ما بين 15 أبريل و31 أكتوبر 1980، احتشد أكثر من عشرة آلاف كوبي أمام السفارة الأمريكية بطلب حق اللجوء في سفارة البيرو.
ماذا فعل فيدل كاسترو؟ لم يقبض عليهم، لم يمنعهم من الاحتجاج، بل خير المحتجين بين نظامه والنظام الرأسمالي الأمريكي، فاختاروا النظام الرأسمالي، اتصل برونالد ريغان واتفق معه على منح الإذن بالهجرة للكوبيين الذين لجأوا إلى سفارة البيرو، ثم بدأت الهجرة الجماعية من ميناء ماريل البحري بعد وقت قصير، ونظم الترحيل الاختياري بالتوافق مع أمريكيين-كوبيين والرئيس الكوبي فيدل كاستر وقامت الحكومة الكوبية بعد ذلك بإغلاق ميناء ماريل، وقدر عدد المهاجرين إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة بحوالي 125,000 في 1700 قارب.
الأهم أن كاسترو منح ذات الخيار للمساجين، وفتحت السجون الكوبية وزج بالعديد من المجرمين المحكوم عليهم بعقوبات طويلة مع طالبي اللجوء وقد بلغت أعدادهم أكثر من 1500 سجين، وهكذا تخلص فيدل كاسترو من محبي النظام الأمريكي والمعجبين به، وهدأت كوبا واستقرت سياسياً.
بعيداً عن أي من النظامين أفضل الشيوعي أم الرأسمالي، إلا أن مبدأ تخير الفرد أن يحدد انتماءه وفقاً للنظام المعجب به تبرز للسطح كلما برزت قصص محبي النظام الإيراني من البحرينيين الذين يفتعلون الاحتجاجات أمثال متسلقي أسطح السفارات وغيرهم ممن يرون في النظام الإيراني نموذجاً ومثالاً، لم لا يخيرون بين النظامين؟
صحيح .. لماذا لا تقوم البحرين بالاتفاق مع النظام الإيراني من خلال أي من البعثات الدبلوماسية التي تمثل مصالحها في الخليج، بالإعلان عن من يرغب في العيش في إيران فليتقدم بطلبه وستسهل له مملكة البحرين الرحيل، معززاً مكرماً، بل ممكن أن ينال ألف دينار منحة تسهل له عملية الانتقال شريطة أن يسلم جوازه عند نقطة الجمارك، ويتخلى عن امتيازاته كبحريني، وكما فعل كاسترو تقدم البحرين هذا العرض للسجناء من محبي إيران أيضاً وترحيلهم مع البقية.
لا أدري إن تناقص أو زاد عدد العرب المعجبين في النظام الإيراني والذين مازالوا يؤمنون بأنه نظام مرسل من السماء، ويدينون له بالولاء وينظرون إلى إيران على أنها النموذج، والمثال، والقدوة للدولة القوية الناجحة التي تطبق النموذج الإسلامي الصحيح.
هؤلاء منتشرون في عالمنا العربي، في الخليج والعراق ولبنان وسوريا واليمن وقليل منهم في الشمال الأفريقي، إضافة للمنتمين لجماعة الإخوان المسلمين الذي يرون في إيران أيضاً الحليف كالمصريين والفلسطينيين منهم، هؤلاء أيضاً عرب معجبون بالنظام الإيراني، يفترض من جميع الدول العربية إذا منحهم هذا الخيار.
خاصة وأن لهذا الخيار تجربة تاريخية مماثلة قامت بها أكبر الدول الديمقراطية وهي الولايات المتحدة الأمريكية، ولا أظن أن مرشدهم الأعلى وأباهم الروحي «خامنئي» داعية السلام سيرفض دخولهم ورعايتهم والاهتمام بهم، وصرف الأموال عليهم ومنحهم كافة الحقوق والامتيازات التي «يتمتع» بها المواطن الإيراني!!! باعتبارهم رعايا أمة واحدة من المؤمنين هو قائدها وإمامها.
الفكرة في الموضوع أن الأمريكان والكوبيين اتفقوا أن الانتماء لا يتعلق بالأرض، ولا بأقدمية الوصول لها، بل يتعلق وهذا هو -موضوعنا- بالانتماء للدولة وللنظام الذي اختارته الأغلبية والنظام الذي له شرعية تاريخية، وحين اختار الكوبيون الرحيل فإنهم اختاروا النظام الأمريكي، وقبلوا العيش في ظله رافضين العيش في ظل النظام الشيوعي الذي فرضه فيدل كاسترو على كوبا، وقبل به الكوبيون الآخرون الذين لم يرحلوا.
الترحيل في هذه الحالة ليس إجبارياً أبداً، بل اختياري، ومن يختار البقاء فعليه أن يقبل هذا النظام، ويعيش بسلام مع جميع المواطنين معززاً مكرماً له كافة الحقوق، وممتناً لكل امتياز يحصل عليه كمواطن، ومؤدياً جميع التزاماته تجاه دولته كما نص عليه دستورها كحال بقية المواطنين، والأهم أن الاختيار سيكون بالاتفاق مع النظام الإيراني، وعلى رأي الأخوة المصريين «وبالسلامة والقلب داعي لك».
ماذا فعل فيدل كاسترو؟ لم يقبض عليهم، لم يمنعهم من الاحتجاج، بل خير المحتجين بين نظامه والنظام الرأسمالي الأمريكي، فاختاروا النظام الرأسمالي، اتصل برونالد ريغان واتفق معه على منح الإذن بالهجرة للكوبيين الذين لجأوا إلى سفارة البيرو، ثم بدأت الهجرة الجماعية من ميناء ماريل البحري بعد وقت قصير، ونظم الترحيل الاختياري بالتوافق مع أمريكيين-كوبيين والرئيس الكوبي فيدل كاستر وقامت الحكومة الكوبية بعد ذلك بإغلاق ميناء ماريل، وقدر عدد المهاجرين إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة بحوالي 125,000 في 1700 قارب.
الأهم أن كاسترو منح ذات الخيار للمساجين، وفتحت السجون الكوبية وزج بالعديد من المجرمين المحكوم عليهم بعقوبات طويلة مع طالبي اللجوء وقد بلغت أعدادهم أكثر من 1500 سجين، وهكذا تخلص فيدل كاسترو من محبي النظام الأمريكي والمعجبين به، وهدأت كوبا واستقرت سياسياً.
بعيداً عن أي من النظامين أفضل الشيوعي أم الرأسمالي، إلا أن مبدأ تخير الفرد أن يحدد انتماءه وفقاً للنظام المعجب به تبرز للسطح كلما برزت قصص محبي النظام الإيراني من البحرينيين الذين يفتعلون الاحتجاجات أمثال متسلقي أسطح السفارات وغيرهم ممن يرون في النظام الإيراني نموذجاً ومثالاً، لم لا يخيرون بين النظامين؟
صحيح .. لماذا لا تقوم البحرين بالاتفاق مع النظام الإيراني من خلال أي من البعثات الدبلوماسية التي تمثل مصالحها في الخليج، بالإعلان عن من يرغب في العيش في إيران فليتقدم بطلبه وستسهل له مملكة البحرين الرحيل، معززاً مكرماً، بل ممكن أن ينال ألف دينار منحة تسهل له عملية الانتقال شريطة أن يسلم جوازه عند نقطة الجمارك، ويتخلى عن امتيازاته كبحريني، وكما فعل كاسترو تقدم البحرين هذا العرض للسجناء من محبي إيران أيضاً وترحيلهم مع البقية.
لا أدري إن تناقص أو زاد عدد العرب المعجبين في النظام الإيراني والذين مازالوا يؤمنون بأنه نظام مرسل من السماء، ويدينون له بالولاء وينظرون إلى إيران على أنها النموذج، والمثال، والقدوة للدولة القوية الناجحة التي تطبق النموذج الإسلامي الصحيح.
هؤلاء منتشرون في عالمنا العربي، في الخليج والعراق ولبنان وسوريا واليمن وقليل منهم في الشمال الأفريقي، إضافة للمنتمين لجماعة الإخوان المسلمين الذي يرون في إيران أيضاً الحليف كالمصريين والفلسطينيين منهم، هؤلاء أيضاً عرب معجبون بالنظام الإيراني، يفترض من جميع الدول العربية إذا منحهم هذا الخيار.
خاصة وأن لهذا الخيار تجربة تاريخية مماثلة قامت بها أكبر الدول الديمقراطية وهي الولايات المتحدة الأمريكية، ولا أظن أن مرشدهم الأعلى وأباهم الروحي «خامنئي» داعية السلام سيرفض دخولهم ورعايتهم والاهتمام بهم، وصرف الأموال عليهم ومنحهم كافة الحقوق والامتيازات التي «يتمتع» بها المواطن الإيراني!!! باعتبارهم رعايا أمة واحدة من المؤمنين هو قائدها وإمامها.
الفكرة في الموضوع أن الأمريكان والكوبيين اتفقوا أن الانتماء لا يتعلق بالأرض، ولا بأقدمية الوصول لها، بل يتعلق وهذا هو -موضوعنا- بالانتماء للدولة وللنظام الذي اختارته الأغلبية والنظام الذي له شرعية تاريخية، وحين اختار الكوبيون الرحيل فإنهم اختاروا النظام الأمريكي، وقبلوا العيش في ظله رافضين العيش في ظل النظام الشيوعي الذي فرضه فيدل كاسترو على كوبا، وقبل به الكوبيون الآخرون الذين لم يرحلوا.
الترحيل في هذه الحالة ليس إجبارياً أبداً، بل اختياري، ومن يختار البقاء فعليه أن يقبل هذا النظام، ويعيش بسلام مع جميع المواطنين معززاً مكرماً له كافة الحقوق، وممتناً لكل امتياز يحصل عليه كمواطن، ومؤدياً جميع التزاماته تجاه دولته كما نص عليه دستورها كحال بقية المواطنين، والأهم أن الاختيار سيكون بالاتفاق مع النظام الإيراني، وعلى رأي الأخوة المصريين «وبالسلامة والقلب داعي لك».