في كتابي الأول بعنوان «من عبق الماضي» المنشورة مادته مجزءة في جريدة أخبار الخليج منذ عام 1997 ثم تم جمعه في كتاب جامع، من ضمن ما تناولته فيه الجانب الصحي في البحرين، ومما ورد فيه عن الصحة: «تقول الوثائق التاريخية، إن البحرين هي البلد الذي لا يشيخ إنسانها، بما يعني أن هواءها صحي بما تحويه من غابات النخيل والأشجار الأخرى، ونحن نعلم أن الأشجار هي مصانع تنقية الهواء، ومعامل صنع الأوكسجين، بما أودع الله تعالى فيها من خصائص وأسرار خلقه وما توفر في أرضها وبحرها من أسباب العيش، ومنذ القدم عرف البحرينيون التطبيب والعلاج والتداوي بالأعشاب والكي والعلاج الطبيعي والنفسي، والتشافي بآيات من القرآن الكريم، وقد نبغ في الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي معالجون طبقت شهرتهم الآفاق مثل عبدالله الظاعن ومنيرة البلدانية وبوماجد مهدي علي حسن المسقطي وغيرهم، وتعد البحرين أول دولة خليجية أنشأت محجراً صحياً لمكافحة الأوبئة الفتاكة مثل الطاعون والجدري والسل، وأول دولة خصصت طبيباً لمعالجة الغواصين أثناء موسم الغوص وهو الدكتور الهندي بن دركار، وعلى صعيد المستشفيات الحديثة في البحرين يعد مستشفى الملكة فكتوريا أول مستشفى، تديره الحكومة البريطانية في مقرها بالهند. في مجال الطب الخاص كان مستشفى الإرسالية الأمريكية الذي بدأ العلاج فيه عام 1901، وهذا المستشفى يعد صرحاً ورمزاً للصداقة البحرينية الأمريكية العريقة، ومن أشهر الأطباء ديم وهريسون وإستورم والدكتور الهندي كوشي، وأول عيادة أنشئت على المستوى الرسمي كانت في المحرق عام 1925، عبارة عن دكان ثم أستؤجر بيت في عام 1937 وفي المحرق أيضاً، وفي المنامة، فقد بنيت عيادة في النعيم، ثم طورت هذه العيادة 1937 لتصبح مستشفى النعيم ومازال هذا المستشفى يؤدي رسالته الإنسانية بعد تحديثه ليتواكب مع عصر النهضة، ومن أشهر أطبائه سنو ومتيوز وسيد أحمد وسيد مصطفى، وفي العصر الحديث قررت الحكومة الموقرة إنشاء المراكز الصحية والمستشفيات في طول البلاد وعرضها، وأكبر مشروع طبي كان مجمع السلمانية الطبي، الذي افتتح المرحلة الأولى منه المغفور له الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة في 4-12-1957، ثم المرحلة الثانية ثم في أبريل 1959، ثم المرحلة الثالثة في عهد أميرنا الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة في 1978، رحمهم الله تعالى جميعاً».
لكن الطموحات كانت أكبر للحاق بالركب التقدمي الذي تشهده المؤسسات العلاجية والصحية وتوفير الأطباء الأكفاء والأدوية الناجعة.
وفي 12-3-1997، قام صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله تعالى بافتتاح التوسعة الكبرى التي شهدها مجمع السلمانية الطبي الذي يحوي بين جنباته كل وأهم التخصصات العلاجية، وأيقن المواطنون بأن العلاج في الوطن خيار واقع، ويعد مجمع السلمانية الطبي أكبر مجمع في الوطن العربي.
وكل هذه الجهود والإنجازات من قبل الاستقلال ومن بعده، قائدها وراعيها صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، خاصة في عهد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، حيث منح جلالته الأمير خليفة بن سلمان رئيس الوزراء الموقر كل ثقته ودعمه كونه أهلاً لها.
وحديثاً كان للمستشفى العسكري دور كبير في هذا الجانب، وأيضاً مستشفى الملك حمد الجامعي، وانتشرت وتعددت المراكز الصحية في المدن الجديدة منذ تشييد مدينة عيسى عام 1968، ومدينة حمد عام 1984، ومدينة سلمان ومدينة خليفة، والركب يسير في الطريق الصحيح بالإضافة إلى المستشفيات الخاصة، وكل هذه المدن والمجمعات السكنية الأخرى، احتاجت إلى مراكز صحية، إلا أن هذه المراكز غير متكاملة، مثلاً، مركز يوسف أنجنير بمدينة عيسى تنقصه وحدة للعلاج الطبيعي، وكذلك مركز مدينة حمد الدوار الثالث، وكما نعلم، أن وحدات العلاج الطبيعي ضرورية في عهد النهضة الصناعية، وهذان المركزان يملكان أراضي كبيرة في محيطهما لإنشاء مثل تلك الوحدتين، إذ يمكن استغلال أراضي مواقف السيارات، بحيث تبقى المواقف وبناء غرف فوقها للأطباء وأمكنة لوحدات علاجية أكثر مثل العلاج الطبيعي، وأن نأخذ بالبناء العمودي بدل الأفقي، فإن المصاعد الحديثة، سهلت ومكنت الإنسان من مضاعفة مساحة الأرض أضعافاً مضاعفة، خاصة وأن المملكة تعاني من شح الأراضي، ومن نافلة القول أن أذكر بأن أعضاء المجلس البلدي الأول 2002 إلى 2006 بمدينة عيسى، طالبوا بمستشفى للولادة في المحافظة الوسطى، وأيضاً طالب نواب وبلديو مدينة حمد مثل ذلك.
تحية تقدير وإكبار لحكومتنا الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وشكراً لجهوده التي يبذلها لخير الوطن والمواطنين، بكل جد ونشاط لا يفتر، منذ أن كنا حكومة إلى أن أصبحنا مملكة لها حضور خليجي وإقليمي وعالمي في شتى المجالات، يشد الرحال إليها للتشافي والعلاج لتوافر الأطباء المتخصصين من بحرينيين ومن دول عربية وصديقة، مما شجع على تفعيل السياحة العلاجية.
* مؤسس نادي اللؤلؤ، وعضو بلدي سابق، وناشط اجتماعي
{{ article.visit_count }}
لكن الطموحات كانت أكبر للحاق بالركب التقدمي الذي تشهده المؤسسات العلاجية والصحية وتوفير الأطباء الأكفاء والأدوية الناجعة.
وفي 12-3-1997، قام صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله تعالى بافتتاح التوسعة الكبرى التي شهدها مجمع السلمانية الطبي الذي يحوي بين جنباته كل وأهم التخصصات العلاجية، وأيقن المواطنون بأن العلاج في الوطن خيار واقع، ويعد مجمع السلمانية الطبي أكبر مجمع في الوطن العربي.
وكل هذه الجهود والإنجازات من قبل الاستقلال ومن بعده، قائدها وراعيها صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، خاصة في عهد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، حيث منح جلالته الأمير خليفة بن سلمان رئيس الوزراء الموقر كل ثقته ودعمه كونه أهلاً لها.
وحديثاً كان للمستشفى العسكري دور كبير في هذا الجانب، وأيضاً مستشفى الملك حمد الجامعي، وانتشرت وتعددت المراكز الصحية في المدن الجديدة منذ تشييد مدينة عيسى عام 1968، ومدينة حمد عام 1984، ومدينة سلمان ومدينة خليفة، والركب يسير في الطريق الصحيح بالإضافة إلى المستشفيات الخاصة، وكل هذه المدن والمجمعات السكنية الأخرى، احتاجت إلى مراكز صحية، إلا أن هذه المراكز غير متكاملة، مثلاً، مركز يوسف أنجنير بمدينة عيسى تنقصه وحدة للعلاج الطبيعي، وكذلك مركز مدينة حمد الدوار الثالث، وكما نعلم، أن وحدات العلاج الطبيعي ضرورية في عهد النهضة الصناعية، وهذان المركزان يملكان أراضي كبيرة في محيطهما لإنشاء مثل تلك الوحدتين، إذ يمكن استغلال أراضي مواقف السيارات، بحيث تبقى المواقف وبناء غرف فوقها للأطباء وأمكنة لوحدات علاجية أكثر مثل العلاج الطبيعي، وأن نأخذ بالبناء العمودي بدل الأفقي، فإن المصاعد الحديثة، سهلت ومكنت الإنسان من مضاعفة مساحة الأرض أضعافاً مضاعفة، خاصة وأن المملكة تعاني من شح الأراضي، ومن نافلة القول أن أذكر بأن أعضاء المجلس البلدي الأول 2002 إلى 2006 بمدينة عيسى، طالبوا بمستشفى للولادة في المحافظة الوسطى، وأيضاً طالب نواب وبلديو مدينة حمد مثل ذلك.
تحية تقدير وإكبار لحكومتنا الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وشكراً لجهوده التي يبذلها لخير الوطن والمواطنين، بكل جد ونشاط لا يفتر، منذ أن كنا حكومة إلى أن أصبحنا مملكة لها حضور خليجي وإقليمي وعالمي في شتى المجالات، يشد الرحال إليها للتشافي والعلاج لتوافر الأطباء المتخصصين من بحرينيين ومن دول عربية وصديقة، مما شجع على تفعيل السياحة العلاجية.
* مؤسس نادي اللؤلؤ، وعضو بلدي سابق، وناشط اجتماعي