نواصل في الجزء الرابع من المقال، التعليق على كتاب «الصين والعالم: رؤية الصين للعالم ورؤية العالم للصين»، لأخي السفير الدكتور سيد شلبي.
إن الرئيس الرابع الحالي «شي جينيبنج « عبر عن أربع حقائق: الأولى: بروز الصين القوية النامية بسرعة. والثانية: تطلع الصين لاستعادة حضارتها وتراثها وقوتها والصين نظرت في تاريخها إلى أنها محور الكون وهذا واضح في اسمها. والثالثة: مفهوم الحلم الصيني أو الرؤية الصينية المستقبلية وهو ما عبر عنه باسم الحلم الصيني ببناء الصين العظيمة صاحبة الحضارة العظيمة واحتلال مكانتها كقوة عالمية عظيمة وهي التي كانت في الماضي تنظر للدول الأخرى خاصة دول الجوار بأنهم برابرة وبنت سور الصين العظيم لحمايتها من هؤلاء البرابرة أننا الصين فهي اعتبرت بحكم اسمها باللغة الصينية محور أو مركز العالم Zhongguo. والرابعة: التطلع للتعاون الدولي كأساس للتنمية والتقدم والسلام وكانت مبادرة طريق الحرير هي الأساس في هذه المرحلة الجديدة، ونظر الغرب بوجه خاص وبعض الدول الآسيوية بتحفظ شديد لتلك النظرية وفسروها بأنها رؤية صينية للسيطرة على العالم وفي مقدمة المعارضين الولايات المتحدة والهند واليابان وكثير من الدول الأوروبية، ولكن رؤية الصين لتلك المبادرة أنها وسيلة وأداة لتحقيق ثلاثة أهداف:
1- إنعاش الاقتصاد من دورة الركود والأزمات كما حدث في عام 2008 في الولايات المتحدة.
2- تحقيق الأمن والسلام والاستقرار لدول آسيا الوسطى ولدول شرق وجنوب شرق آسيا للتعاون الصيني معها في إطار بنك التنمية الآسيوي الممول في معظمه من الصين والذي يعمر بالمشاريع تلك الدول، وبنك التنمية لآسيا الوسطى «السوفيتية سابقاً» والتي كان يعبرها طريق الحرير القديم.
3- محاربة الإرهاب الذي أساسه العامل الاقتصادي والعامل الثقافي والسياسي فالتنمية عبر طريق الحرير كفيلة بإقامة نظام دولي جديد يستند إلى التعاون والتناغم والكسب للجميع، ولذلك رفع جي جينيبنج شعار «طريق واحد وحزام واحد» كمفهوم معبر عن التعاون والتناغم الدولي وراء عبر طريق الحرير البري أو طريق الحرير البحري.
* الخلاصة:
ما أريد أن أقوله يتمثل باختصار في الآتي:
1- إن نظرة الصين للعالم هي نظرة تعاون وتناغم وسلام وإن شابها نظرة دونية أو عنصرية نابعة من مقارنة حجمها المساحي والسكاني وإنتاجها الاقتصادي مقارنة بالدول الأخرى.
2- أما نظرة العالم للصين فهي نظرة تنافس وصراع مما يؤدي للصدام ويمكن القول إن نظرة الصين للعالم المعاصر فهي نظرة تعددية تقوم على: القطبين وهو ما عبر عنه الرئيس الصيني الحالي شيْ جينبينج في أول لقاء له مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في كاليفورنيا عام 2013، مع الدعوة في نفس الوقت للتعددية بوجه عام.
3- بينما نظرة العالم للصين هي نظرة استعلاء وضرورة خضوع الصين كغيرها للسيطرة والهيمنة الأمريكية على البحار والمحيطات، وعلى النظم السياسية التي يجب أن تتحول لديمقراطية على النمط الغربي، وهذا ما أدى للدمار والخراب في الشرق الأوسط وبخاصة الدول العربية فيما عرف بثورات الربيع العربي، واكتشف كثير من المفكرين والسياسيين العرب أنه لم يكن ربيعاً بل خريفاً أو شتاء قارساً ودماراً وخراباً وليس ديمقراطية بل حروب أهلية وطائفية كما في سوريا واليمن والعراق وليبيا، وإن اختلفت حالتا تونس ومصر اللتان اعتمدتا على مناهج مختلفة. ومصر أخذت بالدور الرئيس للقوات المسلحة تماشياً مع تاريخها ومع الفكر العالمي الصحيح الذي عبر عنه ماوتسي تونج في مقولته «السلطة تنبع من فوهة البندقية»، وكما عبر عنه الفكر الغربي might is right.
3- مفهوم النمو التدريجي and Evolutionary Gradually وليس الثورات العنيفة Violent مع إضافة المفهوم الغربي في إعطاء أولوية للطبقة العليا الرأسمالية باعتبار أساس التنمية ومن ثم إعطاء الطبقات الأخرى أولوية متأخرة وإلقاء تبعية التنمية على عاتقها عبر الضرائب وما يشابهها وهي نظرية مدرسة شيكاغو للاقتصاد التي تبناها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي للإنشاء والتعمير، وهذا المنهج المتميز أدى لكثير من المعاناة للطبقات الوسطى والفقيرة ومكاسب للطبقة العليا. وللحديث بقية.
إن الرئيس الرابع الحالي «شي جينيبنج « عبر عن أربع حقائق: الأولى: بروز الصين القوية النامية بسرعة. والثانية: تطلع الصين لاستعادة حضارتها وتراثها وقوتها والصين نظرت في تاريخها إلى أنها محور الكون وهذا واضح في اسمها. والثالثة: مفهوم الحلم الصيني أو الرؤية الصينية المستقبلية وهو ما عبر عنه باسم الحلم الصيني ببناء الصين العظيمة صاحبة الحضارة العظيمة واحتلال مكانتها كقوة عالمية عظيمة وهي التي كانت في الماضي تنظر للدول الأخرى خاصة دول الجوار بأنهم برابرة وبنت سور الصين العظيم لحمايتها من هؤلاء البرابرة أننا الصين فهي اعتبرت بحكم اسمها باللغة الصينية محور أو مركز العالم Zhongguo. والرابعة: التطلع للتعاون الدولي كأساس للتنمية والتقدم والسلام وكانت مبادرة طريق الحرير هي الأساس في هذه المرحلة الجديدة، ونظر الغرب بوجه خاص وبعض الدول الآسيوية بتحفظ شديد لتلك النظرية وفسروها بأنها رؤية صينية للسيطرة على العالم وفي مقدمة المعارضين الولايات المتحدة والهند واليابان وكثير من الدول الأوروبية، ولكن رؤية الصين لتلك المبادرة أنها وسيلة وأداة لتحقيق ثلاثة أهداف:
1- إنعاش الاقتصاد من دورة الركود والأزمات كما حدث في عام 2008 في الولايات المتحدة.
2- تحقيق الأمن والسلام والاستقرار لدول آسيا الوسطى ولدول شرق وجنوب شرق آسيا للتعاون الصيني معها في إطار بنك التنمية الآسيوي الممول في معظمه من الصين والذي يعمر بالمشاريع تلك الدول، وبنك التنمية لآسيا الوسطى «السوفيتية سابقاً» والتي كان يعبرها طريق الحرير القديم.
3- محاربة الإرهاب الذي أساسه العامل الاقتصادي والعامل الثقافي والسياسي فالتنمية عبر طريق الحرير كفيلة بإقامة نظام دولي جديد يستند إلى التعاون والتناغم والكسب للجميع، ولذلك رفع جي جينيبنج شعار «طريق واحد وحزام واحد» كمفهوم معبر عن التعاون والتناغم الدولي وراء عبر طريق الحرير البري أو طريق الحرير البحري.
* الخلاصة:
ما أريد أن أقوله يتمثل باختصار في الآتي:
1- إن نظرة الصين للعالم هي نظرة تعاون وتناغم وسلام وإن شابها نظرة دونية أو عنصرية نابعة من مقارنة حجمها المساحي والسكاني وإنتاجها الاقتصادي مقارنة بالدول الأخرى.
2- أما نظرة العالم للصين فهي نظرة تنافس وصراع مما يؤدي للصدام ويمكن القول إن نظرة الصين للعالم المعاصر فهي نظرة تعددية تقوم على: القطبين وهو ما عبر عنه الرئيس الصيني الحالي شيْ جينبينج في أول لقاء له مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في كاليفورنيا عام 2013، مع الدعوة في نفس الوقت للتعددية بوجه عام.
3- بينما نظرة العالم للصين هي نظرة استعلاء وضرورة خضوع الصين كغيرها للسيطرة والهيمنة الأمريكية على البحار والمحيطات، وعلى النظم السياسية التي يجب أن تتحول لديمقراطية على النمط الغربي، وهذا ما أدى للدمار والخراب في الشرق الأوسط وبخاصة الدول العربية فيما عرف بثورات الربيع العربي، واكتشف كثير من المفكرين والسياسيين العرب أنه لم يكن ربيعاً بل خريفاً أو شتاء قارساً ودماراً وخراباً وليس ديمقراطية بل حروب أهلية وطائفية كما في سوريا واليمن والعراق وليبيا، وإن اختلفت حالتا تونس ومصر اللتان اعتمدتا على مناهج مختلفة. ومصر أخذت بالدور الرئيس للقوات المسلحة تماشياً مع تاريخها ومع الفكر العالمي الصحيح الذي عبر عنه ماوتسي تونج في مقولته «السلطة تنبع من فوهة البندقية»، وكما عبر عنه الفكر الغربي might is right.
3- مفهوم النمو التدريجي and Evolutionary Gradually وليس الثورات العنيفة Violent مع إضافة المفهوم الغربي في إعطاء أولوية للطبقة العليا الرأسمالية باعتبار أساس التنمية ومن ثم إعطاء الطبقات الأخرى أولوية متأخرة وإلقاء تبعية التنمية على عاتقها عبر الضرائب وما يشابهها وهي نظرية مدرسة شيكاغو للاقتصاد التي تبناها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي للإنشاء والتعمير، وهذا المنهج المتميز أدى لكثير من المعاناة للطبقات الوسطى والفقيرة ومكاسب للطبقة العليا. وللحديث بقية.