اجتمع خصوم ترامب لمتابعة محاكمته على خلفية إساءة استخدام سلطاته في اتصاله بالرئيس الأوكراني وحثه على ملاحقة ابن جوبايدن رجل الأعمال الذي يواجه اتهامات بالفساد في أوكرانيا.
جميع خصومه يصطفون وراء قرار عزله حتى الذين لا تهمهم التهمة التي يحاكم على أساسها، فتم حشد المرأة والأقليات للهتاف ضده واشتعلت وسائل الإعلام المضادة أيضاً لتظهر الأمر وكان الشعب الأمريكي كله يطالب بعزل ترامب وهذا غير صحيح ولكن اليسار الديمقراطي والليبراليين هم ملوك الإعلام اليوم.
بالمقابل يتم التعتيم على كل أخطاء خصومه والقفز عليها فهذا ليس وقت «الحقيقة» بل هو وقت «النتيجة»!
فحين ثار الإيرانيون على نناسي بيلوسي وغضبوا منها حين قالت في لقاء تلفزيوني على قناة «اي بي سي نيوز» إن الاحتجاجات الإيرانية ليست ضد النظام الإيراني، لم تجد لذلك الغضب مكاناً في الوسائل الإعلامية رغم تحرك الناشطين وتفاعلهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتدشينهم وسم هاشتاق # «نناسي بيلوسي -أخبار كاذبة».
«نانسي بيلوسي ليس لديها فكرة عما يحدث في إيران، إنها فقط تريد أن تكون ضد ترامب».
«عار عليك يا نانسي بيلوسي، الناس في إيران يموتون في الشوارع وأنت تقولين إنهم عدد قليل من الطلاب!؟ أنت مجرد غبية، فكري مرة أخرى إذا كان لديك دماغ!» ولم يحرك ساكناً مقتل أكثر من 1500 إيراني في هذه الاحتجاجات لأن النتيجة المطلوبة هي رأس ترامب لا الحقيقة.
من المؤسف أن أكثر الوسائل الإعلامية متضامنة مع خصوم ترامبو المؤسف أكثر غيابنا في تلك الوسائل كأبناء لمنطقة مهددة من إيران مقابل حضور طاغٍ لوجهة نظر اللوبي الإيراني «ناياك»، وقد خلط الإعلام بذكاء قضية إيران مع موضوع محاكمة ترامب رغم عدم ارتباط الاثنين، لأن تشويه ترامب هو المطلوب الآن.
فمن يقرأ لترايتا بارسي رئيس المجلس الوطني الإيراني الأمريكي (ناياك) ومؤلف كتاب التحالف الثلاثي (إسرائيل وإيران وأمريكا) ويتابع نشاطه الإعلامي يعرف من أين تستقي نناسي بيلوسي أو الديمقراطيون عموماً وجهات النظر التي يعتقدون أنها تحرجه.
كثير من الديموقراطيين يستندون لما يقوله تارتيا الخبير في الشؤون الإيرانية والذي تحوم حوله الشبهات بتلقي الأموال من النظام الإيراني وقد دافع عن نفسه كثيراً ناكراً أن الأموال المحولة له في السويد مصدرها إيران!
الكثيرون يعدون بارسي عراباً للاتفاق النووي الإيراني مع إدارة أوباما وهو يكرر بأن ترامب عبارة عن لعبة في يد نتنياهو والسعودية لاحظوا خباثة اللعبة، فحين يأتي الحديث عن إسرائيل فهو يتحدث عن نتنياهو فحسب كشخص سيء تجنباً للمساس بإسرائيل كدولة، ويكرر أن الخطر على المصالح الأمريكية أصبح أكبر نتيجة هذه العلاقة الثلاثية، وأن قتل سليماني كان أكبر خطأ لأن سليماني له أنصار وأتباع خارج إيران وسينتقمون له وأن سليماني نجح في محاربة داعش، وهو ذات المنطق الذي يحرك الديمقراطيين، المشكلة أنهم الأنشط إعلامياً فهذا المنطق هو السائد المكرر والمستنسخ في معظم المقابلات التلفزيونية التي تتحدث عن إيران.
في هذه الفوضى نسيت تماماً أسباب المحاكمة وتم التركيز على ترامب نفسه وخوفهم من إعادة انتخابه فاستحضروا كل الملفات إعلامياً حتى لو لم يكن لتلك الملفات حضور قانوني في المحاكمة.
فأين نحن من هذا كله؟ أين نحن من توضيح الحقائق للشعب الأمريكي لا مناصرة لترامب إنما دفاع عن مصالحنا وأمننا.
الديمقراطيون يعتقدون أن خصمهم الآن هو ترامب وفي سبيل إسقاطه وعدم وصوله للولاية الثانية بعد عام من الآن مستعدون للقيام بأي شيء حتى لو كان الكذب، وهناك مقولة إنجليزية معروفة أن «الحقائق عنيدة» لذلك ما أسهل الكذب إن أردت أن تجذب إذن المستمع!
ولو كانت المعركة بين حزبين أمريكيين فلن يعنينا الأمر، إنما المشكلة أن ميدان المعركة بين الاثنين الآن هو «الأمن» في منطقة الشرق الأوسط، سواء كان أمننا كعرب أو أمن القوات الأمريكية الموجودة في هذه المنطقة، ولهذا فالأمر يعنينا ولابد أن يكون لنا موقف وحضور وتحرك ضمن استراتيجية إعلامية سريعة تفتح لنا خط التواصل مع الرأي العام الأمريكي وصناع القرار لتفنيد هذه الآراء لا من أجل ترامب، إنما من أجل أن يتفهموا الحقائق المتعلقة بنشاط إيران وخطرها على أمن الجنود الأمريكيين مثلما هو خطرها على أمننا نحن، من أجل الحقيقة لا من أجل النتيجة، فهم على استعداد الآن لتجميل وجه الشيطان كذباً وزوراً إن كان ذلك سيسقط ترامب!
{{ article.visit_count }}
جميع خصومه يصطفون وراء قرار عزله حتى الذين لا تهمهم التهمة التي يحاكم على أساسها، فتم حشد المرأة والأقليات للهتاف ضده واشتعلت وسائل الإعلام المضادة أيضاً لتظهر الأمر وكان الشعب الأمريكي كله يطالب بعزل ترامب وهذا غير صحيح ولكن اليسار الديمقراطي والليبراليين هم ملوك الإعلام اليوم.
بالمقابل يتم التعتيم على كل أخطاء خصومه والقفز عليها فهذا ليس وقت «الحقيقة» بل هو وقت «النتيجة»!
فحين ثار الإيرانيون على نناسي بيلوسي وغضبوا منها حين قالت في لقاء تلفزيوني على قناة «اي بي سي نيوز» إن الاحتجاجات الإيرانية ليست ضد النظام الإيراني، لم تجد لذلك الغضب مكاناً في الوسائل الإعلامية رغم تحرك الناشطين وتفاعلهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتدشينهم وسم هاشتاق # «نناسي بيلوسي -أخبار كاذبة».
«نانسي بيلوسي ليس لديها فكرة عما يحدث في إيران، إنها فقط تريد أن تكون ضد ترامب».
«عار عليك يا نانسي بيلوسي، الناس في إيران يموتون في الشوارع وأنت تقولين إنهم عدد قليل من الطلاب!؟ أنت مجرد غبية، فكري مرة أخرى إذا كان لديك دماغ!» ولم يحرك ساكناً مقتل أكثر من 1500 إيراني في هذه الاحتجاجات لأن النتيجة المطلوبة هي رأس ترامب لا الحقيقة.
من المؤسف أن أكثر الوسائل الإعلامية متضامنة مع خصوم ترامبو المؤسف أكثر غيابنا في تلك الوسائل كأبناء لمنطقة مهددة من إيران مقابل حضور طاغٍ لوجهة نظر اللوبي الإيراني «ناياك»، وقد خلط الإعلام بذكاء قضية إيران مع موضوع محاكمة ترامب رغم عدم ارتباط الاثنين، لأن تشويه ترامب هو المطلوب الآن.
فمن يقرأ لترايتا بارسي رئيس المجلس الوطني الإيراني الأمريكي (ناياك) ومؤلف كتاب التحالف الثلاثي (إسرائيل وإيران وأمريكا) ويتابع نشاطه الإعلامي يعرف من أين تستقي نناسي بيلوسي أو الديمقراطيون عموماً وجهات النظر التي يعتقدون أنها تحرجه.
كثير من الديموقراطيين يستندون لما يقوله تارتيا الخبير في الشؤون الإيرانية والذي تحوم حوله الشبهات بتلقي الأموال من النظام الإيراني وقد دافع عن نفسه كثيراً ناكراً أن الأموال المحولة له في السويد مصدرها إيران!
الكثيرون يعدون بارسي عراباً للاتفاق النووي الإيراني مع إدارة أوباما وهو يكرر بأن ترامب عبارة عن لعبة في يد نتنياهو والسعودية لاحظوا خباثة اللعبة، فحين يأتي الحديث عن إسرائيل فهو يتحدث عن نتنياهو فحسب كشخص سيء تجنباً للمساس بإسرائيل كدولة، ويكرر أن الخطر على المصالح الأمريكية أصبح أكبر نتيجة هذه العلاقة الثلاثية، وأن قتل سليماني كان أكبر خطأ لأن سليماني له أنصار وأتباع خارج إيران وسينتقمون له وأن سليماني نجح في محاربة داعش، وهو ذات المنطق الذي يحرك الديمقراطيين، المشكلة أنهم الأنشط إعلامياً فهذا المنطق هو السائد المكرر والمستنسخ في معظم المقابلات التلفزيونية التي تتحدث عن إيران.
في هذه الفوضى نسيت تماماً أسباب المحاكمة وتم التركيز على ترامب نفسه وخوفهم من إعادة انتخابه فاستحضروا كل الملفات إعلامياً حتى لو لم يكن لتلك الملفات حضور قانوني في المحاكمة.
فأين نحن من هذا كله؟ أين نحن من توضيح الحقائق للشعب الأمريكي لا مناصرة لترامب إنما دفاع عن مصالحنا وأمننا.
الديمقراطيون يعتقدون أن خصمهم الآن هو ترامب وفي سبيل إسقاطه وعدم وصوله للولاية الثانية بعد عام من الآن مستعدون للقيام بأي شيء حتى لو كان الكذب، وهناك مقولة إنجليزية معروفة أن «الحقائق عنيدة» لذلك ما أسهل الكذب إن أردت أن تجذب إذن المستمع!
ولو كانت المعركة بين حزبين أمريكيين فلن يعنينا الأمر، إنما المشكلة أن ميدان المعركة بين الاثنين الآن هو «الأمن» في منطقة الشرق الأوسط، سواء كان أمننا كعرب أو أمن القوات الأمريكية الموجودة في هذه المنطقة، ولهذا فالأمر يعنينا ولابد أن يكون لنا موقف وحضور وتحرك ضمن استراتيجية إعلامية سريعة تفتح لنا خط التواصل مع الرأي العام الأمريكي وصناع القرار لتفنيد هذه الآراء لا من أجل ترامب، إنما من أجل أن يتفهموا الحقائق المتعلقة بنشاط إيران وخطرها على أمن الجنود الأمريكيين مثلما هو خطرها على أمننا نحن، من أجل الحقيقة لا من أجل النتيجة، فهم على استعداد الآن لتجميل وجه الشيطان كذباً وزوراً إن كان ذلك سيسقط ترامب!