هل ما مررنا به من مضاعفة أسعار البترول وزيادة رسوم الخدمات الحكومية في العامين الماضيين أدى إلى الضغط أكثر على ميزانيتنا؟ نعم أو لا؟
أتوقع أن السواد الأعظم سيجيب بنعم، ولكن خلو الشوارع من الناس خلال عطلة الصيف هذا العام وانخفاض الازدحام فيها لدرجة كبيرة يعطي مؤشراً مغايراً.
فخلو الشوارع سببه الأول هو سفر عشرات الآلاف منا لقضاء عطلة الصيف في الخارج. وإذا لم تكن الشوارع مقياس دقيق لهذا الاستنتاج، فالمطار والازدحام الذي شهده ما بين يوليو وأغسطس دليل أكثر وضوحاً.
فهل نبالغ في شكوانا من صعوبة الوضع الاقتصادي أم أنه واقع نعيشه؟
ما أعرفه أن السفر يبقى في خانة الترفيه والكماليات ويقبل عليه الإنسان بعد أن ينتهي من الأساسيات ويوفيها حقها. فإذا كان الإنسان يشتكي من ضعف الميزانية أو الضغط عليها فكيف له أن يسافر هو وعائلته ويصرف آلاف الدنانير؟ فحتى سفرة قصيرة إلى دبي القريبة مدتها أربعة إلى خمسة أيام تكلف عائلة مكونة من أربعة أشخاص مبلغاً لا يقل عن ألف دينار. من جانب آخر، مازلنا نشهد وجوداً مكثفاً للسيارات الكبيرة ذات الدفع الرباعي تصول وتجول في شوارعنا الضيقة على الرغم أنها الأعلى في استهلاك الوقود. والمعلوم أنه في الدول التي ترتفع فيها أسعار البنزين يسارع الناس إلى اقتناء السيارات الصغيرة والاقتصادية، ولكن يبدو أننا مازلنا نكابر ونؤجل اتخاذ قرارات عقلانية تخفف من أعباء الميزانية. الإنذارات بضرورة تقليل المصروفات والتعامل بذكاء مع المدخول بدأت منذ أن أعلنت الدولة تغيير سياستها في دعم البترول، وها هي تطلق إنذاراً جديداً وتؤكد مراراً أن ضريبة القيمة المضافة قادمة وستشمل أغلب السلع مما يعني قفزاً في الأسعار، فإذا لم نغير من سلوكياتنا الاستهلاكية لن نستطيع أن نستمر بنفس الوضع الذي نحن عليه. «مد ريلك قد لحافك»، مثل قديم لا يجب أن ننساه، ولا داعي للمبالغة في الصرف على المظاهر طالما الإنسان لا يملك ما يكفيه لذلك. والسفرة التي تكلف نصف المدخرات أو السيارة التي تضطرنا إلى اقتراض مبلغ كبير وتكلفنا مئات الدنانير للبنزين أمور لا حاجة لأحد لها. أذكر رسالة صوتية وردتنا قبل عدة أشهر من شخص سعودي يبدو أنه من أهل القطيف يتحدث بأسلوب كوميدي عن صاحبه البحريني الذي دائماً يشكو من ضيق الحال، لكنه اكتشف أن هذا البحريني يسافر ويسرح ويمرح، فكان يتساءل بسخرية عن مدى صحة هذه الشكوى!
بعد موسم الصيف والسفرات إلى هنا وهناك، هل نحن فعلاً مثل هذا البحريني؟
أتوقع أن السواد الأعظم سيجيب بنعم، ولكن خلو الشوارع من الناس خلال عطلة الصيف هذا العام وانخفاض الازدحام فيها لدرجة كبيرة يعطي مؤشراً مغايراً.
فخلو الشوارع سببه الأول هو سفر عشرات الآلاف منا لقضاء عطلة الصيف في الخارج. وإذا لم تكن الشوارع مقياس دقيق لهذا الاستنتاج، فالمطار والازدحام الذي شهده ما بين يوليو وأغسطس دليل أكثر وضوحاً.
فهل نبالغ في شكوانا من صعوبة الوضع الاقتصادي أم أنه واقع نعيشه؟
ما أعرفه أن السفر يبقى في خانة الترفيه والكماليات ويقبل عليه الإنسان بعد أن ينتهي من الأساسيات ويوفيها حقها. فإذا كان الإنسان يشتكي من ضعف الميزانية أو الضغط عليها فكيف له أن يسافر هو وعائلته ويصرف آلاف الدنانير؟ فحتى سفرة قصيرة إلى دبي القريبة مدتها أربعة إلى خمسة أيام تكلف عائلة مكونة من أربعة أشخاص مبلغاً لا يقل عن ألف دينار. من جانب آخر، مازلنا نشهد وجوداً مكثفاً للسيارات الكبيرة ذات الدفع الرباعي تصول وتجول في شوارعنا الضيقة على الرغم أنها الأعلى في استهلاك الوقود. والمعلوم أنه في الدول التي ترتفع فيها أسعار البنزين يسارع الناس إلى اقتناء السيارات الصغيرة والاقتصادية، ولكن يبدو أننا مازلنا نكابر ونؤجل اتخاذ قرارات عقلانية تخفف من أعباء الميزانية. الإنذارات بضرورة تقليل المصروفات والتعامل بذكاء مع المدخول بدأت منذ أن أعلنت الدولة تغيير سياستها في دعم البترول، وها هي تطلق إنذاراً جديداً وتؤكد مراراً أن ضريبة القيمة المضافة قادمة وستشمل أغلب السلع مما يعني قفزاً في الأسعار، فإذا لم نغير من سلوكياتنا الاستهلاكية لن نستطيع أن نستمر بنفس الوضع الذي نحن عليه. «مد ريلك قد لحافك»، مثل قديم لا يجب أن ننساه، ولا داعي للمبالغة في الصرف على المظاهر طالما الإنسان لا يملك ما يكفيه لذلك. والسفرة التي تكلف نصف المدخرات أو السيارة التي تضطرنا إلى اقتراض مبلغ كبير وتكلفنا مئات الدنانير للبنزين أمور لا حاجة لأحد لها. أذكر رسالة صوتية وردتنا قبل عدة أشهر من شخص سعودي يبدو أنه من أهل القطيف يتحدث بأسلوب كوميدي عن صاحبه البحريني الذي دائماً يشكو من ضيق الحال، لكنه اكتشف أن هذا البحريني يسافر ويسرح ويمرح، فكان يتساءل بسخرية عن مدى صحة هذه الشكوى!
بعد موسم الصيف والسفرات إلى هنا وهناك، هل نحن فعلاً مثل هذا البحريني؟