كانت كلمة الكويت في مجلس الأمن والتي ألقاها مندوبها السفير منصور العتيبي مندوب دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة الثلاثاء الماضي بشأن الأحوال في الشرق الأوسط، كلمة حق شاملة ومعبرة عن كل ما يعتلج في نفوس وعقول كل عربي وكل محب للسلام في العالم حيث عبرت عن رؤية العرب والفلسطينيين وكل الداعين للحق والرافضين لسلب الأرض والاعتداء على العرض وقتل الأطفال الأبرياء والتدخل في شؤون الآخرين والسيطرة عليهم بقوة السلاح.
وكممثل للمجموعة العربية فقد كشفت الكلمة للعالم أجمع عن «الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين»، مؤكدة أن «إسرائيل ترتكب جرائم ممنهجة ضد المدنيين العزل والتي تعد جرائم حرب»، مطالبة بأن «يتحمل مجلس الأمن مسؤولياته لأنها تعد اختراقاً للقانون الدولي».. ومطالبة كذلك «بوقف الاستيطان باعتباره انتهاكاً للقانون الدولي أيضاً وعقبة ضد تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين» ومجددة «إدانة الاعتداءات المتكررة على المدنيين».. فكل التحية لمندوب الكويت لدى الأمم المتحدة على كلمته الشجاعة الشاملة التي عبرت عن موقف كل عربي وكل محب للسلام والاستقرار والأمن في العالم.
ولكن السؤال على من نقرأ مزامير داوود؟ وهو المثل الذي يضرب لمن لا يستفيد، مهما كان الكلام حكيماً جليلاً، حتى لو قرأت له مزامير داوود والتي هي عبارة عن تسابيح لله، وحكم ومواعظ وكلام فيه حمد وسجود لله.
هل نتحدث لأناس يرفضون حل القضية بعدالة رغم تقديم العرب لمبادرة شاملة للسلام عام 2002، وإن أكملنا القراءة فإنهم يكرهوننا ويستمرون في عنادهم وإصرارهم على ما يقتنعون به رغم علمهم بكم الزيف والظلم فيما يقتنعون به حيث يغمضون أعينهم عن حقيقة الواقع التاريخي والسياسي للشعب الفلسطيني منذ آلاف السنين ويستمرون في تزييف الواقع والحقيقة إلى أن أصبحت مشكلة القرن وربما تستمر ليطلق عليها مشكلة القرنين العشرين والحادي والعشرين، فكم جيل حتى الآن من الفلسطينيين فارق الحياة منذ 1948 دون أن يتحقق حلمه ويحصل على حقه الذي أقرته الأمم المتحدة منذ 1948.
بل ويصرّون على إغلاق أعينهم وآذانهم عما يتعرض له المدنيون الذين تعرضوا لأكبر عملية ظلم وتشريد في التاريخ، حيث يوظفون إعلامهم العالمي لتسويق صورة عكسية، فيحولون الجاني إلى ضحية ويحول الضحية إلى مجرم ومعتدٍ ورافض للسلام، ويضخمون من قوة الضعيف، ويصفون الاحتلال بأنه دفاع، وأن الاستيلاء على الأرض حق تاريخي، وأن حدود الجغرافيا التي حددتها الأمم المتحدة عام 1948 هي على الورق فقط وليس على أرض الواقع، ويروجون أن العالم قد تغير ويجب ألا نفكر في القضية مثلما كانوا يفكرون قبل خمسين عاماً، وغيرها من المغالطات التي لا حد لها حتى يحدث بلبلة وتشويه لدى الرأي العالمي، ومع مرور الوقت تتوه الحقائق ويمل الناس من كثرة التكرار.
نعم لا بد من الاستمرار في قراءة مزامير داوود -مهما كانت الظروف الإقليمية والدولية السياسية منها أو الاقتصادية- على من يتشدق بالقيم الإنسانية والحرية وحقوق الإنسان ومبادئ ويلسون ويمارس عكسها مع الشعب الفلسطيني الذي يعاني الجوع والفقر وافتقاد الأمن والعودة لأرضه، وأن نكمل القراءة على من يهاجمون الأمم المتحدة لمجرد أن أعضاءها انحازوا للحق والعدالة ونادوا بالحل في ضوء تطبيق القرارات والشرعية الدولية.
إن على كل بلاد العالم الحر التي تنحاز للعدل والحق أن تستمر في قراءة مزامير داوود في قضية العرب الأولى منذ سبعين عاماً، لأن قطرات المياه الصغيرة المستمرة المتتالية تنخرُ الصّخور الصلبة، وأن بصيص النور البسيط يبدد ظلام الليل الكثيف؛ عليهم أن يستمروا في قول كلمة الحق حتى تعود الحقوق ويتحقق السلام الحقيقي في قضية القرن وفقاً لمبادرة السلام العربية التي أطلقها المغفور له العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، للسلام في الشرق الأوسط، عام 2002، كمرجعية وإطار شامل يحقق مصالح كل الأطراف بعدالة.
* أستاذ الإعلام وعلوم الاتصال
وكممثل للمجموعة العربية فقد كشفت الكلمة للعالم أجمع عن «الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين»، مؤكدة أن «إسرائيل ترتكب جرائم ممنهجة ضد المدنيين العزل والتي تعد جرائم حرب»، مطالبة بأن «يتحمل مجلس الأمن مسؤولياته لأنها تعد اختراقاً للقانون الدولي».. ومطالبة كذلك «بوقف الاستيطان باعتباره انتهاكاً للقانون الدولي أيضاً وعقبة ضد تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين» ومجددة «إدانة الاعتداءات المتكررة على المدنيين».. فكل التحية لمندوب الكويت لدى الأمم المتحدة على كلمته الشجاعة الشاملة التي عبرت عن موقف كل عربي وكل محب للسلام والاستقرار والأمن في العالم.
ولكن السؤال على من نقرأ مزامير داوود؟ وهو المثل الذي يضرب لمن لا يستفيد، مهما كان الكلام حكيماً جليلاً، حتى لو قرأت له مزامير داوود والتي هي عبارة عن تسابيح لله، وحكم ومواعظ وكلام فيه حمد وسجود لله.
هل نتحدث لأناس يرفضون حل القضية بعدالة رغم تقديم العرب لمبادرة شاملة للسلام عام 2002، وإن أكملنا القراءة فإنهم يكرهوننا ويستمرون في عنادهم وإصرارهم على ما يقتنعون به رغم علمهم بكم الزيف والظلم فيما يقتنعون به حيث يغمضون أعينهم عن حقيقة الواقع التاريخي والسياسي للشعب الفلسطيني منذ آلاف السنين ويستمرون في تزييف الواقع والحقيقة إلى أن أصبحت مشكلة القرن وربما تستمر ليطلق عليها مشكلة القرنين العشرين والحادي والعشرين، فكم جيل حتى الآن من الفلسطينيين فارق الحياة منذ 1948 دون أن يتحقق حلمه ويحصل على حقه الذي أقرته الأمم المتحدة منذ 1948.
بل ويصرّون على إغلاق أعينهم وآذانهم عما يتعرض له المدنيون الذين تعرضوا لأكبر عملية ظلم وتشريد في التاريخ، حيث يوظفون إعلامهم العالمي لتسويق صورة عكسية، فيحولون الجاني إلى ضحية ويحول الضحية إلى مجرم ومعتدٍ ورافض للسلام، ويضخمون من قوة الضعيف، ويصفون الاحتلال بأنه دفاع، وأن الاستيلاء على الأرض حق تاريخي، وأن حدود الجغرافيا التي حددتها الأمم المتحدة عام 1948 هي على الورق فقط وليس على أرض الواقع، ويروجون أن العالم قد تغير ويجب ألا نفكر في القضية مثلما كانوا يفكرون قبل خمسين عاماً، وغيرها من المغالطات التي لا حد لها حتى يحدث بلبلة وتشويه لدى الرأي العالمي، ومع مرور الوقت تتوه الحقائق ويمل الناس من كثرة التكرار.
نعم لا بد من الاستمرار في قراءة مزامير داوود -مهما كانت الظروف الإقليمية والدولية السياسية منها أو الاقتصادية- على من يتشدق بالقيم الإنسانية والحرية وحقوق الإنسان ومبادئ ويلسون ويمارس عكسها مع الشعب الفلسطيني الذي يعاني الجوع والفقر وافتقاد الأمن والعودة لأرضه، وأن نكمل القراءة على من يهاجمون الأمم المتحدة لمجرد أن أعضاءها انحازوا للحق والعدالة ونادوا بالحل في ضوء تطبيق القرارات والشرعية الدولية.
إن على كل بلاد العالم الحر التي تنحاز للعدل والحق أن تستمر في قراءة مزامير داوود في قضية العرب الأولى منذ سبعين عاماً، لأن قطرات المياه الصغيرة المستمرة المتتالية تنخرُ الصّخور الصلبة، وأن بصيص النور البسيط يبدد ظلام الليل الكثيف؛ عليهم أن يستمروا في قول كلمة الحق حتى تعود الحقوق ويتحقق السلام الحقيقي في قضية القرن وفقاً لمبادرة السلام العربية التي أطلقها المغفور له العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، للسلام في الشرق الأوسط، عام 2002، كمرجعية وإطار شامل يحقق مصالح كل الأطراف بعدالة.
* أستاذ الإعلام وعلوم الاتصال