كالروبوت.. يحدث أن يتم ضبطك منذ نشأتك الأولى أو في مراحل مهمة من حياتك على أدوار معينة وأنماط سلوك محددة، يتم تهيئتك للقيام بعمل ما قد يرتبط بك أحياناً وقد يكون لا يمت إليك بصلة في الأساس.. والأمر نفسه ينطبق على آرائك، مواقفك، قناعاتك، مبادئك، مشاعرك تجاه الآخرين في الحياة. ثم بعد سنوات، تقف فجأة أمام ظرف ما لتراجع حياتك التي مضت، وتقف على مفاصلها وتفاصيلها، وإذا بك تقول إن الحياة التي كنت أعيشها لا تمثلني وأنها ليست أنا. ما حدث ببساطة أن ثمة ظروف بيئة عملت على تشكيلك للمضي في اتجاه محدد أو في عدة اتجاهات على مستويات وأصعدة مختلفة، ولكنها في الحقيقة ليست اختياراتك الحقيقية وإن صُوّر إليك الأمر على أنه كذلك.
إن تلك الوقفة التي أتحدث عنها، قد تحدث لك جراء أزمة تمر بها، حدث يشكل صدمة كبرى في حياتك، أو ربما أحياناً موقف بسيط ولكنه يترك في نفسك أثراً لتتأمله بعمق. إن عمليات الدماغ المعقدة تصعّب من فهم ما تعرضت له عندما بدأت فجأة توقف مضي عجلة حياتك وأفكارك في روتينها المعهود أو مساراتها المخصصة. إن ما يحدث ببساطة أن عقلك يخرج لبرهة عن مساراته التي اعتاد عليها، أو التي تمت برمجته للمضي فيها. أحياناً يتجاهل العقل هذه الرسائل، ويستمر في روتينه المعتاد غاضاً الطرف عمّا استوقفه، عاملاً على شلّ عملية التفكير خشية أن تدخله في دواماتها، فيؤثر الاستمرار في غيه –أحياناً- على أن يفيق. وأحياناً قد تتكرر محاولات العقل لإعادتك لصوابك، فيما قد يحدث تغيير فعلي منذ الوهلة الأولى أيضاً.
إنما هي فوضى أفكار.. نعم. وبقدر ما تحدث الفوضى من جلبة داخل العقل، بقدر ما قد تغير من مسارات الحياة وتحفز على المغامرة في منعطفات حياتية حادة أحياناً، لربما تكون منعطفات لتصحيح المسار، أو ربما ترجمة وقتية لثورة فوضى الأفكار التي تنعكس على الحياة بفوضاها. قد ترتبك الحياة في فترة ما، وقد تتخللها كثير من المغالطات عند إعادة النظر فيما سلف، في مواقف عدة، في العلاقات، في طبيعة العمل، في الاهتمامات، في ممارسة أنماط الحياة ككل. كثير من المغالطات في فهم مشاعر الآخرين وغاياتهم ونياتهم، فوضى الأفكار تلك قد تدخلك في دائرة الشك في كل ما حولك، ثم تلقيك أحياناً بتخبط في حضن أحدهم، أو في طريق أخرى غير سالكة تماماً، أو في اهتمامات لعلك لا تدري أهي وقتية أم هي خياراتك النهائية التي سترسو سفينتك عليها.
* اختلاج النبض:
ما من ضمانات حقيقية لفوضى الأفكار، فقد تكون كل المآلات الصادمة التي قادت إليها خاطئة، ولكنها قد تكون صحيحة أيضاً، وإيجابية جداً، فقليل من الفوضى المضافة قد يسهم في تحفيزك لإعادة تنظيم حياتك بأكملها من الجذور، على نحو يتناغم مع اختياراتك الحقيقية دون تأثير أحدهم أو التيه في برمجات البيئة المحيطة.
{{ article.visit_count }}
إن تلك الوقفة التي أتحدث عنها، قد تحدث لك جراء أزمة تمر بها، حدث يشكل صدمة كبرى في حياتك، أو ربما أحياناً موقف بسيط ولكنه يترك في نفسك أثراً لتتأمله بعمق. إن عمليات الدماغ المعقدة تصعّب من فهم ما تعرضت له عندما بدأت فجأة توقف مضي عجلة حياتك وأفكارك في روتينها المعهود أو مساراتها المخصصة. إن ما يحدث ببساطة أن عقلك يخرج لبرهة عن مساراته التي اعتاد عليها، أو التي تمت برمجته للمضي فيها. أحياناً يتجاهل العقل هذه الرسائل، ويستمر في روتينه المعتاد غاضاً الطرف عمّا استوقفه، عاملاً على شلّ عملية التفكير خشية أن تدخله في دواماتها، فيؤثر الاستمرار في غيه –أحياناً- على أن يفيق. وأحياناً قد تتكرر محاولات العقل لإعادتك لصوابك، فيما قد يحدث تغيير فعلي منذ الوهلة الأولى أيضاً.
إنما هي فوضى أفكار.. نعم. وبقدر ما تحدث الفوضى من جلبة داخل العقل، بقدر ما قد تغير من مسارات الحياة وتحفز على المغامرة في منعطفات حياتية حادة أحياناً، لربما تكون منعطفات لتصحيح المسار، أو ربما ترجمة وقتية لثورة فوضى الأفكار التي تنعكس على الحياة بفوضاها. قد ترتبك الحياة في فترة ما، وقد تتخللها كثير من المغالطات عند إعادة النظر فيما سلف، في مواقف عدة، في العلاقات، في طبيعة العمل، في الاهتمامات، في ممارسة أنماط الحياة ككل. كثير من المغالطات في فهم مشاعر الآخرين وغاياتهم ونياتهم، فوضى الأفكار تلك قد تدخلك في دائرة الشك في كل ما حولك، ثم تلقيك أحياناً بتخبط في حضن أحدهم، أو في طريق أخرى غير سالكة تماماً، أو في اهتمامات لعلك لا تدري أهي وقتية أم هي خياراتك النهائية التي سترسو سفينتك عليها.
* اختلاج النبض:
ما من ضمانات حقيقية لفوضى الأفكار، فقد تكون كل المآلات الصادمة التي قادت إليها خاطئة، ولكنها قد تكون صحيحة أيضاً، وإيجابية جداً، فقليل من الفوضى المضافة قد يسهم في تحفيزك لإعادة تنظيم حياتك بأكملها من الجذور، على نحو يتناغم مع اختياراتك الحقيقية دون تأثير أحدهم أو التيه في برمجات البيئة المحيطة.