تصدر اسم مدينة المحرق قائمة الـ»66» مدينة من «المدن المبدعة» في مجال التصميم، التي أدرجتها منظمة اليونسكو لهذا العام بمناسبة الاحتفال السنوي باليوم العالمي للمدن. يضاف هذا الإنجاز إلى رصيد المحرق التي فازت هذا العام أيضا بجائزة «الآغا خان» للعمارة. وفي هذا السياق تجدر الإشادة بالجهود الجبارة التي تبذلها هيئة البحرين للثقافة والآثار وعلى رأسها الشيخة مي بنت محمد بن إبراهيم آل خليفة على مدى سنوات طويلة للحفاظ على معالم التراث في المحرق وبعثها واحدةً من مدن النور العربية.
واحتفاء منظمة اليونسكو باليوم العالمي للمدن يشير إلى القيمة الثقافية والحضارية للمدن. فالمدن العريقة ليست مجرد تجمعات سكانية تتميز بتصميم عمراني متسق أو مشتت. وليست مستقراً لجماعة طال بأجيالها المكوث المشترك في بقعة جغرافية واحدة. إن المدن هي ذاكرة الجماعة بأجيالها المتعاقبة. وهي منظومة من القيم التي يتعداها قاطنوها جيلاً بعد جيل. وهي جزء من نمط ثقافي متعدد الأوجه المادية والمعنوية التي يتوارثها البشر ويسلمها السلف للخلف بكل حب وحماس ورغبة قوية في ألا تتغير هذه المدن مهما دارت عليها السنوات وتغيرت حولها الظروف.
الذين يحبون تأمل المدن في سفرهم، هم الأقدر على استحضار الأرواح العابقة في الأزقة والروائح العابرة للجدران والشوارع في تلك المدن. فالمدن التي مازالت محافظة على هويتها التراثية، والتي مازالت عمارتها ومساكنها القائمة منذ مئات السنوات مأهولة بالسكان هي مدن آسرة للنفوس يصعب التحرر من سحر ذاكرتها ومن الحنين إلى العودة إليها. فالحالة الانفصامية عن الزمن الراهن التي تخلقها المدن التراثية في زائرها هي أشبه بتعاطي مخدر عطر لا يكاد يفارقك حين تفارق تلك المدن.
وزيارة المدن العالمية والتراثية والاستمتاع بها هي ثقافة نوعية ومزاج خاص وذائقة متفردة لا يكتسبها المرء بسهولة. فكي تستشعر مدينة قديمة ما، فلا يكفي أن تعرج عليها عبوراً بالسيارة أو القطار. ولا يسعك يوم واحد كي تلتقط تأثيرها. إن الشغف بالمدن يستدعي المكوث فيها أياماً عدة والمبيت في مساءاتها عدة ليال. تسير في أرجائها على قدميك. وتدخل محلاتها ودكاكينها العتيقة عدة مرات للتبضع والتفرج على البضاعة. وتتنقل بين مطاعمها لتميز بينها. وسيقودك ذلك للتعرف على بعض أهلها سريعاً والذين ستلتقط منهم بعض مزايا سكانها الأصليين وتأثيرهم على السكان الوافدين.
الذين يعشقون المدن القديمة يعشقون امتداداتهم التاريخية والإنسانية في أي مكان تحط فيه رحالهم. المدن التاريخية هي مدن إنسانية. تحمل قصصاً مذهلة وأحياناً مرعبة. عن قيام ممالك، وهلاك أخرى، وعن حرائق دمرت المكان بأكمله، وعن إعادة بناء من اللاشيء. عن الغزاة الذين مروا وحكموا ثم زالوا. عن الزلازل والفيضانات وعن الأمراض والأوبئة التي عبرت وخطفت آلاف الأرواح. وحين تزور مدينة عريقة عليك أن تسأل عن تعاقب ذلك كله. كي تستشعر كيف وصلت الحياة إليك بعد أن مرت بكل أولئك البشر وكل تلك الحواجز.
الدول التي تحافظ على مدنها العتيقة هي دول تعي تماماً أهمية إنعاش الذاكرة وإحيائها في زمن ربما لا ينسجم مع قيم المدن السابقة. هي دول تعي أن الهوية ليست إنساناً قد يتجاوز المائة عام من عمره. بل الهوية كيان عابر للسنوات وقابع في الجين الأول للتشكيل المبدئي للجماعة. فشكرا هيئة البحرين للثقافة والآثار على الإنعاش السنوي لذاكرة المحرق في كل محفل دولي وفي كل إنجاز تراثي وعمراني.
واحتفاء منظمة اليونسكو باليوم العالمي للمدن يشير إلى القيمة الثقافية والحضارية للمدن. فالمدن العريقة ليست مجرد تجمعات سكانية تتميز بتصميم عمراني متسق أو مشتت. وليست مستقراً لجماعة طال بأجيالها المكوث المشترك في بقعة جغرافية واحدة. إن المدن هي ذاكرة الجماعة بأجيالها المتعاقبة. وهي منظومة من القيم التي يتعداها قاطنوها جيلاً بعد جيل. وهي جزء من نمط ثقافي متعدد الأوجه المادية والمعنوية التي يتوارثها البشر ويسلمها السلف للخلف بكل حب وحماس ورغبة قوية في ألا تتغير هذه المدن مهما دارت عليها السنوات وتغيرت حولها الظروف.
الذين يحبون تأمل المدن في سفرهم، هم الأقدر على استحضار الأرواح العابقة في الأزقة والروائح العابرة للجدران والشوارع في تلك المدن. فالمدن التي مازالت محافظة على هويتها التراثية، والتي مازالت عمارتها ومساكنها القائمة منذ مئات السنوات مأهولة بالسكان هي مدن آسرة للنفوس يصعب التحرر من سحر ذاكرتها ومن الحنين إلى العودة إليها. فالحالة الانفصامية عن الزمن الراهن التي تخلقها المدن التراثية في زائرها هي أشبه بتعاطي مخدر عطر لا يكاد يفارقك حين تفارق تلك المدن.
وزيارة المدن العالمية والتراثية والاستمتاع بها هي ثقافة نوعية ومزاج خاص وذائقة متفردة لا يكتسبها المرء بسهولة. فكي تستشعر مدينة قديمة ما، فلا يكفي أن تعرج عليها عبوراً بالسيارة أو القطار. ولا يسعك يوم واحد كي تلتقط تأثيرها. إن الشغف بالمدن يستدعي المكوث فيها أياماً عدة والمبيت في مساءاتها عدة ليال. تسير في أرجائها على قدميك. وتدخل محلاتها ودكاكينها العتيقة عدة مرات للتبضع والتفرج على البضاعة. وتتنقل بين مطاعمها لتميز بينها. وسيقودك ذلك للتعرف على بعض أهلها سريعاً والذين ستلتقط منهم بعض مزايا سكانها الأصليين وتأثيرهم على السكان الوافدين.
الذين يعشقون المدن القديمة يعشقون امتداداتهم التاريخية والإنسانية في أي مكان تحط فيه رحالهم. المدن التاريخية هي مدن إنسانية. تحمل قصصاً مذهلة وأحياناً مرعبة. عن قيام ممالك، وهلاك أخرى، وعن حرائق دمرت المكان بأكمله، وعن إعادة بناء من اللاشيء. عن الغزاة الذين مروا وحكموا ثم زالوا. عن الزلازل والفيضانات وعن الأمراض والأوبئة التي عبرت وخطفت آلاف الأرواح. وحين تزور مدينة عريقة عليك أن تسأل عن تعاقب ذلك كله. كي تستشعر كيف وصلت الحياة إليك بعد أن مرت بكل أولئك البشر وكل تلك الحواجز.
الدول التي تحافظ على مدنها العتيقة هي دول تعي تماماً أهمية إنعاش الذاكرة وإحيائها في زمن ربما لا ينسجم مع قيم المدن السابقة. هي دول تعي أن الهوية ليست إنساناً قد يتجاوز المائة عام من عمره. بل الهوية كيان عابر للسنوات وقابع في الجين الأول للتشكيل المبدئي للجماعة. فشكرا هيئة البحرين للثقافة والآثار على الإنعاش السنوي لذاكرة المحرق في كل محفل دولي وفي كل إنجاز تراثي وعمراني.