تتوالى النجاحات التي تحققها مملكة البحرين على كافة الأصعدة في هذا العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه. فخلال الشهور القليلة الماضية شهدت البحرين نجاحات سياسية ورياضية واقتصادية واجتماعية وأخيراً تعليمية بهرت المؤسسات الدولية وعززت جميعها مكانة البحرين على المستوى الخارجي.
شهدت البحرين سياسياً.. عرساً انتخابياً ديمقراطياً دفع العالم أن يشهد بنزاهتها ويرفع قبعته تحية لمملكة البحرين وحكامها، ولم يكن ذلك كل شيء، فرياضياً حصدت البحرين 150 ميدالية توجت بفوز سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، ببطولة «أيرون مان» في أمريكا لتطرق ميداليتها الذهبية أبواب البحرين لأول مرة في التاريخ، واجتماعياً حققت البحرين إنجازاً عالمياً إذ احتلت المرتبة الثانية في قائمة أفضل الأماكن لعمل النساء وفقاً للترتيب الذي أعدته مجلة «فوربس» الأمريكية الشهيرة، وعلى درب النجاحات يأتي الحدث الجامعي المفاجئ لكل الأوساط الأكاديمية المحلية والعربية وهو احتلال جامعة البحرين الترتيب الـ213 عالمياً والترتيب الـ66 في واحد من المعايير الـ17 لتقييم الجامعات عالمياً، بعد أن كانت خارج أي تصنيف عالمي وذلك في منافسة شرسة مع آلاف الجامعات من قارات العالم السبع تمت بإشراف مؤسسة عالمية مختصة في تصنيف الجامعات وهي مؤسسة Times Higher Education التي تتبع 17 معياراً غاية في الدقة والشفافية.
إن أحد معايير الحكم على المجتمعات وتحضرها هو قوة نظامها التعليمي وجودته خاصة في المرحلة الجامعية، وما النموذجان الأمريكي والبريطاني في التعليم إلا دليل على ذلك، فالسمعة العلمية والمكانة الأكاديمية المرموقة لجامعاتهما هي جزء لا يتجزأ من مكانتهما كدول متقدمة، فالنجاح الذي حققته الجامعة بهذا الترتيب العالمي يعني الدخول في دائرة الدول التي تنال تقدير مؤسسات التعليم الدولية لأن عدد جامعات المنطقة التي صنفت ضمن أفضل خمسمائة جامعة عالمية مازال محدوداً، فلَم ترفع إلا أعلام القليل منها في المحافل الدولية التي تختص بمعايير الجودة وتصنيف الجامعات على المستوى العالمي.
يؤكد علم المنطق أن المقدمات تقود للنتائج، ولذلك فإن التحديث الذي شهدته الجامعة في كافة جوانبها خلال السنوات الماضية جعلها تقفز 2% في الترتيب العالمي وأن نحتل المرتبة الـ25 عربياً خلال 2018 ليأتي العام 2019 كعام ذهبي للجامعة، يزف البشرى للجميع كواحدة من أبرز خمسمائة جامعة على مستوى العالم، وهو الأمر الذي جعل الجامعة تزداد توهجاً وتستمر في وثوبها نحو القمة حيث يجلس الكبار على مستوى الجامعات العربية والعالمية فقد استطاعت أن تفسح بجهودها وعملها الدؤوب وتخطيطها السليم طريقاً نحو هذه القمة لتتربع على المقعد رقم 213 عالمياً.
لقد كان وراء هذا النجاح عوامل داعمة وأساسية أكد عليها د.رياض حمزة رئيس جامعة البحرين عند الإعلان عن هذه البشرى السارة أولها وأهمها الرعاية السامية من لدن مملكة البحرين ونائب رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، ووزير التربية والتعليم، الدكتور ماجد النعيمي، حيث نعمت الجامعة بدعمهم اللامحدود ورعايتهم الكريمة حتى وصلت لهذا المركز المرموق، هذا بجانب العمل بروح الفريق من كل منتسبي الجامعة الذين لم يكن لهم سوى هدف واحد وهو الوصول للعالمية بدءاً برئيس الجامعة وأعضاء مجلسها الموقرين ومروراً بأساتذتها وإدارييها وانتهاء بطلابها وطالبتها الذين شاركوا جميعاً بجهودهم وإخلاصهم لجامعتهم ووطنهم في تحقيق هذا النجاح.
ولم يكن يرنو تطوير الجامعة خلال السنوات الماضية إلى أفق واحد أو مجال جامعي بعينه، إنما كان شاملاً ومخترقاً لكافة جوانب الجامعة سواء العلمية أو الإدارية، إذ اتبعت الجامعة سياسة إعادة البناء والمكاشفة في كافة مجالاتها حيث أضحت تدار رقمياً في كل معاملاتها الإدارية والعلمية والطلابية، بجانب إعادة هيكلة كافة كلياتها وبرامجها التعليمية، وكذلك مراكزها العلمية، حتى تكون متوائمة مع معايير الجودة العالمية. ولذا لم يكن مستغرباً في ظل الإدارة الواعية للجامعة والواضحة الأهداف والاستراتيجيات أن ينال كثير من أساتذتها جوائز سامية في مؤتمرات دولية عن أبحاثهم المتميزة بجانب حصد طلابها للجوائز والدروع والكؤوس في المسابقات العلمية والرياضية والثقافية على المستويات المحلية والخارجية.
مازلت أذكر كلمة رئيس الجامعة في أول لقاء له بالهيئة الأكاديمية قبل ثلاث سنوات خلت حين أكد أن جامعة البحرين تستحق مكانة أكبر مما هي عليه وترتيباً عالمياً أفضل، لأنها تمتلك الكثير من الإمكانيات والخبرات والبنية التحتية ما يؤهلها للوصول لنيل مكانتها التي تستحقها عالمياً، وهو ما يجب أن نعمل عليه ونسعى لتحقيقه. وها هي ذي الأحلام تصبح حقيقة والأماني تغدو واقعاً والترتيب يتقدم والمكانة ترتفع والفرحة تملأ القلوب.
وتهدي هذه المكانة للجميع دعماً معنوياً وقيمة إضافية وفخراً أكاديمياً يتباهى به كل منتسبي الجامعة من أساتذة وطلاب وتزيد من تقدير الجامعة عالمياً وترفع اسم البحرين عالياً في مؤسسات التعليم الدولية كمملكة آمنت بالعلم سبيلاً للتطور والتحديث ومنهجاً للتسامح والتفاعل العلمي مع كل الحضارات، وهذا يجعل الجامعة مستمرة في تزويد المجتمع ومؤسساته المختلفة بالشباب البحريني المسلح بالتأهيل العلمي والأكاديمي المتسق مع المعايير الدولية.
كل التحية لكل من ساهم في هذا الإنجاز الوطني الكبير، بدءاً برئيس الجامعة وأعضاء مجلسها الموقرين ومروراً بأعضاء هيئتها الأكاديمية والإدارية، وانتهاء بطلابها الذين عملوا جميعاً بإخلاص وتفانٍ حتى تحقق هذا النجاح وصارت الجامعة رقماً أكاديمياً مهماً على المستويين العربي والعالمي، محققة مركزاً يتباهى به كل بحريني والتي ما كانت لتصل إليه لولا الرعاية الملكية السامية من لدن حكام مملكة البحرين.
* أستاذ الإعلام وعلوم الاتصال
شهدت البحرين سياسياً.. عرساً انتخابياً ديمقراطياً دفع العالم أن يشهد بنزاهتها ويرفع قبعته تحية لمملكة البحرين وحكامها، ولم يكن ذلك كل شيء، فرياضياً حصدت البحرين 150 ميدالية توجت بفوز سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، ببطولة «أيرون مان» في أمريكا لتطرق ميداليتها الذهبية أبواب البحرين لأول مرة في التاريخ، واجتماعياً حققت البحرين إنجازاً عالمياً إذ احتلت المرتبة الثانية في قائمة أفضل الأماكن لعمل النساء وفقاً للترتيب الذي أعدته مجلة «فوربس» الأمريكية الشهيرة، وعلى درب النجاحات يأتي الحدث الجامعي المفاجئ لكل الأوساط الأكاديمية المحلية والعربية وهو احتلال جامعة البحرين الترتيب الـ213 عالمياً والترتيب الـ66 في واحد من المعايير الـ17 لتقييم الجامعات عالمياً، بعد أن كانت خارج أي تصنيف عالمي وذلك في منافسة شرسة مع آلاف الجامعات من قارات العالم السبع تمت بإشراف مؤسسة عالمية مختصة في تصنيف الجامعات وهي مؤسسة Times Higher Education التي تتبع 17 معياراً غاية في الدقة والشفافية.
إن أحد معايير الحكم على المجتمعات وتحضرها هو قوة نظامها التعليمي وجودته خاصة في المرحلة الجامعية، وما النموذجان الأمريكي والبريطاني في التعليم إلا دليل على ذلك، فالسمعة العلمية والمكانة الأكاديمية المرموقة لجامعاتهما هي جزء لا يتجزأ من مكانتهما كدول متقدمة، فالنجاح الذي حققته الجامعة بهذا الترتيب العالمي يعني الدخول في دائرة الدول التي تنال تقدير مؤسسات التعليم الدولية لأن عدد جامعات المنطقة التي صنفت ضمن أفضل خمسمائة جامعة عالمية مازال محدوداً، فلَم ترفع إلا أعلام القليل منها في المحافل الدولية التي تختص بمعايير الجودة وتصنيف الجامعات على المستوى العالمي.
يؤكد علم المنطق أن المقدمات تقود للنتائج، ولذلك فإن التحديث الذي شهدته الجامعة في كافة جوانبها خلال السنوات الماضية جعلها تقفز 2% في الترتيب العالمي وأن نحتل المرتبة الـ25 عربياً خلال 2018 ليأتي العام 2019 كعام ذهبي للجامعة، يزف البشرى للجميع كواحدة من أبرز خمسمائة جامعة على مستوى العالم، وهو الأمر الذي جعل الجامعة تزداد توهجاً وتستمر في وثوبها نحو القمة حيث يجلس الكبار على مستوى الجامعات العربية والعالمية فقد استطاعت أن تفسح بجهودها وعملها الدؤوب وتخطيطها السليم طريقاً نحو هذه القمة لتتربع على المقعد رقم 213 عالمياً.
لقد كان وراء هذا النجاح عوامل داعمة وأساسية أكد عليها د.رياض حمزة رئيس جامعة البحرين عند الإعلان عن هذه البشرى السارة أولها وأهمها الرعاية السامية من لدن مملكة البحرين ونائب رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، ووزير التربية والتعليم، الدكتور ماجد النعيمي، حيث نعمت الجامعة بدعمهم اللامحدود ورعايتهم الكريمة حتى وصلت لهذا المركز المرموق، هذا بجانب العمل بروح الفريق من كل منتسبي الجامعة الذين لم يكن لهم سوى هدف واحد وهو الوصول للعالمية بدءاً برئيس الجامعة وأعضاء مجلسها الموقرين ومروراً بأساتذتها وإدارييها وانتهاء بطلابها وطالبتها الذين شاركوا جميعاً بجهودهم وإخلاصهم لجامعتهم ووطنهم في تحقيق هذا النجاح.
ولم يكن يرنو تطوير الجامعة خلال السنوات الماضية إلى أفق واحد أو مجال جامعي بعينه، إنما كان شاملاً ومخترقاً لكافة جوانب الجامعة سواء العلمية أو الإدارية، إذ اتبعت الجامعة سياسة إعادة البناء والمكاشفة في كافة مجالاتها حيث أضحت تدار رقمياً في كل معاملاتها الإدارية والعلمية والطلابية، بجانب إعادة هيكلة كافة كلياتها وبرامجها التعليمية، وكذلك مراكزها العلمية، حتى تكون متوائمة مع معايير الجودة العالمية. ولذا لم يكن مستغرباً في ظل الإدارة الواعية للجامعة والواضحة الأهداف والاستراتيجيات أن ينال كثير من أساتذتها جوائز سامية في مؤتمرات دولية عن أبحاثهم المتميزة بجانب حصد طلابها للجوائز والدروع والكؤوس في المسابقات العلمية والرياضية والثقافية على المستويات المحلية والخارجية.
مازلت أذكر كلمة رئيس الجامعة في أول لقاء له بالهيئة الأكاديمية قبل ثلاث سنوات خلت حين أكد أن جامعة البحرين تستحق مكانة أكبر مما هي عليه وترتيباً عالمياً أفضل، لأنها تمتلك الكثير من الإمكانيات والخبرات والبنية التحتية ما يؤهلها للوصول لنيل مكانتها التي تستحقها عالمياً، وهو ما يجب أن نعمل عليه ونسعى لتحقيقه. وها هي ذي الأحلام تصبح حقيقة والأماني تغدو واقعاً والترتيب يتقدم والمكانة ترتفع والفرحة تملأ القلوب.
وتهدي هذه المكانة للجميع دعماً معنوياً وقيمة إضافية وفخراً أكاديمياً يتباهى به كل منتسبي الجامعة من أساتذة وطلاب وتزيد من تقدير الجامعة عالمياً وترفع اسم البحرين عالياً في مؤسسات التعليم الدولية كمملكة آمنت بالعلم سبيلاً للتطور والتحديث ومنهجاً للتسامح والتفاعل العلمي مع كل الحضارات، وهذا يجعل الجامعة مستمرة في تزويد المجتمع ومؤسساته المختلفة بالشباب البحريني المسلح بالتأهيل العلمي والأكاديمي المتسق مع المعايير الدولية.
كل التحية لكل من ساهم في هذا الإنجاز الوطني الكبير، بدءاً برئيس الجامعة وأعضاء مجلسها الموقرين ومروراً بأعضاء هيئتها الأكاديمية والإدارية، وانتهاء بطلابها الذين عملوا جميعاً بإخلاص وتفانٍ حتى تحقق هذا النجاح وصارت الجامعة رقماً أكاديمياً مهماً على المستويين العربي والعالمي، محققة مركزاً يتباهى به كل بحريني والتي ما كانت لتصل إليه لولا الرعاية الملكية السامية من لدن حكام مملكة البحرين.
* أستاذ الإعلام وعلوم الاتصال