لا يعلم النيات إلاَّ الله، ولكن ثمة من يحاول التدخل في ذلك العلم من خلال التطورات الهائلة لتقنيات الذكاء الاصطناعي، فبعد تقارير عدة أشارت إلى احتمالات التوصل لقراءة أفكار الإنسان والتي تم استخدامها في وقت سابق لقراءة أفكار البكم من البشر، ومحاولة الوصول لإشارات المخ وتحويلها إلى كلمات، وكنت قد وقفت على ذلك على نحو موسع في مقال «من مساعدة فاقدي النطق إلى اختراق العقول» ومقال «رقاقات إلكترونية تقودنا للهلاك»، بات زرع شريحة في الدماغ خطراً محدقاً بالبشر وانتهاكاً لأفكارهم والدخول في عمليات المعالجة التي تمر بها مشاهداتهم وملاحظاتهم في الحياة، وبالتالي خططهم ونواياهم تجاه الأشياء. ورغم أن زرع الشرائح تلك يمكن أن يكون لأغراض علاجية متعددة لا سيما لمرضى السكتة الدماغية والصرع، إلاَّ أنها ليست ضمانة محققة من عدم استغلالها في التجسس على أفكار البشر ما يعني انفضاح حياتهم إلى حد لم ينكشف فيه إنسان فيما مضى من عمر البشرية.
في وقت سابق قريب، كنا نطالب بإيجاد أشكال للحماية المختلفة لانتهاك الخصوصية أو القرصنة للأجهزة، وقد دأب الباحثون والعلماء على اختراع أشكال مختلفة من الحماية بدأت ببصمة الأصابع والتوقيع ثم الرقم/الرمز السري وصولاً إلى استخدام بقية السمات البيومترية المختلفة كبصمة الوجه والعين والصوت وانتقالاً إلى رصد السلوك، ما يجعل البشر مكشوفين وعرضة للمراقبة في أوقات وظروف مختلفة. وكنت قبل يومين قد وقفت على اختراع جديد يحجب صفات الوجه الأساسية عن قراءتها لأي جهاز يتعرف على بصمة الوجه، بما يحقق قليلاً من الخصوصية للفرد في حياته اليومية، وإن اضطر للكشف عن وجهه في التعاملات الرسمية في حالات مثل السفر أو إجراء المعاملات الحكومية وغيرها. أما الأفكار فهي مسألة يصعب السيطرة عليها ويكاد يكون التحكم بها أمراً مستحيلاً، لاسيما إن كان الفرد عرضة لمراقبة أفكاره على الدوام ما يعني أن محاولته السيطرة يفقده الوعي الحقيقي الذي يحتاج إليه لمعالجة الأمور والمعطيات لنيل حياة طبيعية وفهم طبيعي لما يجري من حوله.
* اختلاج النبض:
بينما كنا في وقت سابق نطالب بتطوير القوانين بما يتناسب مع التطورات الهائلة في مجال الذكاء الاصطناعي والتي من شأنها انتهاك الخصوصية وقرصنة أجهزة باتت تشتمل على كافة تفاصيل حياتنا، أصبح من الضرورة بمكان الالتفات لتطوير قوانين ومعاهدات حقوق الإنسان في مسألة قرصنة الأفكار بالمقام الأول، ووضع حد لما قد يلحق بالإنسان من أذى ما لم تكن هناك حاجة فعلية لقراءة أفكاره على سبيل المعالجة مثلاً. والسؤال هنا، هل ستتاح تقنية كهذه لقراءة الأفكار للمحققين الأمنيين للوصول لأكثر الطرق اختصاراً في الاعتراف بالتهم الموجهة للأفكار أو معرفة ما يختلج نفسهم بشأنها؟
في وقت سابق قريب، كنا نطالب بإيجاد أشكال للحماية المختلفة لانتهاك الخصوصية أو القرصنة للأجهزة، وقد دأب الباحثون والعلماء على اختراع أشكال مختلفة من الحماية بدأت ببصمة الأصابع والتوقيع ثم الرقم/الرمز السري وصولاً إلى استخدام بقية السمات البيومترية المختلفة كبصمة الوجه والعين والصوت وانتقالاً إلى رصد السلوك، ما يجعل البشر مكشوفين وعرضة للمراقبة في أوقات وظروف مختلفة. وكنت قبل يومين قد وقفت على اختراع جديد يحجب صفات الوجه الأساسية عن قراءتها لأي جهاز يتعرف على بصمة الوجه، بما يحقق قليلاً من الخصوصية للفرد في حياته اليومية، وإن اضطر للكشف عن وجهه في التعاملات الرسمية في حالات مثل السفر أو إجراء المعاملات الحكومية وغيرها. أما الأفكار فهي مسألة يصعب السيطرة عليها ويكاد يكون التحكم بها أمراً مستحيلاً، لاسيما إن كان الفرد عرضة لمراقبة أفكاره على الدوام ما يعني أن محاولته السيطرة يفقده الوعي الحقيقي الذي يحتاج إليه لمعالجة الأمور والمعطيات لنيل حياة طبيعية وفهم طبيعي لما يجري من حوله.
* اختلاج النبض:
بينما كنا في وقت سابق نطالب بتطوير القوانين بما يتناسب مع التطورات الهائلة في مجال الذكاء الاصطناعي والتي من شأنها انتهاك الخصوصية وقرصنة أجهزة باتت تشتمل على كافة تفاصيل حياتنا، أصبح من الضرورة بمكان الالتفات لتطوير قوانين ومعاهدات حقوق الإنسان في مسألة قرصنة الأفكار بالمقام الأول، ووضع حد لما قد يلحق بالإنسان من أذى ما لم تكن هناك حاجة فعلية لقراءة أفكاره على سبيل المعالجة مثلاً. والسؤال هنا، هل ستتاح تقنية كهذه لقراءة الأفكار للمحققين الأمنيين للوصول لأكثر الطرق اختصاراً في الاعتراف بالتهم الموجهة للأفكار أو معرفة ما يختلج نفسهم بشأنها؟