يبدو أن العقوبات الأمريكية على النظام الإيراني بان تأثيرها على الأحزاب التابعة لإيران والتي تسعى لتنفيذ أجنداتها في بلادها وفي المنطقة بشكل عام، ولعل أولها ما يسمى بـ»حزب الله» اللبناني الذي تأثر كثيرا بعد تقليص أو إمساك إيران عن دعمه بالأموال.
«حزب الله» لجأ إلى طرق عديدة لـ»تسول الأموال» من الشعب اللبناني، حيث زاد من صناديق جمع الأموال التابعة له في مناطق متعددة من لبنان وبالذات في الجنوب معقل هذا الحزب، وهذه الصناديق ليست فكرة جديدة، غير أن عددها ارتفع كثيرا مؤخرا، بحسب تقرير صحافي أعدته وكالة «بلومبيرغ» الأمريكية مؤخرا، خاصة بعد نداء أمين عام الحزب المدعو حسن نصرالله، الذي حاول في أحد خطاباته في الشهر المنصرم، «شحذ همم» اللبنانيين، وأكد على أهمية ما أسماه بـ»الدعم الشعبي» للحزب، وهي دلالة على أن حزبه لم يعد يتلقى الأموال الكافية من إيران، من أجل استمراره في تنفيذ أجندات الأخيرة في المنطقة، وبالذات في لبنان وسوريا.
النظام الإيراني يعتبر «حزب الله» أكبر ذراع له في المنطقة، ومنه تتفرع «أحزاب الله» في دول أخرى، خاصة في العراق والبحرين والسعودية، كما أن هذا الحزب اللبناني هو الذراع العسكري لإيران، وهو المسؤول عن تدريب ميليشياته، وأي عناصر تابعة له، لا سيما في الدول الآنفة الذكر وغيرها، ونحن في البحرين مثلا، سبق وأن كشفت قوات أمننا عن العديد من المخططات الإرهابية التي كانت تستهدف البحرين، وعناصر تم تدربيها عسكريا في لبنان معقل هذا الحزب الإرهابي.
لذلك، كان النظام الإيراني يغدق على «حزب الله» كثيرا من الأموال، ويدعمه دون حدود، وبحسب تقرير لوكالة «بلومبيرغ» نشرته قبل أيام قليلة، ذكرت أن النظام الإيراني يدعم حزب الله اللبناني سنويا بما يقدر بـ700 مليون دولار، وهو ما يؤكد أهمية هذا الحزب لنظام طهران، وما يشكله من ذراع رئيس وهام جدا لتنفيذ أجنداته في المنطقة، ولكن ومع العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران فلن تستطيع هذه الأخيرة تقديم المدد المالي للحزب، الذي وجد نفسه مضطرا للجوء إلى الشعب اللبناني عبر تلك الصناديق، وقد يلجأ إلى إصدار فتاوى دينية، واستغلال شهر رمضان الذي على الأبواب لاستنهاض الشعب للتبرع له، على أساس أن الأجر والثواب مضاعف في الشهر الكريم، فالنظام الإيراني وتوابعه يطبقون دائما «الغاية تبرر الوسيلة» ويجيدون الضحك على العوام من الناس البسطاء بكل سهولة، وهذا ما يجب الالتفات له خاصة في رمضان الذي يعد «موسما» أيضا بالنسبة لهم.
إن العقوبات الأمريكية مستمرة، وإن بانت نتائجها الآن على النظام الإيراني وتوابعه من الأحزاب الإرهابية، إلا أن المستقبل قد يحمل تأثيرا أكبر، خاصة مع إعلان الولايات المتحدة قبل نحو أسبوعين أنها لن تجدد الإعفاءات التي مكنت دولا من شراء كميات كبيرة من النفط الإيراني، وبذلك قد تجد إيران نفسها مضطرة إلى التخلي شيئا فشيئا عن ميليشياتها الإرهابية، وأولها «حزب الله» اللبناني، فإيران ستعجز بسبب العقوبات الأمريكية عن إمداد ميليشياتها بالأموال، وهو ما يقودني إلى التذكير بنتائج مؤتمر «وارسو» الذي عقد برعاية أمريكية قبل نحو شهرين، بمشاركة 60 دولة، والذي وصفه الإعلام الدولي بالاجتماع «غير العادي، والتاريخي»، من حيث إجماع الدول المشاركة فيه واتفاقها على الحد من إيران وأنشطتها الإرهابية في المنطقة، ولعلنا نجني الآن بداية النتائج لذلك الاجتماع.
{{ article.visit_count }}
«حزب الله» لجأ إلى طرق عديدة لـ»تسول الأموال» من الشعب اللبناني، حيث زاد من صناديق جمع الأموال التابعة له في مناطق متعددة من لبنان وبالذات في الجنوب معقل هذا الحزب، وهذه الصناديق ليست فكرة جديدة، غير أن عددها ارتفع كثيرا مؤخرا، بحسب تقرير صحافي أعدته وكالة «بلومبيرغ» الأمريكية مؤخرا، خاصة بعد نداء أمين عام الحزب المدعو حسن نصرالله، الذي حاول في أحد خطاباته في الشهر المنصرم، «شحذ همم» اللبنانيين، وأكد على أهمية ما أسماه بـ»الدعم الشعبي» للحزب، وهي دلالة على أن حزبه لم يعد يتلقى الأموال الكافية من إيران، من أجل استمراره في تنفيذ أجندات الأخيرة في المنطقة، وبالذات في لبنان وسوريا.
النظام الإيراني يعتبر «حزب الله» أكبر ذراع له في المنطقة، ومنه تتفرع «أحزاب الله» في دول أخرى، خاصة في العراق والبحرين والسعودية، كما أن هذا الحزب اللبناني هو الذراع العسكري لإيران، وهو المسؤول عن تدريب ميليشياته، وأي عناصر تابعة له، لا سيما في الدول الآنفة الذكر وغيرها، ونحن في البحرين مثلا، سبق وأن كشفت قوات أمننا عن العديد من المخططات الإرهابية التي كانت تستهدف البحرين، وعناصر تم تدربيها عسكريا في لبنان معقل هذا الحزب الإرهابي.
لذلك، كان النظام الإيراني يغدق على «حزب الله» كثيرا من الأموال، ويدعمه دون حدود، وبحسب تقرير لوكالة «بلومبيرغ» نشرته قبل أيام قليلة، ذكرت أن النظام الإيراني يدعم حزب الله اللبناني سنويا بما يقدر بـ700 مليون دولار، وهو ما يؤكد أهمية هذا الحزب لنظام طهران، وما يشكله من ذراع رئيس وهام جدا لتنفيذ أجنداته في المنطقة، ولكن ومع العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران فلن تستطيع هذه الأخيرة تقديم المدد المالي للحزب، الذي وجد نفسه مضطرا للجوء إلى الشعب اللبناني عبر تلك الصناديق، وقد يلجأ إلى إصدار فتاوى دينية، واستغلال شهر رمضان الذي على الأبواب لاستنهاض الشعب للتبرع له، على أساس أن الأجر والثواب مضاعف في الشهر الكريم، فالنظام الإيراني وتوابعه يطبقون دائما «الغاية تبرر الوسيلة» ويجيدون الضحك على العوام من الناس البسطاء بكل سهولة، وهذا ما يجب الالتفات له خاصة في رمضان الذي يعد «موسما» أيضا بالنسبة لهم.
إن العقوبات الأمريكية مستمرة، وإن بانت نتائجها الآن على النظام الإيراني وتوابعه من الأحزاب الإرهابية، إلا أن المستقبل قد يحمل تأثيرا أكبر، خاصة مع إعلان الولايات المتحدة قبل نحو أسبوعين أنها لن تجدد الإعفاءات التي مكنت دولا من شراء كميات كبيرة من النفط الإيراني، وبذلك قد تجد إيران نفسها مضطرة إلى التخلي شيئا فشيئا عن ميليشياتها الإرهابية، وأولها «حزب الله» اللبناني، فإيران ستعجز بسبب العقوبات الأمريكية عن إمداد ميليشياتها بالأموال، وهو ما يقودني إلى التذكير بنتائج مؤتمر «وارسو» الذي عقد برعاية أمريكية قبل نحو شهرين، بمشاركة 60 دولة، والذي وصفه الإعلام الدولي بالاجتماع «غير العادي، والتاريخي»، من حيث إجماع الدول المشاركة فيه واتفاقها على الحد من إيران وأنشطتها الإرهابية في المنطقة، ولعلنا نجني الآن بداية النتائج لذلك الاجتماع.