تطرقنا في الجزأين السابقين من هذه المقالة إلى أن الغرب سعي لتصدير مصطلحات سياسية كثيرة كان من بينها ما عرف بـ «الربيع العربي» الذي سعى من خلاله إلى إحداث تغيرات ضخمة في المنطقة تخدم مصالحه وتحقق أهدافه في هذه الدول.. ولكن ما الذي انتهي إليه هذا الربيع؟ هل انتهي فعلا إلى ربيع للعرب؟ وماذا فعلت الأنظمة الوطنية لمواجهة هذا المخطط والنجاة بدولها وشعوبها إلى بر الأمان؟
لقد انتهى ما سمي بـ «الربيع العربي» إلى زيادة حدة الطائفية والحروب الأهلية والصراعات السياسية والآثار الاقتصادية السلبية الضخمة وتأثر المشاريع التنموية والاصطلاحية التي تبناها الزعماء الوطنيون في العالم العربي وتزامن مع ذلك مزيد من الضغط ومساعي الهيمنة وتشجيع الحركات والجماعات السياسية والدينية لتلعب دورا في زعزعة الاستقرار وبروز جماعات إرهابية مسلحة تتجاوز بأحلامها نشر الأفكار، إلى الطمع في الاستيلاء على الدول بل وتأسيس دولة خلافة مكونة من عدة دول في المنطقة. وبرز جلياً لكل العالم العربي أن الهدف من تسويق مصطلح «الربيع العربي» المضلل والمخادع هو نشر الفوضى و»خلخلة» الثوابت وزعزعة الاستقرار والأمن في كثير من دول المنطقة حتي تعيش في فوضي عارمة تفقدها السيطرة وينهار معها قوة وتماسك الدولة القومية.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل أعقب هذه الأحداث مزيد من النشاط من جانب المؤسسات الاقتصادية الدولية التابعة للقوي الكبرى لتقديم وصفات لعلاج الأزمة الاقتصادية في كثير من هذه الدول نتج عنها رفع الأسعار وزيادة معدلات الفقر والجوع والسيطرة والتبعية وتدني الأوضاع المعيشية، بل وأفضت إلى تعرض قوة عربية إقليمية أخرى وهي مصر إلى مشكلات اقتصادية وسياسية جعلتها -عقب هذه الأحداث- غير قادرة على القيام بدورها في النظام الإقليمي وحماية دوله، لولا فضل الله بأن تظل مصر هي «المحروسة « بإرادته عز وجل- كما عرفت بهذا الاسم على مر السنين- بجانب حرص المخلصين والوطنيين في داخلها وكذلك المخلصين من أشقائها من الدول الخليجية على مساعدتها اقتصادياً وسياسياً حتى تنهض بسرعة من هذه الكبوة وتستعيد دورها السياسي والعسكري في النظام الإقليمي وتعود لما كانت عليه من قوة وأمن واستقرار وتعلن من جديد أنها سند لإخوانها وأن أمن مصر من أمن دول الخليج.
إلا أن الدول العربية الفاعلة قد تنبهت لأغراض هذا المخطط وسعت للحفاظ على الدولة الوطنية وحمايتها من الانهيار والتمزق عبر آليتين مهمتين أولهما: الإصلاح الداخلي وتبني إصلاحات اقتصادية وسياسية ودستورية تطويرية ودعم المواطنة والانتماء والمزيد من الحريات وسياسات المصارحة والمكاشفة، بهدف تقوية الجبهة الداخلية لتقف حائط صد ضد كل هذه المؤمرات الخارجية والآلية الثانية هي تفعيل الوحدة الحقيقية بين هذه الدول ليس من منظور الشعارات البراقة التي كانت تحكم العلاقات العربية - العربية في الماضي، بل من منظور التعاون الاقتصادي والعسكري والسياسي بالشكل الذي يحقق مصالح كل الأطراف ويحمي المنطقة من المهددات الإقليمية التي تمر بها عبر التعاون الحقيقي والذي كان من نتائجه حماية كل البلدان العربية من هذا المخطط وتقوية الدولة المصرية ودعم الدولة العراقية واستقرارها وإعادة الحكومة الشرعية في اليمن والقضاء على «داعش» و»القاعدة» وانحسار الإرهاب حيث قلت أعداد العمليات الإرهابية في العالم العربي بنسبه 35 % وانخفاض عدد الضحايا من العمليات الإرهابية بنسبه 44 % بين عامي 2014 و2017 وهو الأمر الذي أعاد الاستقرار لعموم المنطقة مرة ثانية.
لقد أدرك الجميع الحقيقة وانكشف القناع الذي ارتدته بعض القوى الكبرى وتحطمت أحلامهم على «صخرة العرب الصلبة»، إذ باتت الحقائق واضحة حتى أمام رجل الشارع العادي وعامة الناس، الذين انخدع بعضهم بمعسول المصطلحات الوافدة وبريقها لبعض الوقت، وأدرك الجميع أن النظر للداخل وليس للخارج والحفاظ على الأوطان والالتفاف حول القادة الوطنيين بهدف تقوية الجبهة الداخلية ودعم المواطنة والانتماء والهوية والاستمرار في الإصلاحات من ناحية، وتفعيل التعاون العربي الكامل سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وأمنياً على أساس المصالح المشتركة من ناحية ثانية، سيظلان أبرز الآليات لمواجهة محاولات الاختراق والهيمنة التي تسعي إليها باستمرار كثير من القوى الدولية والإقليمية.
* أستاذ الإعلام وعلوم الاتصال
لقد انتهى ما سمي بـ «الربيع العربي» إلى زيادة حدة الطائفية والحروب الأهلية والصراعات السياسية والآثار الاقتصادية السلبية الضخمة وتأثر المشاريع التنموية والاصطلاحية التي تبناها الزعماء الوطنيون في العالم العربي وتزامن مع ذلك مزيد من الضغط ومساعي الهيمنة وتشجيع الحركات والجماعات السياسية والدينية لتلعب دورا في زعزعة الاستقرار وبروز جماعات إرهابية مسلحة تتجاوز بأحلامها نشر الأفكار، إلى الطمع في الاستيلاء على الدول بل وتأسيس دولة خلافة مكونة من عدة دول في المنطقة. وبرز جلياً لكل العالم العربي أن الهدف من تسويق مصطلح «الربيع العربي» المضلل والمخادع هو نشر الفوضى و»خلخلة» الثوابت وزعزعة الاستقرار والأمن في كثير من دول المنطقة حتي تعيش في فوضي عارمة تفقدها السيطرة وينهار معها قوة وتماسك الدولة القومية.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل أعقب هذه الأحداث مزيد من النشاط من جانب المؤسسات الاقتصادية الدولية التابعة للقوي الكبرى لتقديم وصفات لعلاج الأزمة الاقتصادية في كثير من هذه الدول نتج عنها رفع الأسعار وزيادة معدلات الفقر والجوع والسيطرة والتبعية وتدني الأوضاع المعيشية، بل وأفضت إلى تعرض قوة عربية إقليمية أخرى وهي مصر إلى مشكلات اقتصادية وسياسية جعلتها -عقب هذه الأحداث- غير قادرة على القيام بدورها في النظام الإقليمي وحماية دوله، لولا فضل الله بأن تظل مصر هي «المحروسة « بإرادته عز وجل- كما عرفت بهذا الاسم على مر السنين- بجانب حرص المخلصين والوطنيين في داخلها وكذلك المخلصين من أشقائها من الدول الخليجية على مساعدتها اقتصادياً وسياسياً حتى تنهض بسرعة من هذه الكبوة وتستعيد دورها السياسي والعسكري في النظام الإقليمي وتعود لما كانت عليه من قوة وأمن واستقرار وتعلن من جديد أنها سند لإخوانها وأن أمن مصر من أمن دول الخليج.
إلا أن الدول العربية الفاعلة قد تنبهت لأغراض هذا المخطط وسعت للحفاظ على الدولة الوطنية وحمايتها من الانهيار والتمزق عبر آليتين مهمتين أولهما: الإصلاح الداخلي وتبني إصلاحات اقتصادية وسياسية ودستورية تطويرية ودعم المواطنة والانتماء والمزيد من الحريات وسياسات المصارحة والمكاشفة، بهدف تقوية الجبهة الداخلية لتقف حائط صد ضد كل هذه المؤمرات الخارجية والآلية الثانية هي تفعيل الوحدة الحقيقية بين هذه الدول ليس من منظور الشعارات البراقة التي كانت تحكم العلاقات العربية - العربية في الماضي، بل من منظور التعاون الاقتصادي والعسكري والسياسي بالشكل الذي يحقق مصالح كل الأطراف ويحمي المنطقة من المهددات الإقليمية التي تمر بها عبر التعاون الحقيقي والذي كان من نتائجه حماية كل البلدان العربية من هذا المخطط وتقوية الدولة المصرية ودعم الدولة العراقية واستقرارها وإعادة الحكومة الشرعية في اليمن والقضاء على «داعش» و»القاعدة» وانحسار الإرهاب حيث قلت أعداد العمليات الإرهابية في العالم العربي بنسبه 35 % وانخفاض عدد الضحايا من العمليات الإرهابية بنسبه 44 % بين عامي 2014 و2017 وهو الأمر الذي أعاد الاستقرار لعموم المنطقة مرة ثانية.
لقد أدرك الجميع الحقيقة وانكشف القناع الذي ارتدته بعض القوى الكبرى وتحطمت أحلامهم على «صخرة العرب الصلبة»، إذ باتت الحقائق واضحة حتى أمام رجل الشارع العادي وعامة الناس، الذين انخدع بعضهم بمعسول المصطلحات الوافدة وبريقها لبعض الوقت، وأدرك الجميع أن النظر للداخل وليس للخارج والحفاظ على الأوطان والالتفاف حول القادة الوطنيين بهدف تقوية الجبهة الداخلية ودعم المواطنة والانتماء والهوية والاستمرار في الإصلاحات من ناحية، وتفعيل التعاون العربي الكامل سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وأمنياً على أساس المصالح المشتركة من ناحية ثانية، سيظلان أبرز الآليات لمواجهة محاولات الاختراق والهيمنة التي تسعي إليها باستمرار كثير من القوى الدولية والإقليمية.
* أستاذ الإعلام وعلوم الاتصال