ما زالت ذاكرتنا تحتفظ بالشاب التركي الوسيم «مهند» الذي هز عروش قلوب النساء قبل المراهقات.. لقد كان «مهند» رأس الحربة في حرب القوة الناعمة التركية التي اخترقت القلوب قبل اختراق القوات التركية شمال العالم العربي في العراق وسوريا، والمبهورون بمهند لا يحركون ساكناً..!

بنجاح لافت انتشرت المسلسلات التركية في عالمنا العربي، بل خصوصاً في بلدان العالم الثالث، ولأن النجاح يغري، فقد خصصت شركة «أزيميت بورتفوليو» الخاصة صندوق استثماري لتمويل الأفلام والمسلسلات، لتنهي عصر التمول التقليدي من خلال المنتجين الأفراد، لاسيما أن «أزيميت بورتفوليو» تعد من أكبر شركات الاستثمار التركية، وتدير داخل تركيا فقط 750 مليون دولار. وترويجاً للفكرة أوردت وسائل إعلام تركية أنه قد جرى تصدير أكثر من 100 مسلسل تلفزيوني تركي إلى أكثر من 150 دولة، بل إن المسلسل التركي بات يحتل المرتبة الثانية عالمياً بعائدات أكثر من 350 مليون دولار وأكثر من 500 مليون مشاهد. منذ بداية هذا العام «2019»، ستبدأ شركة «أزيميت بورتفوليو» بإصدار أسهمها، بما يمكن الصناعة التلفزيونية والسينمائية التركية من الحصول على استثمارات على غرار هوليوود، إذ سيطلق صندوق الاستثمار السينمائي بـ100 مليون ليرة تركية، حسب صحيفة «ديلي صباح».

لم تخترق القوة الناعمة التركية العالم العربي فحسب، إذ بدا نطاق انتشارها أوسع من خلال تصريح للمخرج الإيراني الشهير كمال تبريزي، جاء فيه أن 80% من الشعب الإيراني، مولع بمتابعة المسلسلات التركية، والنسبة في ارتفاع متواصل. ويضيف تبريزي أن صانعي الأفلام الإيرانيين الذين يرغبون بتصوير أفلامهم خارج بلادهم في الغالب يفضلون التصوير في تركيا على غيرها، حتى قبل أن تبدأ «أزيميت بورتفوليو» أعمالها. فما بالكم إذا أخذت في تمويل مشاريع ليس لمخرجين إيرانيين بل في تمويل مشاريع مخرجين عرب لسهولة تأشيرة دخولها، وحسن ضيافة وكرم أهلها والكثير من المحفزات الأخرى التي جعلت من تركيا الوجهة الأكثر تفضيلاً بين سائر البلاد في هذا المجال؟

ما يستوقفنا أن المخرجين العرب الذين ضاقت بهم السبل ليسوا من سوريا أو لبنان بل من معقل السينما العربية «القاهرة»، فحسب تقرير لوكالة الأناضول تحظى الدراما التركية بمتابعات واسعة في مصر، إذ جذبت الدراما التركية خلال عشرية كاملة المشاهدين المصريين، لما تعتمده من قصص اجتماعية يغلب عليها الطابع الرومانسي، إلى جانب الاهتمام بالصورة والمناظر الطبيعية وعناصر الإبهار.

* اختلاج النبض:

اقترب مهند من بابنا وهو يمسك «نور» بيده، فبنينا لهم بيتاً ليس على الشاشات العربية بل في قلوبنا، تلك الحفاوة والكرم العربي في استقبال الضيف استغلها الأتراك، فدخلنا في «سنوات الضياع» ونهلنا معهم من «العشق الممنوع» حتى لا نتحول ألعوبة ضمن ألاعيب «حريم السلطان»، مرة ضحية «العشق الأسود» ومرة ضحية «قيامة أرطغرل». فمن سيغلق الباب قبل دخولهم غرب الخليج كما فعلوا شرق الفرات؟!!