إكمالا لموضوع أمسِ في نهاية الموسم الثالث لمسلسل «homeland» تم توقيع الاتفاق النووي بين إيران وسبع دول منها الولايات المتحدة الأمريكية كأحد ثمار زرع عميل أمريكي لها بالقرب من خامنئي!! فالهدف والانتصار والغرض من زرع العميل لم يكن الانقلاب على نظام الملالي إنما السيطرة على قراراته من الداخل، وهكذا احتفلت المؤسسة بحصدها لثمار عملياتها بنجاحها في تطويع إيران وعرض المسلسل عام 2013.

إنما على أرض الواقع وقعت إيران على الاتفاق سنة 2016 واحتفلت الولايات المتحدة الأمريكية في عهد أوباما على (النصر) الذي حققته الإدارة الأمريكية! ثلاث سنوات سبقت الأحداث الحقيقية، ما حجم التطابق؟ نترك الحكم لكم. إنما في النهاية هذا المقال حول الدراما الأمريكية ومقال آخر لنا نشر في الشرق الأوسط حول أزمة المثقفين العرب الذين يتوددون للغرب بمناهضتهم لأوطانهم، ويظنون أن المثقفين الغربيين لا يتعاملون ولا يتعاطون مع السلطة أبداً. تركهم مع رواية جاءت على لسان المبدع السعودي علي الهويريني عن علاقة كتاب السيناريو ومؤلفي الروايات والسلطة الأمريكية.

إذ يقول الهويريني عن آخر كورس له في دراسته في جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة الأمريكية اسمه «أهداف السينما» وكان ذلك عام 1985، حيث عرض لهم المدرس فيلما أبيض وأسود إنتاج الثلاثينات اسمه «غزو القرع».

يقول الهويريني إن مزاحاً جرى بينه وبين الطلاب الخليجيين بسبب «القرع» حيث قال له أحدهم ألا تشعر بالحنين للوطن؟ إشارة إلى أن الهويريني من القصيم ودائما ما تصاغ النكت على أهل القصيم الأعزاء وحكاياتهم مع القرع كما هم أهل الصعيد الأعزاء أيضاً، ضحك الهويريني بصوت عال مما تسبب بإزعاج للدكتور وهدده إن لم يأت ببحث حول أهداف الفيلم فإنه سيسقط في هذا الكورس!!

استنجد الهويريني بعميد الكلية الذي غششه نكاية بالمدرس فقال له أنا أخبرك ما الهدف من فيلم «غزو القرع» فسألني عدة أسئلة أوصلتني للإجابة، فقال: في الفيلم حين غزا القرع كالوحوش المدينة هل قضى عليه أهل المدينة بالسواطير؟ قلت لا، قال هل قضى عليه بوليس المدينة؟ قلت لا، قال هل قضت عليه شرطة الولاية؟ قلت له لا، قال من قضى عليه؟ قلت الحكومة الفيدرالية، قال هذا هو هدف الفيلم، الترويج للفيدرالية وأي مخرج يحاول أن يخرج عن هذا الاتجاه في هوليوود يحاربونه.

وزادني فقال عام 1914 مخرج اسمه دي دلبيو غريفيث أنتج فيلماً اسمه «ميلاد أمه» و فتح له البنتاغون باب المساعدة، ثم عام 1917 أنتج فيلماً آخر يقول للأمريكين فيه إن الحكومة الفيدرالية ليست أساسية في تكوينكم، فماذا حدث له؟ حاربوه وسلطوا عليه الرقابة وابتعد عنه المنتجون والمخرجون حتى انتحر، الأفلام لا تنتج عبثاً لا بد أن تخدم الحكومة الفيدرالية (انتهى).

التعاون إذاً والتنسيق بين المثقفين والسلطة في الدول الديمقراطية لا يقتصر على الترويج لأهداف السلطة فقط، بل يمتد إلى تهيئة الرأي العام لأحداث المستقبل، بعد الانتهاء من مشاهدة الجزء الرابع من المسلسل سأخبركم بنهايته أو ربما تخبركم الأحداث التي تجري الآن قبلي!