* أولياء الأمور اليوم مطالبون بمواكبة التغيير الفكري والثقافي الحاصل والتعرف عليه
* أولياء الأمور كانوا يخافون على بناتهم من التعرف هاتفياً على الشباب وعند المدارس واليوم أمام التواصل الاجتماعي المسألة معقدة
* في الماضي المخدرات والتدخين والخمور هي ما تقلق الأب على ابنه
* "البويات" و"الجنس الثالث" و"داعش" كانوا المخاطر الأبرز عند أولياء الأمور السنين الماضية
* قبل أكثر من أربعين سنة كانت التحديات حجب مشاهد العنف وتشفير المشاهد غير الأخلاقية من الفضائيات
* التلفزيون والسينما والمجلات والصحافة والأفلام والإذاعة كلها اختصرت في الهاتف الذي بيد الشاب فيما خاصية التشفير غير متواجدة
* من المآسي كثير من الفتيات يعتبرن المتحررات على مواقع التواصل الاجتماعي قدوة لهن في الحياة
* آلية رقابة ولي الأمر باتت معقدة أمام طبيعة المواد والأفكار والثقافات الغربية التي تنشرها العديد من مواقع التواصل
* النسويات والعقلانيون نجحوا أخيراً في اصطياد العديد من الفتيات ودفعهم للتحرر والهروب وأن يتصدرن مشاهد الدفاع عن حقوق المرأة
* المراهقات بحاجة لتوعية شاملة فيما يخص مبادئ حقوق المرأة والإنسان
* عصابات هدم أخلاقيات المجتمع سيست مفاهيم حقوق المرأة و الإنسان والحريات لتغرير الجهلاء
* معظم النسويات متمردات غير سويات السلوك ويحاربن الأنظمة الحاكمة في أوطانهن
عزيزي ولي الأمر.. عزيزتي ولية الأمر، هل ورد إليكما يوماً مصطلح «النسويات» و»العقلانيون»؟
إن لم تتعرفا على هذين المصطلحين، اللذين يحاول البعض ممن يحملون أجندة هادمة لمجتمعاتنا ويستهدفون دولنا، تغرير عقول الجيل الناشئ بهما، بالأخص الفتيات من مواليد نهاية التسعينات إلى منتصف الألفية تحديداً وهن من أكثر الفئات المتعسكرة على مواقع التواصل الاجتماعي «جيل الآيبد والسوشيال ميديا»، فننصح بالتعرف عليهما فوراً ومحاولة المشاركة في مسألة التوعية لأطفالكم، فالوقاية خير من العلاج وأولياء الأمور اليوم مطالبون بمواكبة التغيير الفكري والثقافي الحاصل والتعرف عليهما.
قبل سنين مضت كانت أكبر المخاطر بالنسبة لأولياء الأمور ضبط بناتهن من التعرف على الشباب عن طريق التحدث معهم هاتفياً أو التعرف عليهم وقت خروجهن من المدارس وعودتهن للمنزل، كان ولي الأمر أكثر ما يقلقه تأخر ولده عن الحضور للمنزل مبكراً وسهره من الشباب بالخارج خوفاً من أن يجر إلى عالم التدخين والمخدرات والإدمان على الكحول، تلك كانت أكبر المخاطر والتحديات، أن يضبط ولي الأمر ابنته مع أحد الشباب وقد خرجت معه مستغلة ثقتهم ومنحها مساحتها وحريتها في الاتجاه إلى بيوت صديقاتها أو مراكز التقوية للواجبات والدروس المدرسية مساء، وأن يضبط ابنه وقد اكتشف أنه يدخن أو مدمن للمخدرات أو خمور!
نادراً ما كانت المسائل تتطور لتصل إلى هروب الابنة أو الابن عند ضبط ولي الأمر لهما في حال اكتشف أن ابنته تتكلم مع شاب ولها علاقة به، فتهرب معه للزواج في مجتمع لاتزال ثقافته في تلك السنين الغابرة تمنع زواج البنت من الرجل الذي تكلمه، أو هروب الابن عند محاولة ولي أمره ضبطه عند الخروج والسهر إلى وقت متأخر أو ضربه، مما يتسبب بهروبه أو مقاطعته والعيش في منزل أحد أقربائه نتيجة لضبطه وهو يدخن أو يستخدم المخدرات أو يشرب!
ثم زادت التحديات لأولياء الأمور أمام ظهور «البويات» «فتاة تتشبه بالرجال» للفتيات، و»الجنس الثالث» «صبي يتشبه بالفتيات» للفتيان، وأصبح الأمر يشكل قلقاً وهاجساً أكبر، خاصة أن «البوية» أخطر من الشاب، فالشاب بالإمكان تزويجه الفتاة في حال وقوع الخطأ بينهما، أما «البوية» فمن الصعب التأكد أولاً من تصرفاتها وسلوكياتها وضبطها والمدى الذي وصلت إليه مع الفتاة، والأصعب إبعادها عن محيط الفتاة، فكان الحل غالباً يكون بنقل الفتاة من مدرستها إلى مدرسة أخرى ومحاولة -قدر الإمكان- إبعاد «البوية» عن المحيط الاجتماعي للفتاة، والأمر يزداد تعقداً عند تخرّج الفتاة من المدرسة وتقدم أحدهم لخطبتها، حيث كثير من القصص كانت تسير وفق سيناريو محاولة الفتاة و»البوية» الانتحار أو استمرار «البوية» في علاقتها مع البنت رغم زواجها، والعكس كذلك عند الفتيان، والموضوع معقد أكثر عندهم، لأن ولي الأمر يجد صعوبة شديدة في ضبط ابنه عن الخروج وفي مراقبته وأين يسهر ويتواجد يومياً، خاصة خلال أيام الإجازات والعطل، حيث عادة يسهر إلى وقت متأخر من الليل، وتتبع من هم أصدقاؤه؟ وكم من ولي أمر اكتشف أن ابنه صديق لشخص من نوع «جنس ثالث» وجاهد طويلاً كي يقوّم سلوكياته ويضبط تصرفاته، ورغم أن الحل لكل هذه الحالات غالباً ما يكون الزواج حسب نصائح مشايخ الدين والأخصائيين النفسيين والتربويين، لكن العديد من الحالات استمرت حتى بعد الزواج، والأمر أصعب ومعقد أكثر عند موضوع الشباب و»الجنس الثالث»، وتلك المأساة التي كانت بالنهاية تدمي قلوب أولياء الأمور.
وإن كانت تحديات أولياء الأمور قبل أكثر من أربعين سنة تكمن في حجب مشاهد العنف والمشاهد غير الأخلاقية في الأفلام التي يشاهدها الطفل من خلال الفضائيات أو الأقراص المسجلة التي يشتريها من محلات الفيديو، حيث كانت الرقابة تقتصر على مراقبة نوعية الأفلام التي يشاهدها ويشتريها من هذه المحلات وتشفير بعض الفضائيات، فاليوم وللأسف الشديد بات الأمر بالغ التعقيد، فلم يعد ولي الأمر بإمكانه السيطرة على ابنه أو ابنته إلا بصعوبة شديدة أمام تسمر الابن أو الابنة أمام شاشة الهاتف والآيباد لساعات طويلة، لا يعرف من خلالها ما طبيعة نشاطه وتحركه الإلكتروني عليها وما يطالعه؟ خاصة وأن التلفزيون والسينما والمجلات والصحافة والأفلام والإذاعة كلها اختصرت في هذا الجهاز الذي بيده، فيما خاصية التشفير غير متواجدة!
أصبح أولياء الأمور في تحديات أكبر، فمن الصعوبة ضبط الأبناء عند التواصل مع الطرف الآخر أو إيجاد ضوابط وحدود عند التواصل والحوار والنقاش من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، والمخاطر الأكبر كانت في طبيعة المواد والأفكار والثقافات الغربية والأخلاق البعيدة عن أخلاقيات مجتمعاتنا الإسلامية والعربية المحافظة التي تنشرها العديد من هذه الحسابات بطريقة مباشرة وغير مباشرة والتي يروج لها العديد من مشاهير التواصل الاجتماعي، فهناك عدد من المشاهير من نوعية الفتيات اللواتي يعرضن كل يومياتهن وهن مشتغلات في السكن والعيش ومتحررات ويخالطن أصدقاء من الرجال ويعشن في دول أجنبية ويلبسن ما يحلو لهن ويطرحن مواضيع جريئة، والملايين من الشباب والبنات في الوطن العربي يتابعونهن بإعجاب شديد ويعتبرونهن قدوة ويطمحن أن يعيشن بنفس النظام!
قبل عدة سنوات ازدادت التحديات أمام أولياء الأمور في ضبط أبنائهم من الالتحاق بداعش التي كانت تصطاد الكثير من الشباب والفتيات عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية، واليوم المخاطر باتت مضاعفة أمام خروج «النسويات» و»العقلانيون» الذين نجحوا أخيراً في اصطياد العديد من الفتيات ودفعهن للتحرر والهروب وأن يتصدرن مشاهد الدفاع عن حقوق المرأة، فيما بالحقيقة هن يجهلن الكثير عن هذه الحركات التي لها أبعاد سياسية وأجندة غربية خطيرة، بالأخص في المجتمع السعودي على سبيل المثال «قضية الهاربة رهف القنون مثالاً»، لذا الحاجة الملحة اليوم تكمن في توعية المراهقات في المدارس عن مفاهيم حقوق المرأة وحقوق الإنسان الصحيحة، وكيفية التمييز بينها وبين المفاهيم المغلوطة والمسيسة التي تروج لها عصابات الأجندة الهادمة لأخلاقيات المجتمع.
النسويات هي حركة نسائية تدعي محاربة التسلط الذكوري والقهر للنساء في المجتمعات ونيل حقوق المرأة التي تحرم منها نساء المجتمع نتيجة للثقافة الذكورية المسيطرة ونبذ العنف ومحاربة التحرش والاغتصاب «كل الكلام إلى هنا جميل»، ولكن شعار النسويات البراق هذا تختبئ خلفه العديد من الأجندة والاتجاهات المعادية لمجتمعاتنا بالأصل فيما لو اجتهد البعض في تتبع ما وراء هذه الحركة!
فالنسويات يطالبن مساواة الرجل بالمرأة بالكامل وفي كافة المجالات الوظيفية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والأسرية والتعليمية، وإلغاء الفوارق بالكامل وتخطي كافة الحواجز، وهو ما يخالف الفطرة البشرية بالأصل قبل مبادئ الإسلام، كما يطالبن بحرية تحديد واختيار الهوية الجنسية «أي أن المرأة حرة أن تبقى امرأة أو تتحول إلى رجل!»، وحرية النشاط الجنسي للمرأة بكافة أنواعه، سواء كان بطريقة شرعية أو غير شرعية، كالحمل من غير زواج، والحق في التبني مع تغيير نسب الطفل، أو نسب الطفل لعائلة الأم، وحرية خيار استخدام الإجهاض، والحق في استخدام جسدها بالطريقة التي ترغب، «وهو ما يتشابه مع مسائل الاتجار بالبشر أصلاً»، والحق في اختيار الدين أو تركه وتغييره، والحق في اختيار الانتماء الاجتماعي والسياسي والثقافي للمرأة، وكثير من المنتميات لهذه الحركات بالأصل هن متمردات على المجتمع «بالأصح مخربات للبيوت والمجتمعات» غير سويات في السلوكيات والقيم الأخلاقية ومعارضات لأوطانهن ويحاربن حتى طريقة أنظمة الحكم فيها.
تلك الأفكار بالمناسبة لا تكتشفها التي تختار أن تنضم لحزب «النسويات» إلا بعد فترة طويلة من الزمن، حيث تنكشف كل الحقائق وتتضح، لكن غالباً يكون الخروج من الطريق الذي سلكته واختارته أصعب بكثير، ونادراً بالأصل ما تستطيع الخروج والتحرر منه!
ليطالع اليوم كل من تابع قصة الفتاة السعودية الهاربة رهف القنون التي ادعت أنها تعرضت للعنف وحرمانها من حقوقها كيف تسيء إلى بلدها السعودية، وكيف جندت لتكون محاربة لسمعة وطنها السعودية وتشويه صورته، بالأخص فيما يخص المقطع الأكثر انتشاراً لها وهي تسخر ممن يدافع ويؤكد أن المرأة السعودية تتمتع بحقوقها داخل وطنها، حيث أعادت نشر مقطع فيديو لمغني الراب المشهور زوج الشهيرة كيم كارداشيان على تويتر وهو يبدو مندهشاً بطريقة الاستخفاف، معلقة باللغة الإنجليزية «هذه ردة فعلي عند سماع أحدهم يقول إن للمرأة السعودية حقوقاً»، كما قامت بتصوير مقاطع فيديو تعترف فيها بالسبب الحقيقي للهروب وبالقرب منها مواطن سعودي ومواطنة سعودية مبتعثة هاربة أيضاً، «من الواضح أن لهم يداً في تشجيعها على الهروب من خلال ادعاء تعرضها للعنف.. ألم نقل لكم في مقالات سابقة لنا هذه طريقة تغرير الفتيات في مجتمعاتنا ادعي تعرضك للعنف كي يسمح لك بالهروب والتحرر» حيث اعترفت رهف بمعارضة أهلها لها في حريتها الجنسية، واعترفت أن المقاطع الجنسية المنشورة لها صحيحة وتفتخر بها، وأنها حرة في ذلك في مشهد يوضح الصورة كاملة لمن أراد الحقيقة، فرهف مراهقة تجهل الكثير من المفاهيم الصحيحة للحرية تم تغريرها بالأصل للدخول وسلوك دروب غير أخلاقية ذات أبعاد سياسية وعدائية لوطنها السعودية.
وليطالع اليوم الهاربة الأخرى سلوى الزهراني، وكيف هي الأخرى تحاول الإساءة لبلدها السعودية بالترويج لسلوكيات وأخلاقيات تتعارض أصلاً مع الدين الإسلامي، حيث تعتبر أن الفتاة لها حق حرية ممارسة ما تريده من علاقات غير شرعية مع الشباب والتحرر، وأن المشكلة في وطنها السعودية هي القوانين والثقافة المجتمعية التي تمنعهم من ذلك، مطالبة هي ورهف القنون منظمات حقوق الإنسان بالتدخل ومتابعة مسائل حقوق المرأة في السعودية!
أما «العقلانيون» وهو اتجاه عادة يستهدف الفتيان أكثر من الفتيات رغم أن الشريحة المنتمية له من الفتيات لا يستهان بها، هم باختصار شديد «الملحدون»، وهم الوجه الآخر لهم من الذين لا يؤمنون بالغيبيات ولا الرسائل السماوية ويشككون بصحتها، وقد استخدموا مصطلح العقلاني بدلاً من الملحد كي يجتذب الشباب ويتستر على الأفكار الإلحادية ولا يكتشفها من ينضم لهم بل يصل إلى مرحلة الإلحاد لاحقاً بعد عملية الغسل الفكري له، مدعين أن الإسلام والديانات من الخرافات وأنهم يستخدمون المنطق والعقل الذي لا يؤمن بأي شيء إلا عن طريق المعرفة المباشرة، وهم يقتربون من النسويات في عدد من الأفكار والاتجاهات خاصة تلك التي لا تعترف بأهمية العلاقات التي تكون تحت إطار شرعي فيما يخص مسائل الزواج والإنجاب، وتلك التي تتعلق بمسائل الدين والأخلاق المجتمعية والاتجاهات السياسية التي تكون عادة مع طاعة ولي الأمر ومفاهيم الولاء والانتماء للوطن، وهم يعادون الإسلام والدول العربية والإسلامية ويسعون لتغيير أنظمة الحكم فيها من خلال تغيير الثقافات المجتمعية والتحريض على المطالبة بحقوق الإنسان والحريات ذات الأفكار والاتجاهات التي تحمل أبعاداً مسيسة، وهناك الكثير من العقلانيون الذين لا يكشفون عن وجههم الحقيقي إلا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، فيما أمام عوائلهم يسايرونهم ويتظاهرون أنه لا توجد لديهم مشكلة مع الإسلام وينتظرون اللحظة الحاسمة بالانتهاء من مرحلة المدرسة أو الجامعة، ليتفاجأ أهلهم بعدها بأنهم يطالبون بالاستقلال الديني والأسري والاجتماعي، وأنهم لا يؤمنون بوجود «الله» ولا يعترفون بالأديان السماوية.
أمام كل هذه المخاطر التي أخذت تموج بمجتمعاتنا والتي لم تصل اليوم إلى حد الظاهرة لكنها موجودة بين شبابنا وشاباتنا خاصة من الجيل الناشئ، ينبغي أولاً التأكيد على أن الحل ليس بيد أولياء الأمور لوحدهم، فهناك حاجة أولاً إلى الاعتراف بالمشكلة حتى نسعى لحلها، فتجاهل هذه الاتجاهات والأفكار وعدم فضحها وكشفها في قنوات الإعلام الرسمية وغير الرسمية رغم أنها منتشرة إلكترونياً وعدم معالجتها وفق منهجية صحيحة، هي أولى العقبات بالأصل أمام وجود اتجاهات فكرية تعارض تنوير المجتمع عنها والتطرق لها حتى لا يتم تسليط الضوء عليها، فيكون هناك ترويج لها بدلاً من إطفاء شرارتها وإخماد أهدافها، وهي وجهة نظر منطقية وصحيحة فعلاً، ولكن بالطبع الفيصل هنا هو طريقة المعالجة الإعلامية لها بالأول والأخير.
ثم يأتي دور توعية أولياء الأمور بمخاطر هذه الاتجاهات، حتى يقوم كل ولي أمر بواجبه تجاه أبنائه من خلال إرشادهم ونصحهم وتوعيتهم وإيضاح مخاطر هذه الأفكار الخبيثة الشيطانية التي تتغلغل لهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو نصف الحل وبالإمكان خلق حافز لأبنائه بأن يكونوا قادة محاربين لهذه الأفكار بين أقرانهم من الشباب، كما أن لمشايخ الدين في مجتمعاتنا دوراً كبيراً وأساسياً في توعية المجتمع ونصحهم، ولطالما أكدنا بأهمية مواكبة أصحاب المنابر الدينية للتغييرات الفكرية الحاصلة والتي تستهدفنا في ديننا ومجتمعاتنا ومتابعة الاتجاهات الفكرية المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي والتوعية بشأنها والابتعاد عن التكرار وعدم تطوير الخطاب الديني، بل لا بد أن ينتشر الخطاب الديني بطريقة سهلة وبسيطة للجيل الناشئ وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما تنشر مقاطع مشاهير السوشيال ميديا.
وحتى مشاهير السوشيال ميديا لا بد أن يكون هناك حراك يجمعهم نحو مناصحة الشباب بشأن أعداء أوطانهم ومجتمعاتهم، وأن تكون هناك حملات إعلامية وإلكترونية تنتشر من نفس المكان الذين يتواجد فيه هؤلاء مصطادو شبابنا وبناتنا لأجل نشر الأفكار الهادمة للمجتمع والمعادية والمسيئة لأوطاننا، فمتى ما امتلك الشاب والشابة سلاح المعرفة والثقافة التي تجعله صعب الاختراق فكرياً مؤمناً بعدالة مجتمعه واتزانه وإنصاف الدولة له من خلال القوانين والتشريعات والحريات المسؤولة التي تضمن له حق ممارسة حرياته دون الإخلال بحريات الآخرين ودون التعدي على أخلاقيات المجتمع ومبادئ الدين الإسلامي، متى ما كان مثل السور الحصين الذي تتكسر عليه مؤامرات هؤلاء المجندين لأجل اصطياد الجيل الناشئ في دولنا الخليجية والعربية.
* أولياء الأمور كانوا يخافون على بناتهم من التعرف هاتفياً على الشباب وعند المدارس واليوم أمام التواصل الاجتماعي المسألة معقدة
* في الماضي المخدرات والتدخين والخمور هي ما تقلق الأب على ابنه
* "البويات" و"الجنس الثالث" و"داعش" كانوا المخاطر الأبرز عند أولياء الأمور السنين الماضية
* قبل أكثر من أربعين سنة كانت التحديات حجب مشاهد العنف وتشفير المشاهد غير الأخلاقية من الفضائيات
* التلفزيون والسينما والمجلات والصحافة والأفلام والإذاعة كلها اختصرت في الهاتف الذي بيد الشاب فيما خاصية التشفير غير متواجدة
* من المآسي كثير من الفتيات يعتبرن المتحررات على مواقع التواصل الاجتماعي قدوة لهن في الحياة
* آلية رقابة ولي الأمر باتت معقدة أمام طبيعة المواد والأفكار والثقافات الغربية التي تنشرها العديد من مواقع التواصل
* النسويات والعقلانيون نجحوا أخيراً في اصطياد العديد من الفتيات ودفعهم للتحرر والهروب وأن يتصدرن مشاهد الدفاع عن حقوق المرأة
* المراهقات بحاجة لتوعية شاملة فيما يخص مبادئ حقوق المرأة والإنسان
* عصابات هدم أخلاقيات المجتمع سيست مفاهيم حقوق المرأة و الإنسان والحريات لتغرير الجهلاء
* معظم النسويات متمردات غير سويات السلوك ويحاربن الأنظمة الحاكمة في أوطانهن
عزيزي ولي الأمر.. عزيزتي ولية الأمر، هل ورد إليكما يوماً مصطلح «النسويات» و»العقلانيون»؟
إن لم تتعرفا على هذين المصطلحين، اللذين يحاول البعض ممن يحملون أجندة هادمة لمجتمعاتنا ويستهدفون دولنا، تغرير عقول الجيل الناشئ بهما، بالأخص الفتيات من مواليد نهاية التسعينات إلى منتصف الألفية تحديداً وهن من أكثر الفئات المتعسكرة على مواقع التواصل الاجتماعي «جيل الآيبد والسوشيال ميديا»، فننصح بالتعرف عليهما فوراً ومحاولة المشاركة في مسألة التوعية لأطفالكم، فالوقاية خير من العلاج وأولياء الأمور اليوم مطالبون بمواكبة التغيير الفكري والثقافي الحاصل والتعرف عليهما.
قبل سنين مضت كانت أكبر المخاطر بالنسبة لأولياء الأمور ضبط بناتهن من التعرف على الشباب عن طريق التحدث معهم هاتفياً أو التعرف عليهم وقت خروجهن من المدارس وعودتهن للمنزل، كان ولي الأمر أكثر ما يقلقه تأخر ولده عن الحضور للمنزل مبكراً وسهره من الشباب بالخارج خوفاً من أن يجر إلى عالم التدخين والمخدرات والإدمان على الكحول، تلك كانت أكبر المخاطر والتحديات، أن يضبط ولي الأمر ابنته مع أحد الشباب وقد خرجت معه مستغلة ثقتهم ومنحها مساحتها وحريتها في الاتجاه إلى بيوت صديقاتها أو مراكز التقوية للواجبات والدروس المدرسية مساء، وأن يضبط ابنه وقد اكتشف أنه يدخن أو مدمن للمخدرات أو خمور!
نادراً ما كانت المسائل تتطور لتصل إلى هروب الابنة أو الابن عند ضبط ولي الأمر لهما في حال اكتشف أن ابنته تتكلم مع شاب ولها علاقة به، فتهرب معه للزواج في مجتمع لاتزال ثقافته في تلك السنين الغابرة تمنع زواج البنت من الرجل الذي تكلمه، أو هروب الابن عند محاولة ولي أمره ضبطه عند الخروج والسهر إلى وقت متأخر أو ضربه، مما يتسبب بهروبه أو مقاطعته والعيش في منزل أحد أقربائه نتيجة لضبطه وهو يدخن أو يستخدم المخدرات أو يشرب!
ثم زادت التحديات لأولياء الأمور أمام ظهور «البويات» «فتاة تتشبه بالرجال» للفتيات، و»الجنس الثالث» «صبي يتشبه بالفتيات» للفتيان، وأصبح الأمر يشكل قلقاً وهاجساً أكبر، خاصة أن «البوية» أخطر من الشاب، فالشاب بالإمكان تزويجه الفتاة في حال وقوع الخطأ بينهما، أما «البوية» فمن الصعب التأكد أولاً من تصرفاتها وسلوكياتها وضبطها والمدى الذي وصلت إليه مع الفتاة، والأصعب إبعادها عن محيط الفتاة، فكان الحل غالباً يكون بنقل الفتاة من مدرستها إلى مدرسة أخرى ومحاولة -قدر الإمكان- إبعاد «البوية» عن المحيط الاجتماعي للفتاة، والأمر يزداد تعقداً عند تخرّج الفتاة من المدرسة وتقدم أحدهم لخطبتها، حيث كثير من القصص كانت تسير وفق سيناريو محاولة الفتاة و»البوية» الانتحار أو استمرار «البوية» في علاقتها مع البنت رغم زواجها، والعكس كذلك عند الفتيان، والموضوع معقد أكثر عندهم، لأن ولي الأمر يجد صعوبة شديدة في ضبط ابنه عن الخروج وفي مراقبته وأين يسهر ويتواجد يومياً، خاصة خلال أيام الإجازات والعطل، حيث عادة يسهر إلى وقت متأخر من الليل، وتتبع من هم أصدقاؤه؟ وكم من ولي أمر اكتشف أن ابنه صديق لشخص من نوع «جنس ثالث» وجاهد طويلاً كي يقوّم سلوكياته ويضبط تصرفاته، ورغم أن الحل لكل هذه الحالات غالباً ما يكون الزواج حسب نصائح مشايخ الدين والأخصائيين النفسيين والتربويين، لكن العديد من الحالات استمرت حتى بعد الزواج، والأمر أصعب ومعقد أكثر عند موضوع الشباب و»الجنس الثالث»، وتلك المأساة التي كانت بالنهاية تدمي قلوب أولياء الأمور.
وإن كانت تحديات أولياء الأمور قبل أكثر من أربعين سنة تكمن في حجب مشاهد العنف والمشاهد غير الأخلاقية في الأفلام التي يشاهدها الطفل من خلال الفضائيات أو الأقراص المسجلة التي يشتريها من محلات الفيديو، حيث كانت الرقابة تقتصر على مراقبة نوعية الأفلام التي يشاهدها ويشتريها من هذه المحلات وتشفير بعض الفضائيات، فاليوم وللأسف الشديد بات الأمر بالغ التعقيد، فلم يعد ولي الأمر بإمكانه السيطرة على ابنه أو ابنته إلا بصعوبة شديدة أمام تسمر الابن أو الابنة أمام شاشة الهاتف والآيباد لساعات طويلة، لا يعرف من خلالها ما طبيعة نشاطه وتحركه الإلكتروني عليها وما يطالعه؟ خاصة وأن التلفزيون والسينما والمجلات والصحافة والأفلام والإذاعة كلها اختصرت في هذا الجهاز الذي بيده، فيما خاصية التشفير غير متواجدة!
أصبح أولياء الأمور في تحديات أكبر، فمن الصعوبة ضبط الأبناء عند التواصل مع الطرف الآخر أو إيجاد ضوابط وحدود عند التواصل والحوار والنقاش من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، والمخاطر الأكبر كانت في طبيعة المواد والأفكار والثقافات الغربية والأخلاق البعيدة عن أخلاقيات مجتمعاتنا الإسلامية والعربية المحافظة التي تنشرها العديد من هذه الحسابات بطريقة مباشرة وغير مباشرة والتي يروج لها العديد من مشاهير التواصل الاجتماعي، فهناك عدد من المشاهير من نوعية الفتيات اللواتي يعرضن كل يومياتهن وهن مشتغلات في السكن والعيش ومتحررات ويخالطن أصدقاء من الرجال ويعشن في دول أجنبية ويلبسن ما يحلو لهن ويطرحن مواضيع جريئة، والملايين من الشباب والبنات في الوطن العربي يتابعونهن بإعجاب شديد ويعتبرونهن قدوة ويطمحن أن يعيشن بنفس النظام!
قبل عدة سنوات ازدادت التحديات أمام أولياء الأمور في ضبط أبنائهم من الالتحاق بداعش التي كانت تصطاد الكثير من الشباب والفتيات عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية، واليوم المخاطر باتت مضاعفة أمام خروج «النسويات» و»العقلانيون» الذين نجحوا أخيراً في اصطياد العديد من الفتيات ودفعهن للتحرر والهروب وأن يتصدرن مشاهد الدفاع عن حقوق المرأة، فيما بالحقيقة هن يجهلن الكثير عن هذه الحركات التي لها أبعاد سياسية وأجندة غربية خطيرة، بالأخص في المجتمع السعودي على سبيل المثال «قضية الهاربة رهف القنون مثالاً»، لذا الحاجة الملحة اليوم تكمن في توعية المراهقات في المدارس عن مفاهيم حقوق المرأة وحقوق الإنسان الصحيحة، وكيفية التمييز بينها وبين المفاهيم المغلوطة والمسيسة التي تروج لها عصابات الأجندة الهادمة لأخلاقيات المجتمع.
النسويات هي حركة نسائية تدعي محاربة التسلط الذكوري والقهر للنساء في المجتمعات ونيل حقوق المرأة التي تحرم منها نساء المجتمع نتيجة للثقافة الذكورية المسيطرة ونبذ العنف ومحاربة التحرش والاغتصاب «كل الكلام إلى هنا جميل»، ولكن شعار النسويات البراق هذا تختبئ خلفه العديد من الأجندة والاتجاهات المعادية لمجتمعاتنا بالأصل فيما لو اجتهد البعض في تتبع ما وراء هذه الحركة!
فالنسويات يطالبن مساواة الرجل بالمرأة بالكامل وفي كافة المجالات الوظيفية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والأسرية والتعليمية، وإلغاء الفوارق بالكامل وتخطي كافة الحواجز، وهو ما يخالف الفطرة البشرية بالأصل قبل مبادئ الإسلام، كما يطالبن بحرية تحديد واختيار الهوية الجنسية «أي أن المرأة حرة أن تبقى امرأة أو تتحول إلى رجل!»، وحرية النشاط الجنسي للمرأة بكافة أنواعه، سواء كان بطريقة شرعية أو غير شرعية، كالحمل من غير زواج، والحق في التبني مع تغيير نسب الطفل، أو نسب الطفل لعائلة الأم، وحرية خيار استخدام الإجهاض، والحق في استخدام جسدها بالطريقة التي ترغب، «وهو ما يتشابه مع مسائل الاتجار بالبشر أصلاً»، والحق في اختيار الدين أو تركه وتغييره، والحق في اختيار الانتماء الاجتماعي والسياسي والثقافي للمرأة، وكثير من المنتميات لهذه الحركات بالأصل هن متمردات على المجتمع «بالأصح مخربات للبيوت والمجتمعات» غير سويات في السلوكيات والقيم الأخلاقية ومعارضات لأوطانهن ويحاربن حتى طريقة أنظمة الحكم فيها.
تلك الأفكار بالمناسبة لا تكتشفها التي تختار أن تنضم لحزب «النسويات» إلا بعد فترة طويلة من الزمن، حيث تنكشف كل الحقائق وتتضح، لكن غالباً يكون الخروج من الطريق الذي سلكته واختارته أصعب بكثير، ونادراً بالأصل ما تستطيع الخروج والتحرر منه!
ليطالع اليوم كل من تابع قصة الفتاة السعودية الهاربة رهف القنون التي ادعت أنها تعرضت للعنف وحرمانها من حقوقها كيف تسيء إلى بلدها السعودية، وكيف جندت لتكون محاربة لسمعة وطنها السعودية وتشويه صورته، بالأخص فيما يخص المقطع الأكثر انتشاراً لها وهي تسخر ممن يدافع ويؤكد أن المرأة السعودية تتمتع بحقوقها داخل وطنها، حيث أعادت نشر مقطع فيديو لمغني الراب المشهور زوج الشهيرة كيم كارداشيان على تويتر وهو يبدو مندهشاً بطريقة الاستخفاف، معلقة باللغة الإنجليزية «هذه ردة فعلي عند سماع أحدهم يقول إن للمرأة السعودية حقوقاً»، كما قامت بتصوير مقاطع فيديو تعترف فيها بالسبب الحقيقي للهروب وبالقرب منها مواطن سعودي ومواطنة سعودية مبتعثة هاربة أيضاً، «من الواضح أن لهم يداً في تشجيعها على الهروب من خلال ادعاء تعرضها للعنف.. ألم نقل لكم في مقالات سابقة لنا هذه طريقة تغرير الفتيات في مجتمعاتنا ادعي تعرضك للعنف كي يسمح لك بالهروب والتحرر» حيث اعترفت رهف بمعارضة أهلها لها في حريتها الجنسية، واعترفت أن المقاطع الجنسية المنشورة لها صحيحة وتفتخر بها، وأنها حرة في ذلك في مشهد يوضح الصورة كاملة لمن أراد الحقيقة، فرهف مراهقة تجهل الكثير من المفاهيم الصحيحة للحرية تم تغريرها بالأصل للدخول وسلوك دروب غير أخلاقية ذات أبعاد سياسية وعدائية لوطنها السعودية.
وليطالع اليوم الهاربة الأخرى سلوى الزهراني، وكيف هي الأخرى تحاول الإساءة لبلدها السعودية بالترويج لسلوكيات وأخلاقيات تتعارض أصلاً مع الدين الإسلامي، حيث تعتبر أن الفتاة لها حق حرية ممارسة ما تريده من علاقات غير شرعية مع الشباب والتحرر، وأن المشكلة في وطنها السعودية هي القوانين والثقافة المجتمعية التي تمنعهم من ذلك، مطالبة هي ورهف القنون منظمات حقوق الإنسان بالتدخل ومتابعة مسائل حقوق المرأة في السعودية!
أما «العقلانيون» وهو اتجاه عادة يستهدف الفتيان أكثر من الفتيات رغم أن الشريحة المنتمية له من الفتيات لا يستهان بها، هم باختصار شديد «الملحدون»، وهم الوجه الآخر لهم من الذين لا يؤمنون بالغيبيات ولا الرسائل السماوية ويشككون بصحتها، وقد استخدموا مصطلح العقلاني بدلاً من الملحد كي يجتذب الشباب ويتستر على الأفكار الإلحادية ولا يكتشفها من ينضم لهم بل يصل إلى مرحلة الإلحاد لاحقاً بعد عملية الغسل الفكري له، مدعين أن الإسلام والديانات من الخرافات وأنهم يستخدمون المنطق والعقل الذي لا يؤمن بأي شيء إلا عن طريق المعرفة المباشرة، وهم يقتربون من النسويات في عدد من الأفكار والاتجاهات خاصة تلك التي لا تعترف بأهمية العلاقات التي تكون تحت إطار شرعي فيما يخص مسائل الزواج والإنجاب، وتلك التي تتعلق بمسائل الدين والأخلاق المجتمعية والاتجاهات السياسية التي تكون عادة مع طاعة ولي الأمر ومفاهيم الولاء والانتماء للوطن، وهم يعادون الإسلام والدول العربية والإسلامية ويسعون لتغيير أنظمة الحكم فيها من خلال تغيير الثقافات المجتمعية والتحريض على المطالبة بحقوق الإنسان والحريات ذات الأفكار والاتجاهات التي تحمل أبعاداً مسيسة، وهناك الكثير من العقلانيون الذين لا يكشفون عن وجههم الحقيقي إلا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، فيما أمام عوائلهم يسايرونهم ويتظاهرون أنه لا توجد لديهم مشكلة مع الإسلام وينتظرون اللحظة الحاسمة بالانتهاء من مرحلة المدرسة أو الجامعة، ليتفاجأ أهلهم بعدها بأنهم يطالبون بالاستقلال الديني والأسري والاجتماعي، وأنهم لا يؤمنون بوجود «الله» ولا يعترفون بالأديان السماوية.
أمام كل هذه المخاطر التي أخذت تموج بمجتمعاتنا والتي لم تصل اليوم إلى حد الظاهرة لكنها موجودة بين شبابنا وشاباتنا خاصة من الجيل الناشئ، ينبغي أولاً التأكيد على أن الحل ليس بيد أولياء الأمور لوحدهم، فهناك حاجة أولاً إلى الاعتراف بالمشكلة حتى نسعى لحلها، فتجاهل هذه الاتجاهات والأفكار وعدم فضحها وكشفها في قنوات الإعلام الرسمية وغير الرسمية رغم أنها منتشرة إلكترونياً وعدم معالجتها وفق منهجية صحيحة، هي أولى العقبات بالأصل أمام وجود اتجاهات فكرية تعارض تنوير المجتمع عنها والتطرق لها حتى لا يتم تسليط الضوء عليها، فيكون هناك ترويج لها بدلاً من إطفاء شرارتها وإخماد أهدافها، وهي وجهة نظر منطقية وصحيحة فعلاً، ولكن بالطبع الفيصل هنا هو طريقة المعالجة الإعلامية لها بالأول والأخير.
ثم يأتي دور توعية أولياء الأمور بمخاطر هذه الاتجاهات، حتى يقوم كل ولي أمر بواجبه تجاه أبنائه من خلال إرشادهم ونصحهم وتوعيتهم وإيضاح مخاطر هذه الأفكار الخبيثة الشيطانية التي تتغلغل لهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو نصف الحل وبالإمكان خلق حافز لأبنائه بأن يكونوا قادة محاربين لهذه الأفكار بين أقرانهم من الشباب، كما أن لمشايخ الدين في مجتمعاتنا دوراً كبيراً وأساسياً في توعية المجتمع ونصحهم، ولطالما أكدنا بأهمية مواكبة أصحاب المنابر الدينية للتغييرات الفكرية الحاصلة والتي تستهدفنا في ديننا ومجتمعاتنا ومتابعة الاتجاهات الفكرية المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي والتوعية بشأنها والابتعاد عن التكرار وعدم تطوير الخطاب الديني، بل لا بد أن ينتشر الخطاب الديني بطريقة سهلة وبسيطة للجيل الناشئ وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما تنشر مقاطع مشاهير السوشيال ميديا.
وحتى مشاهير السوشيال ميديا لا بد أن يكون هناك حراك يجمعهم نحو مناصحة الشباب بشأن أعداء أوطانهم ومجتمعاتهم، وأن تكون هناك حملات إعلامية وإلكترونية تنتشر من نفس المكان الذين يتواجد فيه هؤلاء مصطادو شبابنا وبناتنا لأجل نشر الأفكار الهادمة للمجتمع والمعادية والمسيئة لأوطاننا، فمتى ما امتلك الشاب والشابة سلاح المعرفة والثقافة التي تجعله صعب الاختراق فكرياً مؤمناً بعدالة مجتمعه واتزانه وإنصاف الدولة له من خلال القوانين والتشريعات والحريات المسؤولة التي تضمن له حق ممارسة حرياته دون الإخلال بحريات الآخرين ودون التعدي على أخلاقيات المجتمع ومبادئ الدين الإسلامي، متى ما كان مثل السور الحصين الذي تتكسر عليه مؤامرات هؤلاء المجندين لأجل اصطياد الجيل الناشئ في دولنا الخليجية والعربية.