لا جديد في اجتماع «خدم إيران» في قاعة واحدة في العراق، حين اجتمع المدعو العرادي الذي ادعى أنه طبيب زوراً أيام محاولة الانقلاب على الدستور في البحرين، مع المدعو المالكي الحافل بسجله البارز في نهب العراق! وأعلنوا سوياً استمرارهم في خدمة إيران ودعم ما يسمى بـ«الثورة» في البحرين.

بالنسبة لما يسمى بائتلاف فبراير لفظته البحرين وما عاد له وجود على أرضنا ولله الحمد والمنة بفضل وعي شعبنا وتلاحمه وتكاتفه، ولم يكن هذا التنظيم أصلاً سوى واجهة لسرايا الأشتر المنظمة الإرهابية، لذلك فما حدث في العراق لا يزيد عن تجمع ذبابي لا وجود له على الأرض، واستكمالاً لدعم الإرهاب واستباحة التراب العراقي لكل ميليشيات إيران الإرهابية، وكان العراق ناقصاً!

ولا عجب حين يجتمع مثل المالكي والعرادي فإيران لا تجمع تحت رايتها غير «عوير وزوير»، لا يوجد عربي يحترم نفسه أو له ثقل اجتماعي يقبل بأن يكون مداساً لإيراني، إنما النطيحة والمتردية التي لا تملك ذرة من كرامة تقبل بهذا الدور الخسيس النجس، لهذا فاجتماع مثل هذا العرادي ومثل المالكي هو النتيجة الطبيعية لمعادلة الخيانة التي لا تليق إلا بهذه الأشكال.

الجديد في الأمر وما يهمنا في الموضوع هو خسارة العراق الذي هو أكبر من المالكي ومن هم على شاكلته من خدم إيران، المؤلم هو أننا اعتقدنا أن «العراق» العظيم قادر على أن يكون دولة عربية من جديد بعد كل ما قدم له من دعم عربي خليجي، دعم سياسي ودعم مالي ودعم لوجستي رغم الاعتراضات الشعبية الخليجية على توقيت الدعم بأنه مازال مبكراً ورغم التحذيرات بأن الدولة لم يعد لها وجود في العراق، نهبت وقسمت وتشرد شعبها وجاع ومرض، وأن إيران مازالت هي الحاكم بأمره في العراق، فما عادت بغداد هي بغداد بل ولاية إيرانية ترفع صورة المدعو علي خامنئي.

إنما ظل الأمل موجوداً في العراق دوماً وبقاء الحضن العربي مفتوحاً كان لبقاء الباب مفتوحاً للعودة.

تحرك المالكي بهذه الأريحية الإيرانية ومعها العديد من صور النفوذ الإيراني أبرزها عدم قدرة العراقيين على تشكيل حكومة دون تدخل إيراني سيعرض العراق للخطر ويعرض مصالحه للخطر ويوصل رسالة لدول الخليج أنه لا كلمة للعراقيين بل لإيران، صحيح أن إيران لم ترتدع ولم تفهم الرسالة ومصرة على مشروعها التمددي، وصحيح أن خونة العراق كما هم في لبنان وسوريا واليمن لم يستوعبوا الدرس بعد، وأن الحواجز التي يبنونها مع الشعوب العربية باتت أكثر سمكاً، إنما الذي لم يدركوه بعد هو أن ليلاً طويلاً قادماً سيدفعون فيه ثمن خياناتهم لأمتهم، فالسحب كلها تتجمع على إيران وعلى خدمها في المنطقة.

الحرب على الإرهاب المدعوم إيرانياً لن تترك موقعاً أو أرضاً ليستظل بها، ويؤلمنا أن تكون العراق واحدة من مواقع استهداف تلك الحرب بعد أن قبلت أن تكون قاعدة لتجمع منظمات وميليشيات إرهابية تستهدف أمن دول الخليج.