«الطب ليس بالمجال المناسب لي، فقد بدا أكثر اهتماماً بالإجابات، في حين كانت الأسئلة هي ما يسحرني ويأسر لبي». اقتبست تلك العبارة من كتاب عنون بسؤال، «لماذا ننام؟: اكتشف طاقة النوم والأحلام» لمؤلفه «ماثيو ووكر». إنه السؤال.. البعض يراه ضرباً من الفضول المزعج، ولكن ثمة أسئلة طرحها لا يحتاج للاستجواب، ولا في الدخول في خصوصيات الآخرين، وربما لا يتطلب تواصلاً مع البشر أصلاً، بل يتطلب بحثاً عن إجابة في غير مكان، ينهل منه المعرفة أو يمارس فيه التجربة، غير أن الإجابة المذهلة ستكون معرفة هامة تضاف إلى الرصيد التراكمي المعرفي للبشرية.
ما أود الإشارة إليه اليوم أن منشأ كل علم توصلنا إليه إنما هو السؤال، وحيرة العلماء. ولكن بعضنا ربما لا يجيد طرح السؤال المناسب للحصول على الإجابة المناسبة، أو لتحقيق الفائدة المرجوة. فهل السؤال بحد ذاته علم؟!! من باب أن السؤال منشأ الفرضية، والفرضية منشأ الاختبار للتوصل إلى النتيجة أو الإجابة. والسؤال منشأ الفضول، ولولا السؤال لفاتنا الكثير. في مقدمة الطبعة الأولى لكتاب ستيفن هوكينج المعنون بـ «تاريخ موجز للزمان: من الانفجار الكبير حتى الثقوب السوداء»، أشار «كارل ساجان» من جامعة كورنيل، إلى دافع الأطفال في طرح الأسئلة المهمة، مشيراً إلى قوله بأنهم «لا يعرفون ما يكفي لمنعهم من طرحها». ما يعني أن بعض المعرفة التي نحظى بها اليوم دفعتنا لعدم السؤال معتقدين بأننا نملك الإجابات كلها، فلعلنا فقط بحاجة للعناية بالسؤال من جديد وتجاوز ما نظن بعلمنا به مكتفين بما لدينا من إجابات.
تُرى.. هل وقفت يوماً بجدية بالغة واهتمام على أسئلة الأطفال؟!! وهي أسئلة في معظمها واقعية ومنطقية وخلاقة، ومحرجة أيضاً. هل تعاملت بوعي مع أسئلة المستجدين في دراسة حقل ما أو المنتسبين الجدد لوظيفة معينة، لتجدهم يطرحوا أسئلة جوهرية عن طبيعة التخصص أو العمل، ربما لم تناقش طيلة الفترة التي مورس فيها تقديم هذا العلم أو أداء مهام وظيفية محددة..!! أسئلة كثيرة يطرحها المتفقهون في الدين، ويخشى علماؤه وقوع السائلين في الكفر، لكن لم يفكر هؤلاء لبرهة أن السؤال لم يطرح إلاَّ ليجاب عنه على نحو إما يقوي الإيمان أو ينزعه. هل تأملت الأسئلة الجوهرية عن المجتمعات والتي يطرحها في الغالب الغرباء أو الزوار أو أولئك الباحثون في الحقل الاجتماعي؟ بل هل دققت في نوعية الأسئلة التي يطرحها الحالمون واليائسون لتجدها تدخل في عمق الأمور وصميم الحياة؟ أسئلة كثيرة من حولنا ذات أهمية، والإجابة عنها تحدد مصائر أو أقداراً، كأسئلة الأطباء ومفسري الأحلام، وحلالي المشكلات أو معالجي المعضلات في كل مجال. كلها أسئلة مهمة لولاها ما كنا قد وصلنا إلى المعرفة أو تفكرنا فيها.
* اختلاج النبض:
فلنسألْ على الدوام في القضايا الجوهرية، ولنمط اللثام عن كل ما ظنناه مُسلّماً به، فخلف تلك المسلمات تقبع الكثير من الأسئلة التي ستغير لنا وجه الحقائق.
{{ article.visit_count }}
ما أود الإشارة إليه اليوم أن منشأ كل علم توصلنا إليه إنما هو السؤال، وحيرة العلماء. ولكن بعضنا ربما لا يجيد طرح السؤال المناسب للحصول على الإجابة المناسبة، أو لتحقيق الفائدة المرجوة. فهل السؤال بحد ذاته علم؟!! من باب أن السؤال منشأ الفرضية، والفرضية منشأ الاختبار للتوصل إلى النتيجة أو الإجابة. والسؤال منشأ الفضول، ولولا السؤال لفاتنا الكثير. في مقدمة الطبعة الأولى لكتاب ستيفن هوكينج المعنون بـ «تاريخ موجز للزمان: من الانفجار الكبير حتى الثقوب السوداء»، أشار «كارل ساجان» من جامعة كورنيل، إلى دافع الأطفال في طرح الأسئلة المهمة، مشيراً إلى قوله بأنهم «لا يعرفون ما يكفي لمنعهم من طرحها». ما يعني أن بعض المعرفة التي نحظى بها اليوم دفعتنا لعدم السؤال معتقدين بأننا نملك الإجابات كلها، فلعلنا فقط بحاجة للعناية بالسؤال من جديد وتجاوز ما نظن بعلمنا به مكتفين بما لدينا من إجابات.
تُرى.. هل وقفت يوماً بجدية بالغة واهتمام على أسئلة الأطفال؟!! وهي أسئلة في معظمها واقعية ومنطقية وخلاقة، ومحرجة أيضاً. هل تعاملت بوعي مع أسئلة المستجدين في دراسة حقل ما أو المنتسبين الجدد لوظيفة معينة، لتجدهم يطرحوا أسئلة جوهرية عن طبيعة التخصص أو العمل، ربما لم تناقش طيلة الفترة التي مورس فيها تقديم هذا العلم أو أداء مهام وظيفية محددة..!! أسئلة كثيرة يطرحها المتفقهون في الدين، ويخشى علماؤه وقوع السائلين في الكفر، لكن لم يفكر هؤلاء لبرهة أن السؤال لم يطرح إلاَّ ليجاب عنه على نحو إما يقوي الإيمان أو ينزعه. هل تأملت الأسئلة الجوهرية عن المجتمعات والتي يطرحها في الغالب الغرباء أو الزوار أو أولئك الباحثون في الحقل الاجتماعي؟ بل هل دققت في نوعية الأسئلة التي يطرحها الحالمون واليائسون لتجدها تدخل في عمق الأمور وصميم الحياة؟ أسئلة كثيرة من حولنا ذات أهمية، والإجابة عنها تحدد مصائر أو أقداراً، كأسئلة الأطباء ومفسري الأحلام، وحلالي المشكلات أو معالجي المعضلات في كل مجال. كلها أسئلة مهمة لولاها ما كنا قد وصلنا إلى المعرفة أو تفكرنا فيها.
* اختلاج النبض:
فلنسألْ على الدوام في القضايا الجوهرية، ولنمط اللثام عن كل ما ظنناه مُسلّماً به، فخلف تلك المسلمات تقبع الكثير من الأسئلة التي ستغير لنا وجه الحقائق.