في 1902 قال الضابط البحري الأمريكي الكبير ماهان عبارة «هذه هي منطقة الشرق الأوسط». فصار له السبق في صك هذا المصطلح، وفي عام 1945، استخدم الكاتب جورج أوريل مصطلح الحرب الباردة لأول مرة في إشارة إلى المأزق النووي. أما حرب الأيام الستة فمصطلح صهيوني يمجد سرعة النصر على العرب 1967 وقد تلقفه ذوو إعلام الرايات المنكسة وتبنوه نكاية في زعمائهم ورجال قواتهم المسلحة، فهم جيل سابق من #أشباه_المحللين وهو مصطلح نزعم أننا أول من صكه لوصف سيل المحللين السياسيين الذين يطبقون الآفاق الإعلامية هذه الأيام، منذ الربيع العربي ثم ازدهار سوقهم في الأزمة الخليجية. وحين بدأت أمريكا في حشد سفنها الحربية ضد إيران قبل شهر «صاح فوق كل غصن ديك» بتعبير لسان الدين بن الخطيب، حيث اتفق جملة من #أشباه_المحللين العرب خلال هذه الأزمة على مصطلح محتواه «دول الخليج تدفع الثمن» يكررونها بشغف ويبرزونها وكأن الاستراتيجي منهم قد صك مصطلحاً جديداً في العلاقات الدولية، فهل ستدفع دول الخليج حقاً ثمن الأزمة؟
- يعتاش منتسب #أشباه_المحللين على مقولة «دول الخليج تدفع الثمن» فهي تشفي غليله وتبرد لواهب كبده بأن أهل الخليج يشترون أمنهم كما يشترون قصائد شيلاتهم، ولو سأله من يدير الحوار كيف يدفعون وما الدليل على أنهم يدفعون، تراجع داخل نفسه منكمشاً بانتظام دون أن تجد منه إجابة شافية، سوى التحسر على وقت كان فيه التقدميون والمقاومون هم من كنا نعطيهم «السمسونايت» المليئة بالدولارات لتليين تصلبهم وتتوقف فصائلهم وأحزابهم عن التقاتل وذبح مواطنيهم الأبرياء.
- دول الخليج لا تدفع بالضرورة لتواجد قوات أجنبية على أراضيها، صحيح أن المردود الاستراتيجي للدول الكبرى أكبر لكن وثائق البريطانيين والأمريكيين وحتى مراسلات العثمانيين تظهر أنهم كانوا يدفعون لحكام الخليج دفعات مادية نظير تواجدهم أو لحماية تواجدهم من غارات القبائل سواء كان هذا التواجد على شكل قلعة عثمانية في الأحساء أو ميناء في الشويخ أو مدرج هبوط في الشارقة أو قاعدة في الظهران أو خط تلغراف يمر عبر أية إمارة مهما كان حجمها، فقد كانوا ولايزالون يدفعون الإيجار نظير الإقامة والتسهيلات والوقود في قاعدة العديد وقاعدة الأمير سلطان سابقاً ومعسكر عريفجان في الكويت وعمان والبحرين وأبوظبي.
- أما ما يدفع أهل الخليج للدول الكبرى -خاصة واشنطن- فلم يكن مادياً في يوم من الأيام، ولم يكن كالإتاوات التي يتبجح بها الرئيس ترامب لحشد أصوات الناخبين من عمال الصلب والحديد في بنسلفانيا والمزارعين في نبراسكا. بل تتم عبر دفعات نفطية من خلال قيمة محددة بدفعات في الاتفاقيات الأمنية التي توقع كل عشر سنوات. أما سبب الدفع فليس للقتال نيابة عنا، فالقيم الديمقراطية الأمريكية ترفض أن يقتل أولادهم كمرتزقة بل دفاعاً عن مصلحة أو قيم أمريكية، والدفع الخليجي إذاً هو لطائرة من الجيل الخامس، ومدرعة إبرامز، ونظام باتريوت باك 3 ونظام ثاد. وأيضاً هو قيمة رواتب بعثات التدريب في معسكراتنا نتلقى منهم مهارات استخدام السلاح الجديد، أو قيمة التعلم العسكري التكتيكي والتقني لعسكريينا في أرقى المعاهد الفنية وكليات القيادة والأركان هناك.
* بالعجمي الفصيح:
حين تسمع مصطلح دول الخليج تدفع يتناقلها #أشباه_المحللين العرب وتنتقل من «أصلع تقدمي» إلى «أشعث مقاوم» فقم بتغيير القناة.
* كاتب وأكاديمي كويتي
- يعتاش منتسب #أشباه_المحللين على مقولة «دول الخليج تدفع الثمن» فهي تشفي غليله وتبرد لواهب كبده بأن أهل الخليج يشترون أمنهم كما يشترون قصائد شيلاتهم، ولو سأله من يدير الحوار كيف يدفعون وما الدليل على أنهم يدفعون، تراجع داخل نفسه منكمشاً بانتظام دون أن تجد منه إجابة شافية، سوى التحسر على وقت كان فيه التقدميون والمقاومون هم من كنا نعطيهم «السمسونايت» المليئة بالدولارات لتليين تصلبهم وتتوقف فصائلهم وأحزابهم عن التقاتل وذبح مواطنيهم الأبرياء.
- دول الخليج لا تدفع بالضرورة لتواجد قوات أجنبية على أراضيها، صحيح أن المردود الاستراتيجي للدول الكبرى أكبر لكن وثائق البريطانيين والأمريكيين وحتى مراسلات العثمانيين تظهر أنهم كانوا يدفعون لحكام الخليج دفعات مادية نظير تواجدهم أو لحماية تواجدهم من غارات القبائل سواء كان هذا التواجد على شكل قلعة عثمانية في الأحساء أو ميناء في الشويخ أو مدرج هبوط في الشارقة أو قاعدة في الظهران أو خط تلغراف يمر عبر أية إمارة مهما كان حجمها، فقد كانوا ولايزالون يدفعون الإيجار نظير الإقامة والتسهيلات والوقود في قاعدة العديد وقاعدة الأمير سلطان سابقاً ومعسكر عريفجان في الكويت وعمان والبحرين وأبوظبي.
- أما ما يدفع أهل الخليج للدول الكبرى -خاصة واشنطن- فلم يكن مادياً في يوم من الأيام، ولم يكن كالإتاوات التي يتبجح بها الرئيس ترامب لحشد أصوات الناخبين من عمال الصلب والحديد في بنسلفانيا والمزارعين في نبراسكا. بل تتم عبر دفعات نفطية من خلال قيمة محددة بدفعات في الاتفاقيات الأمنية التي توقع كل عشر سنوات. أما سبب الدفع فليس للقتال نيابة عنا، فالقيم الديمقراطية الأمريكية ترفض أن يقتل أولادهم كمرتزقة بل دفاعاً عن مصلحة أو قيم أمريكية، والدفع الخليجي إذاً هو لطائرة من الجيل الخامس، ومدرعة إبرامز، ونظام باتريوت باك 3 ونظام ثاد. وأيضاً هو قيمة رواتب بعثات التدريب في معسكراتنا نتلقى منهم مهارات استخدام السلاح الجديد، أو قيمة التعلم العسكري التكتيكي والتقني لعسكريينا في أرقى المعاهد الفنية وكليات القيادة والأركان هناك.
* بالعجمي الفصيح:
حين تسمع مصطلح دول الخليج تدفع يتناقلها #أشباه_المحللين العرب وتنتقل من «أصلع تقدمي» إلى «أشعث مقاوم» فقم بتغيير القناة.
* كاتب وأكاديمي كويتي