لا ندري الى متى سنكون عرضة لاستهداف الدول التي تستقوي بالباطل وتهددنا وبمؤازرة الجمعيات الحقوقية المأجورة، ومحاولة إيجاد ثغرة تستطيع من خلالها أن تخوِّن فرداً من أبناء الوطن ليكون لها معول تهدم به جدار قلعتنا المنيعة المتماسكة، العصية على كيد الكائدين ومؤامرة المتآمرين.

لقد أثبتت الأيام الخوالي وما تلاها من محاولة الطامعين، أن البحرين، لا ولن تلين قناتها قولاً وعملاً، وأن جميع أبناء الشعب خلف حكامهم، حيث أعطت البحرين دروساً للعدو بأن لحمتنا لن تخترق، وأن صفوفنا متراصة بالإيمان بالله والوطن والملك حفظه الله تعالى ورعاه وأدام حكمه العادل.

والعجب العجاب، أن الحالمين بتأليب الشعب على حكامه، أو زعزعة الثقة والإيمان بالبلاد وبإخلاص الشعب وصدق مشاعره الجياشة نحو حكامه، ليست إلا مظاهر خارجية، فقد برهن الشعب في ساعات حالكات وليالي سوداء، أنه صادق قولاً وعملاً ظاهراً وباطناً وإيماناً بأن حكامه يستحقون الولاء والفداء، كون أعين حراس البلاد دائماً وأبداً تسهر على سلامة الوطن والمواطن ودرء كل خطر عنهما مهما كلف الأمر، ستبذله، وأنه أي الدولة- هي في الصفوف المتقدمة والأمامية الأولى، دفاعاً واستبسالاً وفداء لتربة الوطن وناسه الذين يستحقون كل تضحية.

وكلما ألقمنا عدواً قبضة من تراب أرضنا الحارقة ومات مكروها مدحوراً، رفع رأسه وتطاول علينا عدو آخر، يظن أن من سبقه، لم يكن يعرف كيف تدار أمور الدبلوماسية والحرب الميدانية والنفسية والدعايات المضللة وفنون المكر والخداع، وأنه هو القدير عليها، لكنه يلقى نفس المصير والعار، ويرجع يجر أذيال الهزيمة والخزي والانكسار.

كثيرون حاولوا، التطاول علينا، وآخرهم مقتدى الصدر، الذي ظن أن البحرينيين منشقون إلى طائفتين سنة وشيعة، لكن خانه الظن وذهب بعيداً بعيداً، فسنة البحرين أشياع للحق والعدل وحب الوطن والولاء للحكام وشيعة البحرين كذلك سواء بسواء، جميعنا نعبد الله ونؤمن به رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم نبياً ورسولاً، مصداقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين: «ترى المؤمنين في توادهم وتراحمهم كالجسد إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر».

المشكلة العضال التي تؤلمنا جميعاً، أن المتطاول على بلادنا الكريمة المحبوبة وطنه العراق العربي المسلم، والمتعدد الديانات من مسلمين ومسيحيين ويهود وغيرهم، والمفروض منه أن يحسب لهذا النسيج ألف حساب، فإن البحرين حكومة وشعباً، تعيش على أرضها الطاهرة نفس تلك الديانات وغيرها وزيادة، بسلام، وتعايش وحرية معتقد، أشادت به أغلب دول العالم أو أقول أجمعها.

والمفروض والمطلوب من مقتدى الصدر -وهذا ما كنا نتعشم فيه- أن يكون لمملكة البحرين وشعبها عون، وضد كل معتد أثيم، كونه الأقرب إلينا إسلاماً وعروبة، وجمهورية العراق بجميع أطيافها في سويداء قلوبنا، وهي وشعبها حصن وقلعة من قلاع العرب الكبرى كما نحسبها.

إن الوطن العربي من مشرقه إلى مغربه ومن شماله إلى جنوبه، الآن هو أحوج ما يكون إلى الاتفاق على عهد وميثاق بألا يعتدي علينا أحد، أو يحاول تفتيتنا، دولاً وشعوباً، كفانا ما فينا وما نقاسي من ألم الصهيونية، ومحاولتها ابتلاع كل فلسطين، غير ناظرة إلى قرار الأمم المتحدة، وأهمها الرجوع إلى حدود ما قبل حرب 1967 بتفاصيله كاملة غير منقوصة، وقيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ورضينا على ذلك الحل على مضض، وغصة في البلعوم، فلا نزد أوجاعنا أوجاعاً بتشرذمنا، وخلق حروب فيما بيننا، وتفريق شعوبنا عرقياً وطائفياً وأحزاباً وأجناساً وانتماءات. كلنا في الأخير محاسبون لتفريطنا في أوطاننا وقتل شعوبنا بأيدينا، والمستفيد من كل ذلك، كل عدو يتربص بنا الدوائر، حفظ الله مملكة البحرين من كل سوء ومكروه وسائر دول الوطن العربي العزيز والإسلامي. اللهم وحد بيننا، وزدنا التفافاً حول حكامنا وحكومتنا وإخلاصنا لها لتدوم النعم، ويعم السلام ربوع وطننا الغالي. وأخيراً، نرفض كل تدخل في شؤننا الداخلية رفضاً قاطعاً، وإن بلادنا مملكة البحرين هي ملاذنا وعزنا ومحل تقديرنا، وإن البيعة والولاء بإذن الله تعالى معقودة وموثقه وموقعة من قبلنا مسبقاً، ومستمرة ما استمرت الحياة، وسنورث هذا العهد إلى أبنائنا والآجيال الآتية من بعدنا.

* مؤسس نادي اللؤلؤ، وعضو بلدي سابق، وناشط اجتماعي