قبل سفركم بيوم، طمأن مليكنا المفدى، جميع المواطنين بتمام صحتكم وأن جميع الفحوصات تنبئ بكمال صحتكم وسلامتكم من كل مكروه، وفي اليوم الذي تلاه، سمعنا من وسائل إعلامنا، أن سموكم يا بوعلي ستغادر المملكة التي أحببتها، وبذلت من صحتك ووقتك، كل ثمين من أجل ارتقائها وعلو شأنها، وصدارتها عالمياً في كل محفل ومنظمة أممية وقارية وإقليمية، وفي محيطها العربي والإسلامي، ما ثبت علو كعبها إنسانياً، وصدارتها على أمم كثيرة، بلا فخر ولا منة، إلا مرضاة الله رب العالمين، والسهر على سلامة الوطن، وتوفير العيش الكريم لشعبكم الذي بادلتموه حباً بحب وإخلاصاً بإخلاص، وعطاء وبعطاء أوفر وأشمل.

كل الأذرع، اتجهت إلى الله تعالى وهي حاملة الأكف، بالضراعة والدعاء، أن يحفظكم في الحل والترحال، وأن تكون هذه الرحلة ميمونة وعوداً حميداً إلى وطنكم العزيز، وسموكم ترفلون في أثواب الصحة والعافية وطول العمر.

أنتم لا تغيبون عن البحرين الحبيبة لحظة، فهي في قلبكم الكبير أينما كنتم، في أفراحها، وفيما لو تعرضت لمكروه لا سمح الله وأول المدافعين عن حياضها وديمومة السلام في ربوعها، وسلامة شعبها.

ما أعطيتم لهذا الوطن الغالي من مكارم، أنتم تعدونها واجبات، ونحن جميعاً نحسبها فوق الواجبات بكثير، أنتم النموذج الأسمى في العالم لكل من يتولى منصب رئيس الوزراء أمانةً وسهراً وبذلاً وعطاءً للوطن وللمواطنين.

حملتم هذه الأمانة وأنتم في عنفوان شبابكم، في عهد والدكم صاحب العظمة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته، إذ كنتم القائم بأعمال سكرتير الحكومة السيد شمث وواصلتم المسيرة، بنفس القوة والعزيمة في عهد شقيقكم أميرنا الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة تغمده الله بواسع رحمته رئيساً للوزراء، ومازلتم للعهد راعين في عهد مليكنا المفدى حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين حفظه الله تعالى ورعاه، خدمةً لهذا الوطن المبارك وشعبه المخلصين الأوفياء.

مناقبكم الجليلة لا تعد ولا تحصى، فعلى كل شبر من أرض الوطن شاهد يشهد لما لأياديكم البيضاء، وأفكاركم النيرة، وإدارتكم للحكومة الحكيمة من آثار طيبة. أقبل بإذن الله سبحانه وتعالى علينا سالماً معافى، فكل الشعب بانتظار عودتكم بشغف، وليقيم الأفراح، ويسعد بطلعتكم، وتطمئن القلوب.

* مؤسس نادي اللؤلؤ، وعضو بلدي سابق، وناشط اجتماعي