يقول الخبر بأن «وزارة الداخلية المصرية قد أعلنت عن تفاصيل هجوم انتحاري وقع قبل نحو أسبوعين في مدينة الشيخ زويد بشمال سيناء أسفر عن استشهاد 4 رجال شرطة من بينهم ضابطان وثلاثة مدنيين، من بينهم طفل. وقالت الداخلية المصرية إنه أثناء قيام قوة أمنية بإجراء عملية تمشيط بمنطقة السوق بدائرة قسم شرطة الشيخ زويد، قام شخص انتحاري يبلغ من العمر 15 عاماً، بتفجير نفسه بالقرب من القوة الأمنية، مما أسفر عن استشهاد ضابطين وفردي شرطة، فضلاً عن استشهاد 3 مواطنين أحدهم طفل يبلغ من العمر 6 سنوات، بالإضافة إلى إصابة 26 مواطناً تم نقلهم للمستشفى»!
السؤال المطروح هنا، ما هو الدافع الحقيقي الذي دفع بشاب مراهق من تفجير نفسه في مرحلة عمرية مزدهرة يجب أن يحب فيها الحياة أكثر من الموت؟ ولماذا تتكرر ظاهرة «الانتحاريين الصغار» التي دائماً وأبداً ما تستهدف الأبرياء في عمليات إرهابية مقصودة؟ ولماذا هذه الفئة العمرية دون سواها هي المستهدفة؟
في الحقيقة، وإن كان هذا الأمر يبعث على الحيرة والقلق، إلا أنه يعتبر أمراً منطقياً في حال تم رمي شبابنا وصغارنا في أحضان بيئات دينية إرهابية متطرفة. فهذا الشاب الصغير الذي قام بتنفيذ العملية الإرهابية في سيناء هو صناعة مناهج متطرفة ومساجد متطرفة ودعاة متطرفون وفكر متطرف وربما أسرة متطرفة أو غافلة. هذه البيئات الغليظة من شأنها أن تقوم بعمل يات متواصلة تعني بغسيل أدمغة الصغار تحت غطاء ديني زائف. فالمحرضون دائماً ما يصورون لهؤلاء الفتية أن الحور العين في استقبالهم لو قاموا بقتل أفراد الجيش أو الشرطة أو تفجير أنفسهم في أجساد الأبرياء، مما تعطي هذه الثقافة الخطيرة محفزاً للشباب برمي أنفسهم في التهلكة وتدمير أوطانهم وقتل كل من يختلف معهم. كل ذلك يحدث باسم الدين وفي الخفاء.
الرسالة التي نود إيصالها للحكومات والشعوب هي كالتالي. الرسالة الأولى تقول، يجب على الأسرة العربية أن تقوم بتربية أبنائها بشكل كامل ومتقن دون الحاجة للاستعانة بشخص متطرف حتى ولو كان بزي «عالم دين»، فلا يجوز للأبوين أن يقوما برمي صغارهما في أحضان جماعات أصولية أو راديكالية متزمتة، بل عليهم أن يراقبا أطفالهما بشكل مستمر، وأن يبعدوهم عن كل منزلقات التطرف حتى ولو كان مصدره مسجداً أو مكاناً يحمل قدسية ما.
أمَّا الرسالة الثانية فعلى الحكومات العربية أن ترسم قوانين وقواعد صارمة ضد الأفكار والأماكن والأشخاص الذين تحوم حولهم شبهات التطرف، وأن تتعامل مع كل هذه الجهات بحزم، وأن تجفف كافة منابع الإرهاب باعتبارها حاضنات أساسية لكل أشكال العنف والتطرف في العالم العربي.
إننا في حاجة لبقاء شبابنا خلف مقاعد الدراسة والمعرفة وليس الجلوس خلف منبر يحرضهم على الموت الرخيص، وبالتالي يخسرون أنفسهم ويدمرون أوطانهم. وهذا الأمر لا يكون إلا باحتضانهم وملء أوقات فراغهم والاهتمام بهم قبل أن يختطفهم «مجنون» أرعن لا يراعي للدماء حرمتها ولا للأوطان كرامتها.
{{ article.visit_count }}
السؤال المطروح هنا، ما هو الدافع الحقيقي الذي دفع بشاب مراهق من تفجير نفسه في مرحلة عمرية مزدهرة يجب أن يحب فيها الحياة أكثر من الموت؟ ولماذا تتكرر ظاهرة «الانتحاريين الصغار» التي دائماً وأبداً ما تستهدف الأبرياء في عمليات إرهابية مقصودة؟ ولماذا هذه الفئة العمرية دون سواها هي المستهدفة؟
في الحقيقة، وإن كان هذا الأمر يبعث على الحيرة والقلق، إلا أنه يعتبر أمراً منطقياً في حال تم رمي شبابنا وصغارنا في أحضان بيئات دينية إرهابية متطرفة. فهذا الشاب الصغير الذي قام بتنفيذ العملية الإرهابية في سيناء هو صناعة مناهج متطرفة ومساجد متطرفة ودعاة متطرفون وفكر متطرف وربما أسرة متطرفة أو غافلة. هذه البيئات الغليظة من شأنها أن تقوم بعمل يات متواصلة تعني بغسيل أدمغة الصغار تحت غطاء ديني زائف. فالمحرضون دائماً ما يصورون لهؤلاء الفتية أن الحور العين في استقبالهم لو قاموا بقتل أفراد الجيش أو الشرطة أو تفجير أنفسهم في أجساد الأبرياء، مما تعطي هذه الثقافة الخطيرة محفزاً للشباب برمي أنفسهم في التهلكة وتدمير أوطانهم وقتل كل من يختلف معهم. كل ذلك يحدث باسم الدين وفي الخفاء.
الرسالة التي نود إيصالها للحكومات والشعوب هي كالتالي. الرسالة الأولى تقول، يجب على الأسرة العربية أن تقوم بتربية أبنائها بشكل كامل ومتقن دون الحاجة للاستعانة بشخص متطرف حتى ولو كان بزي «عالم دين»، فلا يجوز للأبوين أن يقوما برمي صغارهما في أحضان جماعات أصولية أو راديكالية متزمتة، بل عليهم أن يراقبا أطفالهما بشكل مستمر، وأن يبعدوهم عن كل منزلقات التطرف حتى ولو كان مصدره مسجداً أو مكاناً يحمل قدسية ما.
أمَّا الرسالة الثانية فعلى الحكومات العربية أن ترسم قوانين وقواعد صارمة ضد الأفكار والأماكن والأشخاص الذين تحوم حولهم شبهات التطرف، وأن تتعامل مع كل هذه الجهات بحزم، وأن تجفف كافة منابع الإرهاب باعتبارها حاضنات أساسية لكل أشكال العنف والتطرف في العالم العربي.
إننا في حاجة لبقاء شبابنا خلف مقاعد الدراسة والمعرفة وليس الجلوس خلف منبر يحرضهم على الموت الرخيص، وبالتالي يخسرون أنفسهم ويدمرون أوطانهم. وهذا الأمر لا يكون إلا باحتضانهم وملء أوقات فراغهم والاهتمام بهم قبل أن يختطفهم «مجنون» أرعن لا يراعي للدماء حرمتها ولا للأوطان كرامتها.