مرة أخرى يبرهن الحوثيون أنهم لا يريدون سلاماً ولا استقراراً لليمن وشعبه، بعدما هربوا من محادثات جنيف التي كانت مقررة مع المبعوث الأممي لليمن مارتن غريفيث والوفد اليمني الحكومي، بل إن الحوثيين جعلوا هذا المبعوث الجديد ينتظر لأيام في جنيف مترقباً حضورهم، ولكن دون جدوى.
محادثات جنيف فشلت قبل أن تبدأ، وقتلت في مهدها، بعد أن رفض الحوثيون الحضور تحت أعذار وشروط واهية لم تكن موضع بحث ولا تفاهم من قبل المعنيين فيها، حيث اشترطوا أن تنقلهم طائرة خاصة دون تفتيش أو قيود إلى جنيف بضمانة الأمم المتحدة، وأن ينقل جرحاهم لعلاجهم في مسقط، وكذلك نقل بعض عوائل الحوثيين إلى مسقط، وبالرغم من وجود طائرة تابعة للأمم المتحدة جاهزة لنقلهم في جيبوتي، ولكن هم أرادوا فشل المحادثات بأي وسيلة، وإطالة مدة الحرب في اليمن، وعدم الركون إلى السلم والاستقرار أبداً، وتقديم المزيد من المعاناة للشعب اليمني، هذه هي الرسائل التي أرادت الميليشيات الحوثية إيصالها للجميع.
الحوثيون وضعوا المبعوث الأممي المعين حديثاً للشأن اليمني في موقف محرج، وقللوا من احترامه وخيبوا أمله فيهم، وهو يستحق كل ذلك لأنه هو من طالب بهذه المحادثات، وهو من كان متفائلاً بالحوثيين، وإمكانية التفاهم معهم، وهذا جهل أو تجاهل منه لسلوك الحوثيين المراوغ، وضعه ذلك في موقف لا يحسد عليه أفقده الكثير من هيبته ومن هيبة الجهة التي يمثلها كما قالت مصادر سربت هذا الشعور منه شخصياً، وكان من المفترض على هذا المبعوث أن يبدأ من حيث انتهى سلفه إسماعيل ولد الشيخ أحمد الذي أكد في آخر تقرير له أن الحوثيين يعرقلون المفاوضات ولا يريدون تحقيق التقدم لإنهاء الأزمة اليمنية، ولم يصل ولد الشيخ إلى هذه النتيجة إلا بعد ما رآه وعاينه بنفسه من الحوثيين في مباحثات الكويت التي استغرقت وقتاً طويلاً ونتج عنها هروب الحوثيين ورفضهم التوقيع على الاتفاقية الأمنية.
بالتأكيد المبعوث الأممي في اليمن لن يقر بفشل مساعيه في جنيف ولن يعترف بها، وهو لايزال في مكابرة بشأن ما تسبب له الحوثيون من إحراج، بل إنه سينقل المشاورات التي تمت بدون الحوثيين إلى مسقط وصنعاء كما أعلن ذلك في مؤتمره الصحافي بعد ثلاثة أيام من انتظاره حضور الحوثيين، والغريب أنه لايزال يعتقد أن الحوثيين يمكن أن يتفاهم معهم، وها هو يعلن توجهه إلى مكانهم، وهذا فشل أكبر من فشله في جنيف، وعليه أن يحفظ ما تبقى من ماء وجهه، وألا يتعرض لمزيد من الإحراج وقلة الاحترام.
على السيد مارتن غريفيث وفريقه التابع للأمم المتحدة أن يدركوا أن الحل السياسي في اليمن هو حل مستبعد في الوقت الراهن رغم حرص الجميع عليه، ولكن هناك أسباب لا بد أن تؤخذ في حسبانه وأبرزها أن الحوثيين ميليشيات إرهابية تقاتل تحت إمرة النظام الإيراني، وأن ولاء هذه الميليشيات ليس لليمن ولا لشعبه الشقيق، وإنما لنظام الملالي في طهران، ذلك النظام الذي لديه خطط توسعية وأطماع وهوس السيطرة على المنطقة من خلال وكلائهم وميليشياتهم فيها، ومنها الحوثيون، وطالما أن الشعب اليمني يعاني وقوات التحالف العربي مستمرة في محاربة الحوثيين، فإن النظام الإيراني لن يوجه أو يأمر الحوثي بالحلول السلمية أبداً.
نعم الأمل لا بد أن يكون موجوداً، وكان المراقبون على أمل متجدد في العهد الجديد للمبعوث الأممي لليمن في أن تسفر جنيف عن بوادر لوجود حل سلمي لليمن ينهي المعاناة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب اليمني بسبب ميليشيات الحوثي، ولكن مرة أخرى لم يتحقق ما كان مؤملاً منه، وطالما بقيت تلك الميليشيات مطية لنظام طهران فلن يكون هناك سلام إلا عندما تهزم، عندها ستتخلى إيران عنها وستبتعد عن الشأن اليمني، حينها فقط سيكون هناك سلام واستقرار، وهذا ما يحتاج السيد غريفيث لاستيعابه وفهمه.
محادثات جنيف فشلت قبل أن تبدأ، وقتلت في مهدها، بعد أن رفض الحوثيون الحضور تحت أعذار وشروط واهية لم تكن موضع بحث ولا تفاهم من قبل المعنيين فيها، حيث اشترطوا أن تنقلهم طائرة خاصة دون تفتيش أو قيود إلى جنيف بضمانة الأمم المتحدة، وأن ينقل جرحاهم لعلاجهم في مسقط، وكذلك نقل بعض عوائل الحوثيين إلى مسقط، وبالرغم من وجود طائرة تابعة للأمم المتحدة جاهزة لنقلهم في جيبوتي، ولكن هم أرادوا فشل المحادثات بأي وسيلة، وإطالة مدة الحرب في اليمن، وعدم الركون إلى السلم والاستقرار أبداً، وتقديم المزيد من المعاناة للشعب اليمني، هذه هي الرسائل التي أرادت الميليشيات الحوثية إيصالها للجميع.
الحوثيون وضعوا المبعوث الأممي المعين حديثاً للشأن اليمني في موقف محرج، وقللوا من احترامه وخيبوا أمله فيهم، وهو يستحق كل ذلك لأنه هو من طالب بهذه المحادثات، وهو من كان متفائلاً بالحوثيين، وإمكانية التفاهم معهم، وهذا جهل أو تجاهل منه لسلوك الحوثيين المراوغ، وضعه ذلك في موقف لا يحسد عليه أفقده الكثير من هيبته ومن هيبة الجهة التي يمثلها كما قالت مصادر سربت هذا الشعور منه شخصياً، وكان من المفترض على هذا المبعوث أن يبدأ من حيث انتهى سلفه إسماعيل ولد الشيخ أحمد الذي أكد في آخر تقرير له أن الحوثيين يعرقلون المفاوضات ولا يريدون تحقيق التقدم لإنهاء الأزمة اليمنية، ولم يصل ولد الشيخ إلى هذه النتيجة إلا بعد ما رآه وعاينه بنفسه من الحوثيين في مباحثات الكويت التي استغرقت وقتاً طويلاً ونتج عنها هروب الحوثيين ورفضهم التوقيع على الاتفاقية الأمنية.
بالتأكيد المبعوث الأممي في اليمن لن يقر بفشل مساعيه في جنيف ولن يعترف بها، وهو لايزال في مكابرة بشأن ما تسبب له الحوثيون من إحراج، بل إنه سينقل المشاورات التي تمت بدون الحوثيين إلى مسقط وصنعاء كما أعلن ذلك في مؤتمره الصحافي بعد ثلاثة أيام من انتظاره حضور الحوثيين، والغريب أنه لايزال يعتقد أن الحوثيين يمكن أن يتفاهم معهم، وها هو يعلن توجهه إلى مكانهم، وهذا فشل أكبر من فشله في جنيف، وعليه أن يحفظ ما تبقى من ماء وجهه، وألا يتعرض لمزيد من الإحراج وقلة الاحترام.
على السيد مارتن غريفيث وفريقه التابع للأمم المتحدة أن يدركوا أن الحل السياسي في اليمن هو حل مستبعد في الوقت الراهن رغم حرص الجميع عليه، ولكن هناك أسباب لا بد أن تؤخذ في حسبانه وأبرزها أن الحوثيين ميليشيات إرهابية تقاتل تحت إمرة النظام الإيراني، وأن ولاء هذه الميليشيات ليس لليمن ولا لشعبه الشقيق، وإنما لنظام الملالي في طهران، ذلك النظام الذي لديه خطط توسعية وأطماع وهوس السيطرة على المنطقة من خلال وكلائهم وميليشياتهم فيها، ومنها الحوثيون، وطالما أن الشعب اليمني يعاني وقوات التحالف العربي مستمرة في محاربة الحوثيين، فإن النظام الإيراني لن يوجه أو يأمر الحوثي بالحلول السلمية أبداً.
نعم الأمل لا بد أن يكون موجوداً، وكان المراقبون على أمل متجدد في العهد الجديد للمبعوث الأممي لليمن في أن تسفر جنيف عن بوادر لوجود حل سلمي لليمن ينهي المعاناة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب اليمني بسبب ميليشيات الحوثي، ولكن مرة أخرى لم يتحقق ما كان مؤملاً منه، وطالما بقيت تلك الميليشيات مطية لنظام طهران فلن يكون هناك سلام إلا عندما تهزم، عندها ستتخلى إيران عنها وستبتعد عن الشأن اليمني، حينها فقط سيكون هناك سلام واستقرار، وهذا ما يحتاج السيد غريفيث لاستيعابه وفهمه.