ليست قصة خاشقجي وحدها التي تخطئ تركيا حساباتها فيها مع الشارع العربي، بل موقفها من مصر، وموقفها من الأزمة القطرية، وموقفها من العديد من القضايا الخلافية العربية العربية، تصر تركيا على أن تميل وتنحاز إلى أحد أطراف الصراع وهذا أكبر أخطائها القاتلة.
من المؤسف خسارتنا لتركيا كدولة حليفة، من المؤسف أنّ تركيا لا تعبأ بتعزيز العلاقة بيننا، فنحن كدول مجلس التعاون أو دول الشرق الأوسط العربية نحتاج إلى تركيا وتركيا تحتاج إلينا، تركيا دولة تملك الكثير من المقومات التي تجعل منها حليفاً قوياً لنا ونحن نملك العكس معها، ونجاح حزب العدالة بل ونجاح أردوغان نفسه في قيادة الحزب ورئاسة تركيا كان ممكناً أن يضعها في مصاف الدول العظيمة لو انه احتفظ بأسباب النجاح وحصر اهتمامه بها.
نموها الاقتصادي وتصفيرها للمشاكل الحدودية وضعها على هذا المسار، حتى وقت قريب، ولأسباب شخصية تصطبغ بها شخصية أردوغان ذاته حالت دون اكتمال عقد هذا التحالف معها، ونحن هنا نتحدث عنا كدول مجلس التعاون (عدا قطر) ومصر، أي نتحدث عن دول اجتماعها مع تركيا ممكن أن يغير خارطة العالم.
ليت أردوغان أبقى على اهتمامه (الزعامية) بتركيا فقط، وهو حر في كيفية الاحتفاظ بهذه الزعامة داخل تركيا وما كان لأحد من دول التحالف العربي أن يتدخل في أسلوب إداراته لأزماته الداخلية، وليته لم يستمع للإخوان المسلمين العرب الذين أبعدوه عن أهدافه، لكانت تركيا الآن حليفاً قوياً، نقف معه ويقف معنا في أزماتنا، ونشكل معاً كدول عربية وشرق أوسطية حلفاً يغنينا عن أي تحالف آخر، ولكانت المنافع ستعود على الاثنين بالخير اقتصادياً وأمنياً.
إنما لا نعلم حقيقة من ضلل الآخر؟ هل الإخوان المسلمون العرب هم من ضللوا أردوغان وأوهموه أن الشعوب العربية تحلم بتنصيبه خليفة عليهم؟ أم إن أردوغان هو من ضلل الإخوان المسلمين وأوهمهم أنه قادر على تنصيبهم حكاماً على ولايات الدولة الإسلامية التي سيكون خليفتها؟
أهو حلم أرطغرل الذي سيطر عليه؟ فتوهم نفسه قادراً على ضم العالم العربي تحت رايته كما فعل أرطغرل وابنه عثمان؟ أم أنها خديعة وفخ نصبه له جماعة الإخوان المسلمين العرب وأوهموه أن الشارع العربي ينتظره، ويتلهف على تنصيبه خليفة كي يستعينوا به لوصولهم هم للسلطة؟ أم إن الاثنين خدعا بعضهما البعض وأوهما أنفسهما أن لهما قبولاً في الشارع العربي؟
الخلاصة أن الاثنين أصبحا بعد انكشاف دور الإخوان في الربيع العربي ودور حزب العدالة التركي تحديداً في دعم هذه الجماعة، أصبح الاثنان خصوماً للشارع العربي، خصوماً للمواطن لا لحكامه، وتلك هي الإشكالية التي لا يريد أي منهما الإقرار بها.
الاثنان (أردوغان والإخوان) مصران على أن الشارع العربي لهما، وأن الأنظمة العربية فقط هي التي تخاصمه، وأن هذا الشارع سيخاصم أنظمته الحاكمة ويلجأ لهما، الاثنان لا يريدان الإقرار بأن ذلك وهم وغير واقعي، صناديق الاقتراع دليل على تغير المزاج العام تجاه الإخوان، وتستطيع أن تلمس هذا المزاج العام في كل منصة للتعبير ضد الاثنين،هناك رأي عام لا علاقة له بالأنظمة أو بالحكم يرفض رفضاً باتاً التعاطي مع الاثنين، كلما أدرك الاثنان هذه الحقيقة كان ذلك أفضل للجميع.
إنما المشكلة في أن الاثنين مازالا يغذيان أوهام بعضهما البعض إلى اللحظة، الإخوان مازالوا يغذون أوهام أردوغان بان الشارع العربي يحبك ويريدك زعيماً وما تراه في الإعلام أو وسائل التواصل الاجتماعي ما هو سوى «ذباب إلكتروني» ولا يعكس حقيقة الشارع، وأردوغان يغذي طموح الإخوان بالسلطة وينتهز الفرص لإعلان استعداده للزعامة كما صرح مؤخراً بأن (تركيا) هي الأقدر على قيادة العالم الإسلامي!!
كلما أدركت تركيا الواقع الحقيقي كسبناها حليفاً، كلما ابتعدت عن حلم الخلافة وعادت إلى واقعها تركيا الدولة العلمانية العصرية المعنية بشؤونها والتي تلعب دورها الإقليمي وفقاً لأصول العلاقات الدولية وتحترم اتفاقياته كان ذلك أجدى نفعاً لتركيا، لاقتصادها لأمنها ولنا، حقيقة لم نكن نتمنى خسارة تركيا كحليف.
{{ article.visit_count }}
من المؤسف خسارتنا لتركيا كدولة حليفة، من المؤسف أنّ تركيا لا تعبأ بتعزيز العلاقة بيننا، فنحن كدول مجلس التعاون أو دول الشرق الأوسط العربية نحتاج إلى تركيا وتركيا تحتاج إلينا، تركيا دولة تملك الكثير من المقومات التي تجعل منها حليفاً قوياً لنا ونحن نملك العكس معها، ونجاح حزب العدالة بل ونجاح أردوغان نفسه في قيادة الحزب ورئاسة تركيا كان ممكناً أن يضعها في مصاف الدول العظيمة لو انه احتفظ بأسباب النجاح وحصر اهتمامه بها.
نموها الاقتصادي وتصفيرها للمشاكل الحدودية وضعها على هذا المسار، حتى وقت قريب، ولأسباب شخصية تصطبغ بها شخصية أردوغان ذاته حالت دون اكتمال عقد هذا التحالف معها، ونحن هنا نتحدث عنا كدول مجلس التعاون (عدا قطر) ومصر، أي نتحدث عن دول اجتماعها مع تركيا ممكن أن يغير خارطة العالم.
ليت أردوغان أبقى على اهتمامه (الزعامية) بتركيا فقط، وهو حر في كيفية الاحتفاظ بهذه الزعامة داخل تركيا وما كان لأحد من دول التحالف العربي أن يتدخل في أسلوب إداراته لأزماته الداخلية، وليته لم يستمع للإخوان المسلمين العرب الذين أبعدوه عن أهدافه، لكانت تركيا الآن حليفاً قوياً، نقف معه ويقف معنا في أزماتنا، ونشكل معاً كدول عربية وشرق أوسطية حلفاً يغنينا عن أي تحالف آخر، ولكانت المنافع ستعود على الاثنين بالخير اقتصادياً وأمنياً.
إنما لا نعلم حقيقة من ضلل الآخر؟ هل الإخوان المسلمون العرب هم من ضللوا أردوغان وأوهموه أن الشعوب العربية تحلم بتنصيبه خليفة عليهم؟ أم إن أردوغان هو من ضلل الإخوان المسلمين وأوهمهم أنه قادر على تنصيبهم حكاماً على ولايات الدولة الإسلامية التي سيكون خليفتها؟
أهو حلم أرطغرل الذي سيطر عليه؟ فتوهم نفسه قادراً على ضم العالم العربي تحت رايته كما فعل أرطغرل وابنه عثمان؟ أم أنها خديعة وفخ نصبه له جماعة الإخوان المسلمين العرب وأوهموه أن الشارع العربي ينتظره، ويتلهف على تنصيبه خليفة كي يستعينوا به لوصولهم هم للسلطة؟ أم إن الاثنين خدعا بعضهما البعض وأوهما أنفسهما أن لهما قبولاً في الشارع العربي؟
الخلاصة أن الاثنين أصبحا بعد انكشاف دور الإخوان في الربيع العربي ودور حزب العدالة التركي تحديداً في دعم هذه الجماعة، أصبح الاثنان خصوماً للشارع العربي، خصوماً للمواطن لا لحكامه، وتلك هي الإشكالية التي لا يريد أي منهما الإقرار بها.
الاثنان (أردوغان والإخوان) مصران على أن الشارع العربي لهما، وأن الأنظمة العربية فقط هي التي تخاصمه، وأن هذا الشارع سيخاصم أنظمته الحاكمة ويلجأ لهما، الاثنان لا يريدان الإقرار بأن ذلك وهم وغير واقعي، صناديق الاقتراع دليل على تغير المزاج العام تجاه الإخوان، وتستطيع أن تلمس هذا المزاج العام في كل منصة للتعبير ضد الاثنين،هناك رأي عام لا علاقة له بالأنظمة أو بالحكم يرفض رفضاً باتاً التعاطي مع الاثنين، كلما أدرك الاثنان هذه الحقيقة كان ذلك أفضل للجميع.
إنما المشكلة في أن الاثنين مازالا يغذيان أوهام بعضهما البعض إلى اللحظة، الإخوان مازالوا يغذون أوهام أردوغان بان الشارع العربي يحبك ويريدك زعيماً وما تراه في الإعلام أو وسائل التواصل الاجتماعي ما هو سوى «ذباب إلكتروني» ولا يعكس حقيقة الشارع، وأردوغان يغذي طموح الإخوان بالسلطة وينتهز الفرص لإعلان استعداده للزعامة كما صرح مؤخراً بأن (تركيا) هي الأقدر على قيادة العالم الإسلامي!!
كلما أدركت تركيا الواقع الحقيقي كسبناها حليفاً، كلما ابتعدت عن حلم الخلافة وعادت إلى واقعها تركيا الدولة العلمانية العصرية المعنية بشؤونها والتي تلعب دورها الإقليمي وفقاً لأصول العلاقات الدولية وتحترم اتفاقياته كان ذلك أجدى نفعاً لتركيا، لاقتصادها لأمنها ولنا، حقيقة لم نكن نتمنى خسارة تركيا كحليف.