ستبقى ميليشيات «الحشد الشعبي» في العراق، والتي تدين بالولاء لإيران، مثار جدل كبير، لاسيما مع ما يدور حولها من تناقضات حول ماهية تأسيسها وسلوكها الطائفي على مدار سنوات ماضية وربما مقبلة، وما ارتكبته بحق العرب السنة من انتهاكات، خاصة منذ صدور فتوى المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني بـ «الجهاد الكفائي»، التي على ضوئها تأسست فصائل «الحشد الشعبي» في عام 2014 لمواجهة تنظيم الدولة «داعش» بعدما اجتاح التنظيم المتطرف مدن شمال وغرب البلاد وهدد بالزحف نحو العاصمة بغداد ومدن الجنوب لاحتلالها، في ظل ضعف حكومة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي. هذا الجدل المتصاعد، والسخط على الميليشيات، يبدو منطقياً لاسيما بعد انتفاء الغرض الذي من أجله صدرت الفتوى وهو إعلان العراق القضاء على تنظيم «داعش»، في بدايات ديسمبر 2017، من خلال تصريحات رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي يومها، بإعلانه «تحرير كافة الأراضي العراقية من سيطرة تنظيم «داعش» الإرهابي».
من هذا المنطلق بقي بقاء ميليشيات «الحشد الشعبي»، دون حلها، أو إعلان انضوائها تحت سيطرة الدولة العراقية، مثار جدل كبير في البلاد، ومصدر قلق معلن وغير مخفي لدول الجوار، لاسيما دول مجلس التعاون الخليجي.
ولعل ما فجر الجدل من جديد في العراق حول نفوذ تلك الميليشيات الشيعية الموالية لإيران، التصريحات التي أطلقها رجل الدين الشيعي المقرب من حركة «النجباء» يوسف الناصري، حيث «طالب بإعادة بناء الأجهزة الأمنية من جديد، وبحل الجيش العراقي وباعتبار «الحشد الشعبي» هو الجيش الأول في العراق وليس رديفاً وليكن هو وزارة لحماية أمن ومستقبل العراق استراتيجياً»، مضيفاً «لسنا بحاجة إلى من يعطى ألف دولار لكي يكون جندياً وعندما تقع حادثة يلقي بملابسه وبندقيته ويهرب، وجيش كهذا مرتزق وليس أصيلاً».
ووفقاً لتقارير عربية وغربية، فإن، حركة «النجباء»، تعد من أكبر فصائل «الحشد الشعبي» في العراق، حيث شاركت في المعارك ضد تنظيم «داعش»، بالإضافة إلى صلتها الوثيقة بـ «حزب الله»، اللبناني - المصنف إرهابياً بحرينياً وخليجياً وعربياً وأمريكياً - والحرس الثوري الإيراني، كما إنها قاتلت إلى جانب قوات رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وتمثل تصريحات الناصري تطوراً خطيراً في مدى نفوذ «الحشد الشعبي» لاسيما بعد المطالبة الصريحة بأن ينضوي الجيش العراقي، تحت مظلة «الحشد الشعبي» وليس العكس كما كان مطروحاً من قبل، حتى وإن لاقت تصريحات الناصري ردود أفعال غاضبة من الأطراف العراقية المختلفة، في ظل محاولة «النجباء» المقرب منها الناصري النأي بنفسها عن التصريحات والإعلان عن عدم توفيقه في طرحها!!
وربما هذا ما يفسر رسائل التأييد من شخصيات في أعلى السلطة في العراق سارعت إلى إرسالها وتبيانها لمن يعنيه الأمر، حيث زار رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي مقر وزارة الدفاع أمس الإثنين، غداة زيارة قام بها، الرئيس العراقي برهم صالح، السبت الماضي، وكأن الزيارات المتلاحقة لوزارة الدفاع العراقية جاءت للرد على التصريحات التي اعتبرت مسيئة من الناصري لاسيما وأن الأخير وصف الجيش العراقي بـ «مجموعة مرتزقة»!!
لكن الأمر لن يقف بطبيعة الحال عند حد التصريحات ورسائل التأييد والتهديد، بل إن المتتبع لما يحدث في العراق يرصد جلياً الدور الكبير الذي تلعبه الميليشيات وسيطرتها على مفاصل رئيسة في الدولة العراقية، ومن ورائها بطبيعة الحال إيران، بل ومحاولتها الضغط على رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي من خلال مطالبتها بضرورة شراء منظومة «إس 400»، الروسية للدفاع الجوي، وفقاً لما نقلته وسائل إعلام عربية ودولية، في رد من الميليشيات المسلحة على الهجمات التي استهدفت معسكرات ومخازن سلاح تابعة لـ «الحشد الشعبي» قبل أيام، حيث وجهت الأخيرة أصابع الاتهام لإسرائيل.
لكن يبدو جلياً أن طهران تسعى إلى تأجيج التوتر بين الحكومة العراقية والبيت الأبيض من خلال مطالبة الميليشيات الإيرانية الموالية لها في العراق بضرورة الضغط لشراء المنظومة الروسية التي بطبيعة الحال سوف تثير غضب الإدارة الأمريكية. لذلك كان التفسير الذي ذهبت إليه هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» منطقياً إلى حد ما عندما ذكرت أنه «يسود على نطاق واسع اعتقاد في أن اهتمام إيران بإيجاد وهيكلة وهندسة قوات «الحشد الشعبي»، يستهدف تحويلها إلى بديل عن الجيش العراقي، الذي جرى إضعافه بشدة خلال ولايتي رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، بين 2006 و2014، قبل أن يسترد شيئاً من عافيته خلال ولاية رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي بين 2014 و2018». ولا يمكن تجاهل محاولات إيران المستميتة من أجل الدفع بحلفائها في السلطة بالعراق إلى ضرورة استصدار قانون يسمح بطرد القوات الأمريكية من البلاد!!
* وقفة:
تبقى ميليشيات «الحشد الشعبي» مثار جدل وسخط لاسيما مع إقرارها بالولاء للمرشد الإيراني علي خامنئي فيما تبدو مسألة تحييدها غير واقعية حيث تلعب طهران على وتر تأجيج الميليشيات للتوتر بين العراق وجيرانه!!
من هذا المنطلق بقي بقاء ميليشيات «الحشد الشعبي»، دون حلها، أو إعلان انضوائها تحت سيطرة الدولة العراقية، مثار جدل كبير في البلاد، ومصدر قلق معلن وغير مخفي لدول الجوار، لاسيما دول مجلس التعاون الخليجي.
ولعل ما فجر الجدل من جديد في العراق حول نفوذ تلك الميليشيات الشيعية الموالية لإيران، التصريحات التي أطلقها رجل الدين الشيعي المقرب من حركة «النجباء» يوسف الناصري، حيث «طالب بإعادة بناء الأجهزة الأمنية من جديد، وبحل الجيش العراقي وباعتبار «الحشد الشعبي» هو الجيش الأول في العراق وليس رديفاً وليكن هو وزارة لحماية أمن ومستقبل العراق استراتيجياً»، مضيفاً «لسنا بحاجة إلى من يعطى ألف دولار لكي يكون جندياً وعندما تقع حادثة يلقي بملابسه وبندقيته ويهرب، وجيش كهذا مرتزق وليس أصيلاً».
ووفقاً لتقارير عربية وغربية، فإن، حركة «النجباء»، تعد من أكبر فصائل «الحشد الشعبي» في العراق، حيث شاركت في المعارك ضد تنظيم «داعش»، بالإضافة إلى صلتها الوثيقة بـ «حزب الله»، اللبناني - المصنف إرهابياً بحرينياً وخليجياً وعربياً وأمريكياً - والحرس الثوري الإيراني، كما إنها قاتلت إلى جانب قوات رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وتمثل تصريحات الناصري تطوراً خطيراً في مدى نفوذ «الحشد الشعبي» لاسيما بعد المطالبة الصريحة بأن ينضوي الجيش العراقي، تحت مظلة «الحشد الشعبي» وليس العكس كما كان مطروحاً من قبل، حتى وإن لاقت تصريحات الناصري ردود أفعال غاضبة من الأطراف العراقية المختلفة، في ظل محاولة «النجباء» المقرب منها الناصري النأي بنفسها عن التصريحات والإعلان عن عدم توفيقه في طرحها!!
وربما هذا ما يفسر رسائل التأييد من شخصيات في أعلى السلطة في العراق سارعت إلى إرسالها وتبيانها لمن يعنيه الأمر، حيث زار رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي مقر وزارة الدفاع أمس الإثنين، غداة زيارة قام بها، الرئيس العراقي برهم صالح، السبت الماضي، وكأن الزيارات المتلاحقة لوزارة الدفاع العراقية جاءت للرد على التصريحات التي اعتبرت مسيئة من الناصري لاسيما وأن الأخير وصف الجيش العراقي بـ «مجموعة مرتزقة»!!
لكن الأمر لن يقف بطبيعة الحال عند حد التصريحات ورسائل التأييد والتهديد، بل إن المتتبع لما يحدث في العراق يرصد جلياً الدور الكبير الذي تلعبه الميليشيات وسيطرتها على مفاصل رئيسة في الدولة العراقية، ومن ورائها بطبيعة الحال إيران، بل ومحاولتها الضغط على رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي من خلال مطالبتها بضرورة شراء منظومة «إس 400»، الروسية للدفاع الجوي، وفقاً لما نقلته وسائل إعلام عربية ودولية، في رد من الميليشيات المسلحة على الهجمات التي استهدفت معسكرات ومخازن سلاح تابعة لـ «الحشد الشعبي» قبل أيام، حيث وجهت الأخيرة أصابع الاتهام لإسرائيل.
لكن يبدو جلياً أن طهران تسعى إلى تأجيج التوتر بين الحكومة العراقية والبيت الأبيض من خلال مطالبة الميليشيات الإيرانية الموالية لها في العراق بضرورة الضغط لشراء المنظومة الروسية التي بطبيعة الحال سوف تثير غضب الإدارة الأمريكية. لذلك كان التفسير الذي ذهبت إليه هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» منطقياً إلى حد ما عندما ذكرت أنه «يسود على نطاق واسع اعتقاد في أن اهتمام إيران بإيجاد وهيكلة وهندسة قوات «الحشد الشعبي»، يستهدف تحويلها إلى بديل عن الجيش العراقي، الذي جرى إضعافه بشدة خلال ولايتي رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، بين 2006 و2014، قبل أن يسترد شيئاً من عافيته خلال ولاية رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي بين 2014 و2018». ولا يمكن تجاهل محاولات إيران المستميتة من أجل الدفع بحلفائها في السلطة بالعراق إلى ضرورة استصدار قانون يسمح بطرد القوات الأمريكية من البلاد!!
* وقفة:
تبقى ميليشيات «الحشد الشعبي» مثار جدل وسخط لاسيما مع إقرارها بالولاء للمرشد الإيراني علي خامنئي فيما تبدو مسألة تحييدها غير واقعية حيث تلعب طهران على وتر تأجيج الميليشيات للتوتر بين العراق وجيرانه!!