أحكم بوريس جونسون السيطرة على حكومته من خلال إجراء تعديلات وزارية شهدت خروج وزير المالية مستقيلاً. وهذا يعد - من وجهة نظري - ذكاء إدارياً ميكافيلياً وخطوة ضرورية في التعامل مع «أدغال» الحكم المليئة بالمؤامرات وطعنات الظهر.
فمن يتابع الشأن السياسي في بريطانيا يتذكر الصراع شبه المعلن بين توني بلير وصديقه وزير المالية جوردون براون والذي دام قرابة عشر سنوات وتسبب في هز رئاسة بلير من الداخل. والمتابع يتذكر أيضاً، كيف أطاحت شلة من أعضاء الحكومة برئيستهم المرأة الحديدية مارجريت ثاتشر وأجبرتها على الاستقالة. والحال تكرر مع تيريزا ماي قبل أشهر عندما أطاح بها عضو حزبها ووزير خارجية حكومتها بوريس جونسون نفسه!
لا أمان في الحكم، فحتى أقرب الناس قد يتحولون إلى وحوش فتاكة وبوريس جونسون يعي ذلك تماماً، لذلك فرض على وزير المالية أن يتخلص من مستشاريه الذين كان مشكوكاً في تناغم فكرهم مع فكر بوريس وأهدافه «بالأحرى كان مشكوكاً في ولائهم». لكن وزير المالية رفض التخلي عن أصدقائه المستشارين وقدم استقالته فلم يتردد بوريس في تسمية خليفة للوزير المستقيل في سويعات. الآن من الصعب أن تقف وزارة المالية حجر عثرة في وجه خطط بوريس ومشاريعه فقد ضمن الولاء والطاعة في التشكيل الجديد.
وهذه ليست المرة الأولى التي يعزل فيها بوريس من لا يدين له ولفكره بالولاء، فخلال أول أيامه كرئيس للوزراء طرد كل عضو من أعضاء حزبه ممن كانوا مترددين بشأن جدوى بريكست. وعلى الرغم من ردود الأفعال الغاضبة من هذا القرار إلا أنه لم يكترث لها وواصل مسيرته في إبعاد كل من يسبب له إزعاجاً.
هذه آخر تحركات الأشقر في مدينة الضباب لتعزيز قبضته على شؤون الدولة، أما عن الأشقر الآخر في الضفة الغربية من المحيط الأطلسي دونالد ترامب، فمعلوم أنه نفذ خطة الاستغناء مرارًا و منذ بداية ترشحه، فكان يستغني في لحظة عن أي شخص لا ينفذ له ما يريده، واستبدل مدراء حملته الانتخابية عدة مرات واستغنى عن عدد من طاقم إدارته خلال رئاسته وأبرزهم وزير الخارجية ريكس تيلرسون قبل أشهر قليلة.
الأشقران، يجمعهما - بالإضافة إلى لون الشعر - الرغبة الصريحة في السيطرة على زمام الأمور في كل صغيرة وكبيرة وعدم ترك المجال لغير الموالين في الانضمام الى فريقيهما. فهما يشعران أنهما في مرحلة إنقاذ لدولتيهما - من التراجع وطغيان الأفكار الليبرالية الراديكالية وغزو المهاجرين...إلخ – لذلك يرغبان في أن يكون الناس الذين حولهما مطيعين أشد طاعة.
ولا أتحدث هنا عن رئاسة قسم في شركة مثلاً أو إدارة دكان، فالموقعان اللذان يحتلهما الأشقران تجبرانهما على ضرورة التصرف بقسوة وبجرأة وبسرعة كي لا يخسرا مواقعهما لخصومهما السياسيين من الداخل أو الخارج وكي لا يتبخر حلمهما في تحقيق إنجازات فعلية لدولتيهما.
فمن يتابع الشأن السياسي في بريطانيا يتذكر الصراع شبه المعلن بين توني بلير وصديقه وزير المالية جوردون براون والذي دام قرابة عشر سنوات وتسبب في هز رئاسة بلير من الداخل. والمتابع يتذكر أيضاً، كيف أطاحت شلة من أعضاء الحكومة برئيستهم المرأة الحديدية مارجريت ثاتشر وأجبرتها على الاستقالة. والحال تكرر مع تيريزا ماي قبل أشهر عندما أطاح بها عضو حزبها ووزير خارجية حكومتها بوريس جونسون نفسه!
لا أمان في الحكم، فحتى أقرب الناس قد يتحولون إلى وحوش فتاكة وبوريس جونسون يعي ذلك تماماً، لذلك فرض على وزير المالية أن يتخلص من مستشاريه الذين كان مشكوكاً في تناغم فكرهم مع فكر بوريس وأهدافه «بالأحرى كان مشكوكاً في ولائهم». لكن وزير المالية رفض التخلي عن أصدقائه المستشارين وقدم استقالته فلم يتردد بوريس في تسمية خليفة للوزير المستقيل في سويعات. الآن من الصعب أن تقف وزارة المالية حجر عثرة في وجه خطط بوريس ومشاريعه فقد ضمن الولاء والطاعة في التشكيل الجديد.
وهذه ليست المرة الأولى التي يعزل فيها بوريس من لا يدين له ولفكره بالولاء، فخلال أول أيامه كرئيس للوزراء طرد كل عضو من أعضاء حزبه ممن كانوا مترددين بشأن جدوى بريكست. وعلى الرغم من ردود الأفعال الغاضبة من هذا القرار إلا أنه لم يكترث لها وواصل مسيرته في إبعاد كل من يسبب له إزعاجاً.
هذه آخر تحركات الأشقر في مدينة الضباب لتعزيز قبضته على شؤون الدولة، أما عن الأشقر الآخر في الضفة الغربية من المحيط الأطلسي دونالد ترامب، فمعلوم أنه نفذ خطة الاستغناء مرارًا و منذ بداية ترشحه، فكان يستغني في لحظة عن أي شخص لا ينفذ له ما يريده، واستبدل مدراء حملته الانتخابية عدة مرات واستغنى عن عدد من طاقم إدارته خلال رئاسته وأبرزهم وزير الخارجية ريكس تيلرسون قبل أشهر قليلة.
الأشقران، يجمعهما - بالإضافة إلى لون الشعر - الرغبة الصريحة في السيطرة على زمام الأمور في كل صغيرة وكبيرة وعدم ترك المجال لغير الموالين في الانضمام الى فريقيهما. فهما يشعران أنهما في مرحلة إنقاذ لدولتيهما - من التراجع وطغيان الأفكار الليبرالية الراديكالية وغزو المهاجرين...إلخ – لذلك يرغبان في أن يكون الناس الذين حولهما مطيعين أشد طاعة.
ولا أتحدث هنا عن رئاسة قسم في شركة مثلاً أو إدارة دكان، فالموقعان اللذان يحتلهما الأشقران تجبرانهما على ضرورة التصرف بقسوة وبجرأة وبسرعة كي لا يخسرا مواقعهما لخصومهما السياسيين من الداخل أو الخارج وكي لا يتبخر حلمهما في تحقيق إنجازات فعلية لدولتيهما.