لن أخفي عليكم مقال اليوم هو من باب سد الفراغ وحشو الكلام ولأنني انشغلت وأذن الظهر وعادة أكون قد سلمت مقالي في هذه الساعة من ناحية، ومن ناحية أخرى جاءت فكرته نتيجة إلحاح مراسل إحدى الصحف العربية للتعليق على حدث لم تعد له أهمية عندنا، فجاءت فكرة هذا المقال.

أتدرون ما هي(اللازمة)؟ اللازمة هي عبارة ثابتة تقال وفقاً للمناسبة، كلازمة ابتدعها شعب الكويت «أوووه شخباري؟» تقال للإشارة على شيء كان له صيت ومحاه الزمن ونساه الناس وفجأة تذكروه فتستخدم هذه اللازمة له «أوه شخباري؟».

موضة قديمة كانت رائجة في وقت ما واندثرت، أو جهاز قديم يعلوه الغبار تم استخراجه من المخزن مثلاً، حين مشاهدته تستخدم تلك اللازمة، وهذا كان رد فعلي حين اتصل مندوب إحدى وسائل الإعلام للحصول على تعليق على خطاب حسن نصرالله الذي دعا فيه أنصاره في البحرين واليمن إلى عدم الاستسلام!! فقلت في نفسي «أووه شخباري» هل مازال هذا المخلوق يتكلم؟

فجأة تذكرت أن هذا المخلوق كانت له «شنه ورنه» وكانت لخطبه انعكاسات على أرضنا، كنا نضع يدنا على قلوبنا حين يذكرنا في خطبه فقد كان محرضاً على القتل والدمار والفوضى والفتنة طائفياً حتى النخاع.

اليوم سبحانه مغير الأحوال نسيناه وطواه الزمن ولا نسمعه حتى حين يأتي على ذكر شعب البحرين إذ لا أثر لخطابه و يمر دون تبعات وكأنه يتكلم خارج نطاق التغطية بلا صدى لصوته، نرى شفتيه الرثة تتحرك بلا معنى لما يقول.

هذا من فضل ربي علينا والحمد لله أن انقطع أثر هذا المخلوق عنا ومحوناه من قاعدة البيانات تماماً، بعد أن كانت كلمة منه تحرك آلاف المغرر بهم في العالم العربي ويظنون بخطبه إنما هي وحي يوحى.

اليوم لا يعلق على خطبه أحد، والأسباب عديدة، صحيح أن أحد تلك الأسباب أن الوعي بخدمة هذا المخلوق لأجندة الدولة الإيرانية قد اتضح للجميع، وصحيح أن الوعي بمدى استغلاله للمغرر بهم ودفعهم لخدمة تلك الأجندة قد زاد واتضح، إنما الأهم من هذا كله ويأتي على رأس الأسباب التي أدت إلى كيل التراب على سحنته أن الغطاء الدولي لتلك الفوضى في عالمنا العربي قد انحسر، وهذا هو أهم ما في القصة.

لم يكن له ولا للمغرر بهم من هذا المخلوق أن يحدثوا تلك الفوضى وذلك الدمار الذي أحدثوه لولا ذلك الغطاء الدولي الذي منحهم الشرعية وقيد يد القانون وإنفاذه عليهم، أما وقد انحسر ذلك الغطاء فأدرك هو ومن كان معه أنه إلى زوال وإن تحدث أو سكت فالأمر سيان، ودعواته للمظاهرات وللمسيرات لا صدى لها عندنا ودعواته لأتباعه في اليمن لا فائدة منها فالغطاء رفع عن الجميع.

وهذا هو ردي الذي سأرسله لزميلي، وهو ذاته المقال الذي أشغلتكم به وأعتذر للحديث عن فوضى سادت ثم بادت.