في تقرير نشره مركز الروابط للدراسات الاستراتيجية والسياسية على موقعه الإلكتروني، عنوانه: «القوة الناعمة تتحول إلى حادة تقود العالم نحو الصدام»، زعم بظهور «القوة الحادة» كمصطلح جديد نسبه إلى كل من الباحثين كريستوفر والكر وجيسيكا لودفيغ من «المؤسسة الوطنية للديمقراطية»، للإشارة إلى الحرب الإعلامية عبر نشر الأخبار الزائفة بالاعتماد على حرب المعلومات، الأمر الذي لجأت إليه كل من روسيا والصين مؤخراً في منافستهما للولايات المتحدة الأمريكية أو حربهما عليها. غير أن هذا المفهوم لطالما كان موغلاً في عمق التاريخ من حيث التداول، والذي عرف طوال هذه السنوات بمصطلح «الشائعة».
مفهوم الشائعة لغةً ينطلق من الجذر «شيع»، وشاع الشيب أي انتشر، وكذلك الخبر أي ذاع، والشاعة كما أوردتها المعاجم العربية الأخبار المنتشرة، ورجل مشياع أي مذياع لا يكتم سراً. أما الشائعة بمنظور علماء النفس والاجتماع والإعلام، فقد عرفها جيمس دريفر بأنها «قصة غير متحقق منها في المجتمع، ويُزعم فيها حدوث واقعة معينة»، بينما عرّفها تشارلز اندال بكونها «رواية تتناقلها الأفواه دون أن ترتكز على مصدر موثوق يؤكد صحتها»، أما أحمد أبوزيد فقد أورد لها جملة من التعريفات أبرزها «المبالغة في سرد خبر يحتوي جزء ضئيل من الحقيقة». ولو لاحظنا مجمل التعريفات الواردة في هذا السياق لوجدنا أغلبها يؤكد على جزئية عدم صدقية المعلومة أو ثبوتها، وبالتالي فإن ما يورد تحت مسمى الأخبار الزائفة هو نفسه الشائعة التي نتحدث عنها.
إن استخدام الشائعة لإعلان الحروب النفسية والإعلامية أمر غير جديد، وإذا عدنا إلى التاريخ لوجدنا الكثير من الحوادث والقصص التي تحكي كيف انتشرت الشائعات وكيف حققت أغراضها في الإضرار بسمعة أفراد أو جماعات أو دول، ولذلك كانت واحدة من الأدوات الناجعة في المنافسة غير الشريفة وفي الحروب والمنازعات، ومن أبرز حوادث الشائعات في التاريخ قصة الإفك التي شككت باطلاً في طهر بيت النبوة وعرض سيده محمد صلى الله عليه وسلم. أما في عصرنا الراهن، فكانت واحدة من أكبر الشائعات المتداولة على مدى سنوات تلك المتعلقة بتطبيع الدول العربية والإسلامية مع إسرائيل، والتي نتج عنها هجمات شرسة على المملكة العربية السعودية ودول خليجية أخرى، رغم أن الأمر برمته لا أساس له من الصحة.
* اختلاج النبض:
لا شك في أن للشائعة تأثيرها في الحروب الإعلامية، وقد استغلتها دول ووسائل إعلام كثيرة لتحقيق أهدافها افتراءً على الحقيقة. وبغض النظر عن تعدد المصطلحات، يظل هذا المفهوم راسخاً في التاريخ البشري، حتى لو تبدلت الأسماء «الحرب النفسية والإعلامية، أو الشائعة بلفظها البسيط المتداول، أو «القوة الحادة»»، فكلها سواء، غير أن المصطلح الأخير ربما جاء في سياق الحديث عن القوة الصلبة والناعمة، فوجد بعض الباحثين تسميته على نفس السياق.
مفهوم الشائعة لغةً ينطلق من الجذر «شيع»، وشاع الشيب أي انتشر، وكذلك الخبر أي ذاع، والشاعة كما أوردتها المعاجم العربية الأخبار المنتشرة، ورجل مشياع أي مذياع لا يكتم سراً. أما الشائعة بمنظور علماء النفس والاجتماع والإعلام، فقد عرفها جيمس دريفر بأنها «قصة غير متحقق منها في المجتمع، ويُزعم فيها حدوث واقعة معينة»، بينما عرّفها تشارلز اندال بكونها «رواية تتناقلها الأفواه دون أن ترتكز على مصدر موثوق يؤكد صحتها»، أما أحمد أبوزيد فقد أورد لها جملة من التعريفات أبرزها «المبالغة في سرد خبر يحتوي جزء ضئيل من الحقيقة». ولو لاحظنا مجمل التعريفات الواردة في هذا السياق لوجدنا أغلبها يؤكد على جزئية عدم صدقية المعلومة أو ثبوتها، وبالتالي فإن ما يورد تحت مسمى الأخبار الزائفة هو نفسه الشائعة التي نتحدث عنها.
إن استخدام الشائعة لإعلان الحروب النفسية والإعلامية أمر غير جديد، وإذا عدنا إلى التاريخ لوجدنا الكثير من الحوادث والقصص التي تحكي كيف انتشرت الشائعات وكيف حققت أغراضها في الإضرار بسمعة أفراد أو جماعات أو دول، ولذلك كانت واحدة من الأدوات الناجعة في المنافسة غير الشريفة وفي الحروب والمنازعات، ومن أبرز حوادث الشائعات في التاريخ قصة الإفك التي شككت باطلاً في طهر بيت النبوة وعرض سيده محمد صلى الله عليه وسلم. أما في عصرنا الراهن، فكانت واحدة من أكبر الشائعات المتداولة على مدى سنوات تلك المتعلقة بتطبيع الدول العربية والإسلامية مع إسرائيل، والتي نتج عنها هجمات شرسة على المملكة العربية السعودية ودول خليجية أخرى، رغم أن الأمر برمته لا أساس له من الصحة.
* اختلاج النبض:
لا شك في أن للشائعة تأثيرها في الحروب الإعلامية، وقد استغلتها دول ووسائل إعلام كثيرة لتحقيق أهدافها افتراءً على الحقيقة. وبغض النظر عن تعدد المصطلحات، يظل هذا المفهوم راسخاً في التاريخ البشري، حتى لو تبدلت الأسماء «الحرب النفسية والإعلامية، أو الشائعة بلفظها البسيط المتداول، أو «القوة الحادة»»، فكلها سواء، غير أن المصطلح الأخير ربما جاء في سياق الحديث عن القوة الصلبة والناعمة، فوجد بعض الباحثين تسميته على نفس السياق.