حبل الوصل «الأوروبي البحريني» أو الأوروبي الخليجي بشكل عام ليس بالمتانة التي يتشكل بها حبل الوصل الإيراني الأوروبي، فإيران نجحت بمد هذا الوصل بروابط تجارية وثقافية متينة سبقتنا فيها منذ زمن طويل، مهدت فيه بشبكة من الروابط خدمة لمصالحها، ولها في كل عاصمة أوروبية أكثر من مركز لخدمة أجندتها بما فيها أجندة خدمها أو وكلائها الذين استوطنوا هناك ومدوا فراشهم بالقرب لا من السفارات فحسب بل من البرلمان الأوروبي والبرلمانات الأوروبية كل على حدا.

لذلك نحتاج إلى جهد كبير كي نخرق هذا الجدار الإيراني الأوروبي وندخل إلى عقر مطابخ القرار فيه بنفس طويل وتخطيط استراتيجي طويل المدى، لنمد حبل الوصل مرة واثنتين وثلاث، فتكوين شبكات العلاقات العامة ليس بناءً من صف واحد، إنما بناء متصل دور يتبعه دور. لذلك فإن دور البعثات الدبلوماسية في العواصم الأوروبية لابد أن يكون موضع رقابة ومتابعة وكذلك دور الوفود الرسمية التي تزور العواصم الأوروبية فهي من عناصر تمتين هذا الحبل وامتداده.

على هذا الأساس لفت نظر كثيراً برنامج زيارة وفد المجلس الأعلى للمرأة لبلجيكا وفرنسا الذي يدلك على أن الزيارة لم تكن «للسياحة»، خاصة وبروكسل وباريس تعدان من أهم مراكز صنع القرارات الأوروبية ومطبخها، فلابد إذاً أن ينتهز الوفد الفرصة بشكل مركز ويتم الحصول على مواعيد لعقد اجتماعات عمل مع مفاتيح مؤثرة في مراكز صنع القرار هناك.

لذلك فإنك تستطيع أن تستقي مؤشراً على فعالية هذه الزيارة من عدمها وحجم الاستفادة منها من مناصب وأسماء الأشخاص الذين التقى بهم الوفد وهم كالتالي:

*بروكسل*

- اجتماع عمل مع سعادة السيدة فيرا جيروفا المفوضة الأوروبية للعدالة والمساواة بين الجنسين بمقر الاتحاد الأوروبي

- اجتماع عمل مع السفيرة انيك فإن كالستر المديرة العامة للشؤون الثنائية بوزارة الخارجية البلجيكية

- اجتماع عمل مع السيدة سلفانا كوخ مهرين رئيسة المنتدى العالمي للقيادات السياسية العالمية

- عقد ندوة حوارية تفاعلية حول «المرأة البحرينية وأهداف التنمية المستدامة 2030»

- زيارة الوفد لمركز Amazone للمساواة بين الجنسين/ مؤسسة م. مدني

- اجتماع عمل مع نواب ونائبات من لجنة حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين في البرلمان الأوروبي

- زيارة الوفد إلى المعهد البلجيكي لتكافؤ الفرص بين الجنسين

- اجتماع عمل مع النائب ديمتريوس باباديمولس نائب رئيس البرلمان الأوروبي المعني بالمساواة بين الجنسين

- زيارة الوفد لإدارة دراسات النوع الاجتماعي بجامعة بروكسل الحرة UVB

*باريس*

- جلسة حوارية رفيعة المستوى حول «قراءة في كتاب المرأة البحرينية في عهد الملك حمد» بمعهد العالم العربي بحضور دبلوماسيبن/ إعلاميين/منظمات نسائية دولية وفرنسية/نواب سابقين

- مائدة مستديرة بعنوان «أحدث التطورات التشريعية الداعمة لمشاركة وتقدم المرأة» بالتعاون مع مجموعة الصداقة البحرينية الفرنسية بمقر البرلمان الفرنسي وبحضور أعضاء من مجلس الشيوخ/ محامين/ حقوقيين/ منظمات مدنية

- اجتماع عمل مع النائب الأول لرئيس مجلس البرلمان الفرنسي

- اجتماع عمل مع نائبة فرنسي، رئيسة مجموعة الصداقة الفرنسية البحرينية بالبرلمان الفرنسي

- اجتماع عمل مع عضو مجلس الشيوخ، رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية الخليجية بمجلس الشيوخ

- زيارة المجلس الأعلى الفرنسي للمساواة بين النساء والرجال

برنامج مكثف ولقاء أشخاص مؤثرين وعدم تضيع وقت والجميل هو ما حمله الوفد معه من استعدادات لعقد هذه الاجتماعات وأهمها الإحصائيات والأرقام الموثقة في السجلات الدولية فمثلاً حمل معه إحصائيات مقارنة بين المرأة في البحرين والمرأة في بلجيكا ولم يصدق الجانب البلجيكي أننا نقاربهم إلى هذه الدرجة بل نتفوق عليهم في بعض القطاعات مثلما هم يتفقون علينا في بعضها بنسب ضئيلة.

ففي القطاع الحكومي البحرينية تشكل 53% في بلجيكا 52% في البطالة 3% في بلجيكا 7% في مجالس إدارة القطاع الخاص البحرينية 33% البلجيكية 27% الطبيبات البحرينيات 64% البلجيكيات 41%.

وكذلك قدمت إحصائية مقارنة في فرنسا للمرأة في التعليم وفي القطاع الصحي وفي المراكز التنفيذية والدخل وفي البطالة وفي السلطة التشريعية.

أرقامنا كانت بالفعل مذهلة بالنسبة لهم وتحدث صدمة حين يضعونها أمام دولة خليجية محافظة يعرفون عنها القليل والقليل هو تصنيفات لقوالب جاهزة والأكثر منه مستقى من حبل ممدود من إيران ومن وكلائها روجوا له على أنه بلد يقمع الحريات ويقمع المرأة ويقمع الحقوق!!

نحن بحاجة للتركيز على قصص نجاحاتنا الكثيرة مثل قصة المرأة في البحرين ومثل ثقافتنا وتراثنا وتاريخنا ومثل قصة رواد الأعمال عندنا وما يقدم لهم من تسهيلات ومثل نقاط كثيرة نملكها بإمكانها أن تقوي من حبل الوصل الأوروبي البحريني تلقائياً وتمدنا بشبكة علاقات عامة صديقة وحليفة لنا وتفند تلك الأكاذيب وحدها.

فقط علينا التركيز في عمليات التواصل بمن نلتقي و ماذا نقول لهم، وقياس الأثر وفعالية كل زيارة لكل وفد من أي نوع، فالمال العام لا يصرف لنزهات سياحية ولا يصرف كي نسافر بوفود كبيرة هي وحدها التي تملأ القاعة لنحادث بعضنا بعضاً!!