تناولنا الأيام الفائتة حديثاً موسعاً حول التواصل الطاقي، ووقفنا على موضوع التخاطر بشيء من التفصيل، وما زلنا نبحر فيه ونسبر مزيداً من أغواره. قد يبدو الحديث في التخاطر غريباً لدى البعض، أو ضرباً من الميتافيزيقا أو الحديث ما الماورائيات، كونه من المجالات الخارجة عن المنطق البشري والقوانين المادية الحاكمة في الكون كالفيزياء والكيمياء والرياضيات وغيرها، لاسيما وأن الميتافيزيقا من المجالات التي تحتمل البحث في السبب والنتيجة والزمان والمكان والاحتمالية أكثر من المجالات الأخرى العلمية التي نعرفها ونتعاطى معها يومياً، ولذلك لا بأس إن خضنا في الماورائيات لفهم الطاقة وتأثيراتها وحقولها، حيث إن العلوم المادية الأخرى لا تشبع فضولنا المعرفي ولا تمنح ما يكفي من التفسيرات لما هو خارج عن نطاقات اشتمالها.
إن الحديث عن القصة المروية من التراث الإسلامي عن حادثة التخاطر لدى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب –رضي الله عنه– يشاكله كثير من التجارب التي عشناها بشكل أو بآخر للدلالة على التخاطر. هل حدث يوماً أن وجدت أن أحد رفاقك أو من حولك يسبقك للحديث في فكرة تجول في خلدك؟ أو تلتقيان في لحظة واحدة بنطق كلمة واحدة معبرة عن رأي واحد؟ هل حدث أن فكرت بشخص ما وفجأة وجدته يتصل بك أو يأتيك خبر يتعلق به أو تلتقي به فجأة في مكان ما؟ كل ذلك ضرب من التخاطر الذي نتحدث عنه.
وفي مقال شيق للدكتور فهد عامر الأحمدي في صحيفة «الرياض» تناول تفسير تلك المسألة بالقول إن «الأفكار ذاتها عبارة عن طاقة «كهروعصبية» يمكنها تشغيل الأجهزة الكهربائية الصغيرة «...والطاقة كما نعرف لا تولد ولا تستحدث ولكن تتحول من شكل لآخر، وبالتالي قد تتحول إلى أفكار مجردة أو موجات كهرومغناطيسية لطيفة»! ... وهذا الافتراض بالذات يعني أن المخ قادر على بث موجات لاسلكية ضعيفة تنتقل عبر الأثير.. وبما أن كافة البشر يعيشون ضمن غلاف مغناطيسي واحد فلا أستبعد خروج الأفكار كذبذبات راديوية تستقطبها الأدمغة التي تتناسب معها «في تلك اللحظة».. ورغم غرابة هذه الفرضية إلا أنها قد تكون التفسير «المادي الوحيد» لظواهر ذهنية خارقة كالتخاطر». بل أثبت الأحمري ذلك عبر النص القرآني «وَكذلِكَ جَعَلنا لكلِ نبي عدواً شياطينَ الإنسِ وَالجن يُوحي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخرُفَ القولَ».
لعل حديث الأحمري عن الغلاف المغناطيسي الذي اعتبره وسطاً لنقل الأفكار، قريباً جداً من الطرح الجديد لماهية الفراغ الذي أشرنا إلى أنه محمل بالمعلومات إذ يعد ذاكرة الكون الفعلية التي نستقي منها كل أفكارنا ومعلوماتنا متجاوزين بعدي الزمان والمكان في كثير من الأحيان.
* اختلاج النبض:
ثمة تفسيرات مادية وعلمية يمكن الركون إليها في فهم حقيقة التخاطر وكيف يعمل، ولكنه يبقي المجالات الميتافيزيقة الجديرة بمزيد من الدراسة وكثير من الفهم في ضوء الفهم الكوني الشامل وليس على سبيل فصل التجارب على شخوصها وأطرافها المتعددة.
إن الحديث عن القصة المروية من التراث الإسلامي عن حادثة التخاطر لدى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب –رضي الله عنه– يشاكله كثير من التجارب التي عشناها بشكل أو بآخر للدلالة على التخاطر. هل حدث يوماً أن وجدت أن أحد رفاقك أو من حولك يسبقك للحديث في فكرة تجول في خلدك؟ أو تلتقيان في لحظة واحدة بنطق كلمة واحدة معبرة عن رأي واحد؟ هل حدث أن فكرت بشخص ما وفجأة وجدته يتصل بك أو يأتيك خبر يتعلق به أو تلتقي به فجأة في مكان ما؟ كل ذلك ضرب من التخاطر الذي نتحدث عنه.
وفي مقال شيق للدكتور فهد عامر الأحمدي في صحيفة «الرياض» تناول تفسير تلك المسألة بالقول إن «الأفكار ذاتها عبارة عن طاقة «كهروعصبية» يمكنها تشغيل الأجهزة الكهربائية الصغيرة «...والطاقة كما نعرف لا تولد ولا تستحدث ولكن تتحول من شكل لآخر، وبالتالي قد تتحول إلى أفكار مجردة أو موجات كهرومغناطيسية لطيفة»! ... وهذا الافتراض بالذات يعني أن المخ قادر على بث موجات لاسلكية ضعيفة تنتقل عبر الأثير.. وبما أن كافة البشر يعيشون ضمن غلاف مغناطيسي واحد فلا أستبعد خروج الأفكار كذبذبات راديوية تستقطبها الأدمغة التي تتناسب معها «في تلك اللحظة».. ورغم غرابة هذه الفرضية إلا أنها قد تكون التفسير «المادي الوحيد» لظواهر ذهنية خارقة كالتخاطر». بل أثبت الأحمري ذلك عبر النص القرآني «وَكذلِكَ جَعَلنا لكلِ نبي عدواً شياطينَ الإنسِ وَالجن يُوحي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخرُفَ القولَ».
لعل حديث الأحمري عن الغلاف المغناطيسي الذي اعتبره وسطاً لنقل الأفكار، قريباً جداً من الطرح الجديد لماهية الفراغ الذي أشرنا إلى أنه محمل بالمعلومات إذ يعد ذاكرة الكون الفعلية التي نستقي منها كل أفكارنا ومعلوماتنا متجاوزين بعدي الزمان والمكان في كثير من الأحيان.
* اختلاج النبض:
ثمة تفسيرات مادية وعلمية يمكن الركون إليها في فهم حقيقة التخاطر وكيف يعمل، ولكنه يبقي المجالات الميتافيزيقة الجديرة بمزيد من الدراسة وكثير من الفهم في ضوء الفهم الكوني الشامل وليس على سبيل فصل التجارب على شخوصها وأطرافها المتعددة.