حوار الحضارات أصبح حديث الساعة اليوم، فهو جهود دول ومؤسسات وأفراد من أجل التعايش السلمي بين مختلف الطوائف والمذاهب والجنسيات، وهو تفاعل ثقافي يحدث بين مختلف الشعوب ونجاحه مرتبط بكيفية التقبل والتعامل والتكيف مع الآراء المختلفة سواء كانت دينية أو ثقافية أو سياسية.
والجدير بالذكر أن الحضارات التي تكونت وازدهرت مرت على مجموعة من القيم والمعتقدات توارثها الأجيال، جيل تلو الآخر، واختلفت تلك القيم والمعتقدات بحد ذاتها من حضارة لأخرى، في المقابل تشترك بعض الحضارات في مجموعة معينة من القيم، وبما إن مفهوم الحوار والصراع بين الحضارات والثقافات من أهم المواضيع المتداولة فلابد من الإشارة إلى هذه المعادلة تأتي كالآتي «كلما تقدم الحوار تراجع الصراع وكلما تراجع الحوار حَلّ وسيطر محله الصراع.
نشر المفكر الأمريكي «صمويل هنتنغتون» مقولة «صدام الحضارات» ودافع عنها كثيراً بينما نادى المفكر الفرنسي الراحل «روجيه غارودي»، «بحوار الحضارات»، مهما كانت ديانتنا وسياساتنا وثقافتنا واقتصادنا، في حين أن حوار الحضارات وحوار السلام حوار قديم عند العرب كتب عنه الرحالة الأندلسي «ابن جبير» قبل المفكر الفرنسي «غارودي» بسبعة قرون في مخطوطات نادرة تحتفظ بها جامعة لايدن في هولندا، يصف فيها حال بلدان عديدة في القرن الثاني عشر الميلادي، وكيف دوّن ملاحظاته الدقيقة فيها، فوصف حينها السلام في مملكة القدس المسيحية، وكيف كانت الإسكندرية حينما تدفع أوقافها الإسلامية ضرائب ليهود ومسيحيين يعيشون فيها مقابل مئات المساجد المنتشرة فيها، لينتقل إلى السفن الإيطالية في البحر المتوسط «جنوة»، وكيف كتب عندما مرّ بالأمكنة الجغرافية الأوربية نصوصاً دقيقة يصف فيها حال المسلمين وهم يعيشون فيها بشكل آمن ومريح وكيف يدفعون للأفرنجة نصف محاصيلهم وقت الحصاد مقابل حماية منازلهم وأراضيهم، في وقت كان المسلمون يعيشون الأذى في بلادهم الإسلامية بسبب اختلاف العقائد والمذاهب!!
حكايات لها تاريخ وصفي للإبداع الحواري بين شعوب مختلفة وحضارات عريقة من أجل التعايش رغم الاختلاف!! ونحن اليوم كمعاصرين لهذا التغيير لم ياتِ الوقت لنسأل: لم الضجيج الذي يصنعه الإنسان لنفسه ولمن حوله! لم لا يستسلم للحوار الإنساني الحضاري ليتصدى هو وغيره لأي أطماع من الداخل والخارج باتت خائبة!
نعم، إن الحضارات يجب أن تتحاور ولا تتصادم، فالعالم يعيش مرحلة مخيفة، ويمر بمتغيرات صعبة في ظل تنامي العولمة، فنجد أن المجتمع أصبح يتصدى للكثير من أخطار الأفكار الرائجة والتي تهدف أساساً لانهيار وزعزعة الأمن في الكثير من الدول والأمم سواء كانت تلك الأخطار مباشرة أوغير مباشرة، داخلية أو خارجية.
وفي الآونة الأخيرة جاء مشروع «حوار الحضارات» ليوضح ويعبر لنا ما هو يمكن أن يكون مشتركاً بين الدول من أجل تقوية علاقاتهم وإن وجد الاختلاف، آخذين في عين الاعتبار أن مقاييس الاختلاف والتشابه لا تقاس بين البشر بمقياس محدد فلابد من التنازل من اجل زمن صعب وجيل مختلف وعالم متغير بفضائه المشاع المتسع للجميع.
نحن اليوم يحضرنا الاستيعاب التام بأهمية حوار الحضارات لأن همومنا الفكرية واحدة والمشترك بين شعوب الكرة الأرضيّة أعمق بكثير من المختلف بينهم وأسمى هدف يقدمه الإنسان في الحوار إيجاد الأنموذج المشترك بين مختلف الشعوب بدون الالتفات إلى فكر أو ثورة أو مذهب أو دين أو تاريخ حانق.
نحتاج إلى حوار يقرب ولا يبعد، حوار يشد على أيدي الأنا والآخر فنجتمع كلنا كشعوب مختلفة في حوار الحضارات، نحتاج اليوم إلى رؤى واضحة تنطلق منها كل الدول العربية بالذات حتى تعود إلى استقرارها، نحتاج إلى تأسيس علاقات جديدة ومبصرة حتى وأن كانت مع من لا نتقبلهم وفِي دواخلنا قطيعة وخصام ترجع إلى تاريخ يؤلمنا بشرط أن يكون الحوار صادقاً فسياسة هؤلاء المسيطرون في الدول العظمى كانت من منطلق الحوار، نعم حان الوقت أن نوجه دعوة إلى التسامح والحب من أجل السلام والاستقرار وتقبل الآخرين بعد أن مررنا بالكثير من التجارب والمجازر التاريخية العنيفة!
والجدير بالذكر أن الحضارات التي تكونت وازدهرت مرت على مجموعة من القيم والمعتقدات توارثها الأجيال، جيل تلو الآخر، واختلفت تلك القيم والمعتقدات بحد ذاتها من حضارة لأخرى، في المقابل تشترك بعض الحضارات في مجموعة معينة من القيم، وبما إن مفهوم الحوار والصراع بين الحضارات والثقافات من أهم المواضيع المتداولة فلابد من الإشارة إلى هذه المعادلة تأتي كالآتي «كلما تقدم الحوار تراجع الصراع وكلما تراجع الحوار حَلّ وسيطر محله الصراع.
نشر المفكر الأمريكي «صمويل هنتنغتون» مقولة «صدام الحضارات» ودافع عنها كثيراً بينما نادى المفكر الفرنسي الراحل «روجيه غارودي»، «بحوار الحضارات»، مهما كانت ديانتنا وسياساتنا وثقافتنا واقتصادنا، في حين أن حوار الحضارات وحوار السلام حوار قديم عند العرب كتب عنه الرحالة الأندلسي «ابن جبير» قبل المفكر الفرنسي «غارودي» بسبعة قرون في مخطوطات نادرة تحتفظ بها جامعة لايدن في هولندا، يصف فيها حال بلدان عديدة في القرن الثاني عشر الميلادي، وكيف دوّن ملاحظاته الدقيقة فيها، فوصف حينها السلام في مملكة القدس المسيحية، وكيف كانت الإسكندرية حينما تدفع أوقافها الإسلامية ضرائب ليهود ومسيحيين يعيشون فيها مقابل مئات المساجد المنتشرة فيها، لينتقل إلى السفن الإيطالية في البحر المتوسط «جنوة»، وكيف كتب عندما مرّ بالأمكنة الجغرافية الأوربية نصوصاً دقيقة يصف فيها حال المسلمين وهم يعيشون فيها بشكل آمن ومريح وكيف يدفعون للأفرنجة نصف محاصيلهم وقت الحصاد مقابل حماية منازلهم وأراضيهم، في وقت كان المسلمون يعيشون الأذى في بلادهم الإسلامية بسبب اختلاف العقائد والمذاهب!!
حكايات لها تاريخ وصفي للإبداع الحواري بين شعوب مختلفة وحضارات عريقة من أجل التعايش رغم الاختلاف!! ونحن اليوم كمعاصرين لهذا التغيير لم ياتِ الوقت لنسأل: لم الضجيج الذي يصنعه الإنسان لنفسه ولمن حوله! لم لا يستسلم للحوار الإنساني الحضاري ليتصدى هو وغيره لأي أطماع من الداخل والخارج باتت خائبة!
نعم، إن الحضارات يجب أن تتحاور ولا تتصادم، فالعالم يعيش مرحلة مخيفة، ويمر بمتغيرات صعبة في ظل تنامي العولمة، فنجد أن المجتمع أصبح يتصدى للكثير من أخطار الأفكار الرائجة والتي تهدف أساساً لانهيار وزعزعة الأمن في الكثير من الدول والأمم سواء كانت تلك الأخطار مباشرة أوغير مباشرة، داخلية أو خارجية.
وفي الآونة الأخيرة جاء مشروع «حوار الحضارات» ليوضح ويعبر لنا ما هو يمكن أن يكون مشتركاً بين الدول من أجل تقوية علاقاتهم وإن وجد الاختلاف، آخذين في عين الاعتبار أن مقاييس الاختلاف والتشابه لا تقاس بين البشر بمقياس محدد فلابد من التنازل من اجل زمن صعب وجيل مختلف وعالم متغير بفضائه المشاع المتسع للجميع.
نحن اليوم يحضرنا الاستيعاب التام بأهمية حوار الحضارات لأن همومنا الفكرية واحدة والمشترك بين شعوب الكرة الأرضيّة أعمق بكثير من المختلف بينهم وأسمى هدف يقدمه الإنسان في الحوار إيجاد الأنموذج المشترك بين مختلف الشعوب بدون الالتفات إلى فكر أو ثورة أو مذهب أو دين أو تاريخ حانق.
نحتاج إلى حوار يقرب ولا يبعد، حوار يشد على أيدي الأنا والآخر فنجتمع كلنا كشعوب مختلفة في حوار الحضارات، نحتاج اليوم إلى رؤى واضحة تنطلق منها كل الدول العربية بالذات حتى تعود إلى استقرارها، نحتاج إلى تأسيس علاقات جديدة ومبصرة حتى وأن كانت مع من لا نتقبلهم وفِي دواخلنا قطيعة وخصام ترجع إلى تاريخ يؤلمنا بشرط أن يكون الحوار صادقاً فسياسة هؤلاء المسيطرون في الدول العظمى كانت من منطلق الحوار، نعم حان الوقت أن نوجه دعوة إلى التسامح والحب من أجل السلام والاستقرار وتقبل الآخرين بعد أن مررنا بالكثير من التجارب والمجازر التاريخية العنيفة!