرسالة التي يريد هذا الاتحاد إيصالها للعالم عندما يدعم نظاماً إرهابياً مثل النظام الإيراني؟!
وبما أننا نتحدث عن التناقض فإنه من الصدفة أن يتزامن هذا الدعم الأوروبي للنظام الإيراني مع ذكرى مؤلمة تعرض لها الشعب الإيراني منذ 30 عاماً وتحديداً في عام 1988 وهي ذكرى مجزرة السجناء السياسيين في إيران الذين وصل عددهم إلى 30 ألف قتيل أبادهم النظام الإيراني في شهور قليلة، وهم من المعارضين للنظام الإيراني الذين أبيدوا بأوامر من المرشد الاعلى الخميني آنذاك، وقد أحيت المعارضة الإيرانية «مجاهدي خلق» هذه الذكرى الأليمة قبل أيام في 19 مدينة وعاصمة رئيسة أخرى في أوروبا وأمريكا الشمالية، واجتمع الآلاف من أبناء الجالية الإيرانية ومنهم شهود عيان وناجون من تلك المجزرة الشنيعة حيث طالبوا الأمم المتحدة بفتح تحقيق دولي وتقديم المنفذين للمجزرة إلى محاكمات عادلة، وقد وضعت المعارضة الإيرانية قائمة شملت أكثر من 59 اسماً متورطاً في تلك المجزرة التي اعتبرت من أبشع المجازر ضد الإنسانية بعد الحرب العالمية الثانية، والذين أغلبهم الآن شخصيات قيادية لدى النظام الإيراني ويتقدم تلك الأسماء المرشد الحالي علي خامنئي، فهل علم المسؤولون بالاتحاد الأوربي عن تلك المجزرة وهم يصافحون أيادي ملطخة بدماء الأبرياء من الشعب الإيراني؟
إن الاتحاد الأوروبي مطالب بموقف واضح بشأن دعمه لحقوق وحريات الشعوب، فليس من المعقول أن تدعم أوروبا نظاماً قائماً على سلب الحقوق والحريات ويشعل المنطقة حروباً ودماراً، لأن ذلك ضد المبادئ والأهداف التي قام من أجلها الاتحاد الأوروبي الذي تعرض لانتقادات دول كبرى مثل الولايات والمتحدة التي اعتبرت أن الدعم المالي من الاتحاد لإيران يبعث «رسالة خطأ في توقيت خطأ وأن هذه الأموال في يد النظام الإيراني يعني قيام هذا النظام بمزيد من اغتيالات في كل تلك الدول الأوروبية» كما صرح بذلك المبعوث الأمريكي الخاص لإيران بريان هوك، فهل يعي الاتحاد الأوروبي أبعاد إصراره على دعم نظام قمعي وجائر مثل النظام الإيراني؟
{{ article.visit_count }}
الاتحاد الأوروبي وبهذا الدعم فإنه سيسمح للنظام الإيراني بمزيد من القتل والدمار لشعبه من جهة، وبمزيد من تهديد الأمن والسلم الدوليين في المنطقة من جهة أخرى، والغريب أن الاتحاد الأوروبي وضع الشعب الإيراني ضمن «الفائدة» المرجوة من هذا الدعم، وهذا ما صرحت به مفوضة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، وهو تصريح متناقض ويجافي الواقع الذي يؤكد أن الشعب الإيراني لايزال مقاوماً لنظامه الظالم منذ قرابة تسعة شهور وحتى الآن، ولا أظن أن ذلك خافياً على أحد.
هناك تساؤلات كثيرة نطرحها على الاتحاد الأوروبي ودعمه «الغريب» للنظام الإيراني، ولعل من أبرزها لماذا لم تظهر «مشاعر الإنسانية ونصرة حريات الشعوب» عند الاتحاد عندما قدم الدعم المالي لنظام يبطش أصلاً بالإنسانية وينتهك الحريات؟ ألم يدن الاتحاد نفسه في السابق دول كالبحرين والسعودية متعذراً بتلك الحجج؟ فلماذا اختفت الآن؟ وهل تناسى الاتحاد الأوربي وتغافل عن جرائم النظام الإيراني ضد شعبه والتي لاتزال مستمرة، وكذلك ضد شعوب المنطقة التي تعاني من هذا النظام؟ لماذا هذا التناقض والكيل بمكيالين والترنح في المواقف وعدم الثبات عليها من قبل هذا الاتحاد؟ فهو يضع الحقوق والحريات في الواجهة عندما يحدد موقفه، ثم «يركنها على جنب»، عندما لا يريد ذلك، وما هي الرسالة التي يريد هذا الاتحاد إيصالها للعالم عندما يدعم نظاماً إرهابياً مثل النظام الإيراني؟!
وبما أننا نتحدث عن التناقض فإنه من الصدفة أن يتزامن هذا الدعم الأوروبي للنظام الإيراني مع ذكرى مؤلمة تعرض لها الشعب الإيراني منذ 30 عاماً وتحديداً في عام 1988 وهي ذكرى مجزرة السجناء السياسيين في إيران الذين وصل عددهم إلى 30 ألف قتيل أبادهم النظام الإيراني في شهور قليلة، وهم من المعارضين للنظام الإيراني الذين أبيدوا بأوامر من المرشد الاعلى الخميني آنذاك، وقد أحيت المعارضة الإيرانية «مجاهدي خلق» هذه الذكرى الأليمة قبل أيام في 19 مدينة وعاصمة رئيسة أخرى في أوروبا وأمريكا الشمالية، واجتمع الآلاف من أبناء الجالية الإيرانية ومنهم شهود عيان وناجون من تلك المجزرة الشنيعة حيث طالبوا الأمم المتحدة بفتح تحقيق دولي وتقديم المنفذين للمجزرة إلى محاكمات عادلة، وقد وضعت المعارضة الإيرانية قائمة شملت أكثر من 59 اسماً متورطاً في تلك المجزرة التي اعتبرت من أبشع المجازر ضد الإنسانية بعد الحرب العالمية الثانية، والذين أغلبهم الآن شخصيات قيادية لدى النظام الإيراني ويتقدم تلك الأسماء المرشد الحالي علي خامنئي، فهل علم المسؤولون بالاتحاد الأوربي عن تلك المجزرة وهم يصافحون أيادي ملطخة بدماء الأبرياء من الشعب الإيراني؟
إن الاتحاد الأوروبي مطالب بموقف واضح بشأن دعمه لحقوق وحريات الشعوب، فليس من المعقول أن تدعم أوروبا نظاماً قائماً على سلب الحقوق والحريات ويشعل المنطقة حروباً ودماراً، لأن ذلك ضد المبادئ والأهداف التي قام من أجلها الاتحاد الأوروبي الذي تعرض لانتقادات دول كبرى مثل الولايات والمتحدة التي اعتبرت أن الدعم المالي من الاتحاد لإيران يبعث «رسالة خطأ في توقيت خطأ وأن هذه الأموال في يد النظام الإيراني يعني قيام هذا النظام بمزيد من اغتيالات في كل تلك الدول الأوروبية» كما صرح بذلك المبعوث الأمريكي الخاص لإيران بريان هوك، فهل يعي الاتحاد الأوروبي أبعاد إصراره على دعم نظام قمعي وجائر مثل النظام الإيراني؟