قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: "أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى بن مريم، وأن أمي رأت وهي حبلى بي نوراً يخرج منها يضيء قصور الشام".
اتفقت مصادر التاريخ، أن مولده صلى الله عليه وسلم، كان في العام الذي غزا إبرهة الحبشي مكة المكرمة ليهدمها، - أكثر المصادر التاريخية تؤكد أنه ولد في العام 571 الميلادي، الموافق 12 ربيع الأول، حسب ما صدر من دار الإفتاء المصرية بالأزهر الشريف، وأنه انتقل إلى جوار ربه عام 634، على افتراض أنه عاش 63 عاماً، إذ إنه حمل الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة عليه أفضل الصلاة والتسليم، وتحمل كل صنوف الاستهزاء والاستهجان، والتكذيب والاعتداء على جسده الطاهر.
ففي سورة الضحى، وترتيبها في المصحف الشريف 93، عدد الله سبحانه وتعالى ما تكرم به على عبده ورسوله من نعم، إذ افتتح تعالى هذه السورة، بمتقابلين متضادين، الضحى، وهو وقت اكتمال النهار بضياء الشمس، وما يقابل ذلك، من ظلمة الليل، إذا غطى الجزء الذي غربت عنه الشمس، فالله تعالى رب المشرق والمغرب، ورب المشرقين والمغربين، ورب المشارق والمغارب، وهذا ما أثبته العلم الحديث بما فتح الله سبحانه على الناس من العلوم، وأذهب بعيداً، أن لكل كوكب مشرقاً ومغرباً، وأقرب مثال على ذلك ما أفادت به وكالة ناسا الفضائية بالنسبة إلى ليل ونهار المريخ وغيرها، والمدد تختلف طولاً وقصراً على كل كوكب، وقس على ذلك كل باقي الكواكب.
أهل مكة في ذلك الزمان، عبدة الأوثان، جن جنونهم ووصفوه عندما أمر بتبليغ الرسالة، بصفات مهينة، واتهموه بالجنون والكهانة، وأنه درس ذلك من قوم آخرين، وادعى أنه مرسل من رب العالمين، ليطاع دون مناقشة، حسداً من أنفسهم، إذ كيف ينزل الوحي عليه من دونهم، وأن هناك رجلين لهما شأن في الحياة عندهم، أحدهما في مكة والآخر في الطائف، أحق بالرسالة منه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، لكن الله تعالى رد عليهم، وهو أعلم حيث يجعل رسالته.
أهل مكة، في ذلك الزمان، كانت غائبة عنهم صفاته وعلامته التي وردت في التوراة والإنجيل، وكان اليهود والنصارى، في شغف وشوق للتعجيل ببعثه وأن زمانه قد قرب وأنه يبعث من مكة، ويهاجر إلى أرض ذات نخيل وعيون وهي المدينة المنورة.
في الآية الثالثة من الضحى، "ما ودعك ربك وما قلى"، وقع أن تأخر عنه الوحي فترة، وقال بعض قومه، قلاه شيطانه، لكن أمر الله سبحانه وتعالى جبريل عليه السلام بالاستمرار في تنزيل القرآن الكريم مرتلاً حسب الحاجة الآنية والمكانية.
كلمة قلى، وفسرت بمعنى أبغضك، وحاشا لله تعالى أن يبغض رسوله للعالمين، وأميل إلى معنى قلى هجر، لتعليم الرسول الكريم أن يقرن أي أمر يريده في الاستقبال إلى مشيئة الله تعالى، لا بمشيئته هو عليه الصلاة والتسليم.
وعندما قررت قريش أن يوثقوه أو يقتلوه، أمره الله تعالى بالهجرة إلى يثرب، ليتوافق ذلك مع ما جاء في التوراة والإنجيل من رب العالمين، فسارع بعض من يهود المدينة، وكان في المدينة وقت ذاك أكبر تجمع لليهود في الجزيرة العربية، وعلى رأس ذلك البعض الصحابي عبدالله بن سلام، كبير الأحبار وجاءت إليه وفود من النصارى وأعلنوا إسلامهم على يديه، وأنه الرسول الموعود والمنتظر حسب صفاته المذكورة عندهم، وتلك التي ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم، وأنهم يعرفونه كما يعرفون أبناءهم.
أسس صلى الله عليه وسلم الخلافة الإسلامية، وثبت أركانها، ومن المدينة أخذ عليه الصلاة والسلام مراسلة الدول العظمى في زمانه، فأرسل رسله إلى قادة الفرس والروم وعظيم القبط في مصر ورسالة إلى البحرين في عهد المنذر بن ساوى التميمي، الذي آمن بالإسلام ديناً وبمعيته قومه، كما توافدت عليه الصلاة والسلام قبائل الجزيرة من كل حدب وصوب، معلنة دخولها واعتناقها للإسلام، وجاء الفتح وهدمت الأصنام المنصوبة حول البيت العتيق، ودخل سكان مكة في دين الله أفواجاً، وتمت كلمة الله تعالى حقاً وصدقاً، ومن ثم انتشر الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها وشمالها وجنوبها، وعلينا نحن أهل الإسلام مسؤولية كبيرة، ألا وهي التحلي والتخلق بآداب الدين الحنيف، قولاً وعملاً وتطبيقاً، لنكون للعالمين القدوة الحسنة في تعاملنا وصلاتنا بالشعوب، والدعوة إلى الدين الإسلامي، وتوضيح تعاليمه وتطبيقاته، ليسعد البشر كلهم في الحياة الدنيا، والوعد الصادق يوم البعث، والخلود في الجنات المعدة للمتقين، ولنكون نحن المثل المتحرك في تطبيق الشريعة، والكسب الوفير من خيراتها في الدنيا والآخرة، وليكن التسامح هو رائدنا، والتعايش السلمي بين الأديان أسمى مقاصدنا، ولننشر ذلك في وطننا، وفي زيارتنا للدول الأخرى وشعوبها في الخارج، ولندعو الناس بالحكمة والموعظة الحسنة وأن نجادلهم بالتي هي أحسن انطلاقاً، من قوله تعالى: "لا أكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي..."، اللهم ارزقنا شفاعته يوم الدين.
* مؤسس نادي اللؤلؤ، وعضو بلدي سابق، وناشط اجتماعي
اتفقت مصادر التاريخ، أن مولده صلى الله عليه وسلم، كان في العام الذي غزا إبرهة الحبشي مكة المكرمة ليهدمها، - أكثر المصادر التاريخية تؤكد أنه ولد في العام 571 الميلادي، الموافق 12 ربيع الأول، حسب ما صدر من دار الإفتاء المصرية بالأزهر الشريف، وأنه انتقل إلى جوار ربه عام 634، على افتراض أنه عاش 63 عاماً، إذ إنه حمل الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة عليه أفضل الصلاة والتسليم، وتحمل كل صنوف الاستهزاء والاستهجان، والتكذيب والاعتداء على جسده الطاهر.
ففي سورة الضحى، وترتيبها في المصحف الشريف 93، عدد الله سبحانه وتعالى ما تكرم به على عبده ورسوله من نعم، إذ افتتح تعالى هذه السورة، بمتقابلين متضادين، الضحى، وهو وقت اكتمال النهار بضياء الشمس، وما يقابل ذلك، من ظلمة الليل، إذا غطى الجزء الذي غربت عنه الشمس، فالله تعالى رب المشرق والمغرب، ورب المشرقين والمغربين، ورب المشارق والمغارب، وهذا ما أثبته العلم الحديث بما فتح الله سبحانه على الناس من العلوم، وأذهب بعيداً، أن لكل كوكب مشرقاً ومغرباً، وأقرب مثال على ذلك ما أفادت به وكالة ناسا الفضائية بالنسبة إلى ليل ونهار المريخ وغيرها، والمدد تختلف طولاً وقصراً على كل كوكب، وقس على ذلك كل باقي الكواكب.
أهل مكة في ذلك الزمان، عبدة الأوثان، جن جنونهم ووصفوه عندما أمر بتبليغ الرسالة، بصفات مهينة، واتهموه بالجنون والكهانة، وأنه درس ذلك من قوم آخرين، وادعى أنه مرسل من رب العالمين، ليطاع دون مناقشة، حسداً من أنفسهم، إذ كيف ينزل الوحي عليه من دونهم، وأن هناك رجلين لهما شأن في الحياة عندهم، أحدهما في مكة والآخر في الطائف، أحق بالرسالة منه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، لكن الله تعالى رد عليهم، وهو أعلم حيث يجعل رسالته.
أهل مكة، في ذلك الزمان، كانت غائبة عنهم صفاته وعلامته التي وردت في التوراة والإنجيل، وكان اليهود والنصارى، في شغف وشوق للتعجيل ببعثه وأن زمانه قد قرب وأنه يبعث من مكة، ويهاجر إلى أرض ذات نخيل وعيون وهي المدينة المنورة.
في الآية الثالثة من الضحى، "ما ودعك ربك وما قلى"، وقع أن تأخر عنه الوحي فترة، وقال بعض قومه، قلاه شيطانه، لكن أمر الله سبحانه وتعالى جبريل عليه السلام بالاستمرار في تنزيل القرآن الكريم مرتلاً حسب الحاجة الآنية والمكانية.
كلمة قلى، وفسرت بمعنى أبغضك، وحاشا لله تعالى أن يبغض رسوله للعالمين، وأميل إلى معنى قلى هجر، لتعليم الرسول الكريم أن يقرن أي أمر يريده في الاستقبال إلى مشيئة الله تعالى، لا بمشيئته هو عليه الصلاة والتسليم.
وعندما قررت قريش أن يوثقوه أو يقتلوه، أمره الله تعالى بالهجرة إلى يثرب، ليتوافق ذلك مع ما جاء في التوراة والإنجيل من رب العالمين، فسارع بعض من يهود المدينة، وكان في المدينة وقت ذاك أكبر تجمع لليهود في الجزيرة العربية، وعلى رأس ذلك البعض الصحابي عبدالله بن سلام، كبير الأحبار وجاءت إليه وفود من النصارى وأعلنوا إسلامهم على يديه، وأنه الرسول الموعود والمنتظر حسب صفاته المذكورة عندهم، وتلك التي ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم، وأنهم يعرفونه كما يعرفون أبناءهم.
أسس صلى الله عليه وسلم الخلافة الإسلامية، وثبت أركانها، ومن المدينة أخذ عليه الصلاة والسلام مراسلة الدول العظمى في زمانه، فأرسل رسله إلى قادة الفرس والروم وعظيم القبط في مصر ورسالة إلى البحرين في عهد المنذر بن ساوى التميمي، الذي آمن بالإسلام ديناً وبمعيته قومه، كما توافدت عليه الصلاة والسلام قبائل الجزيرة من كل حدب وصوب، معلنة دخولها واعتناقها للإسلام، وجاء الفتح وهدمت الأصنام المنصوبة حول البيت العتيق، ودخل سكان مكة في دين الله أفواجاً، وتمت كلمة الله تعالى حقاً وصدقاً، ومن ثم انتشر الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها وشمالها وجنوبها، وعلينا نحن أهل الإسلام مسؤولية كبيرة، ألا وهي التحلي والتخلق بآداب الدين الحنيف، قولاً وعملاً وتطبيقاً، لنكون للعالمين القدوة الحسنة في تعاملنا وصلاتنا بالشعوب، والدعوة إلى الدين الإسلامي، وتوضيح تعاليمه وتطبيقاته، ليسعد البشر كلهم في الحياة الدنيا، والوعد الصادق يوم البعث، والخلود في الجنات المعدة للمتقين، ولنكون نحن المثل المتحرك في تطبيق الشريعة، والكسب الوفير من خيراتها في الدنيا والآخرة، وليكن التسامح هو رائدنا، والتعايش السلمي بين الأديان أسمى مقاصدنا، ولننشر ذلك في وطننا، وفي زيارتنا للدول الأخرى وشعوبها في الخارج، ولندعو الناس بالحكمة والموعظة الحسنة وأن نجادلهم بالتي هي أحسن انطلاقاً، من قوله تعالى: "لا أكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي..."، اللهم ارزقنا شفاعته يوم الدين.
* مؤسس نادي اللؤلؤ، وعضو بلدي سابق، وناشط اجتماعي