«كورونا»، أزمة «وتعدي» كما يقال، وستبقى الأهداف الكبيرة للمستقبل هي التي يجب أن نصوب أعيننا عليها. بل من المهم جداً، ألا يلهينا هذا «المرض» عن تطوير الوطن وعلاقته بالخارج. فكثير من الأهداف العظيمة ربما نخسرها لو لم نتعامل معها بالطريقة المثالية بسبب هذا المرض، بحيث نحاصره «كمرض» وليس كفكرة، فالمشاريع القادمة يجب أن تشق طريقها بنجاح، وهذا لا يتحقق إلا من خلال إعطاء المرض حجمه، وإعطاء الفرص الذهبية حقها.

في عز مرض «كورونا»، وانشغال الناس بتفاصيله، استقبل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، الأربعاء الماضي، رئيس المنظمة العربية للسياحة بجامعة الدول العربية، الدكتور بندر بن فهد آل فهيد، للسلام على جلالته بمناسبة زيارته للمملكة، حيث تشرف بتسليم جلالة الملك المفدى مفتاح السياحة العربية لعام 2020.

هذا الاستقبال من لدن جلالته يرسل لنا إشارات واضحة بأنه لا يجب أن تتوقف مشاريعنا إطلاقاً، وألا تتوقف مشاريعنا السياحية بعد عاصفة المرض، وأن يكون التخطيط لقادم الأيام هو نصب أعيننا، لأن أيامنا حبلى بالمشاريع السياحية. حيث أمام البحرين مجموعة كبيرة من الاستحقاقات السياحية يجب أن تتحقق، ليتحقق بعدها مشروع «المنامة عاصمة للسياحة العربية لعام 2020» للمرة الثانية، حسب اختيار المنظمة العربية للسياحة.

ربما يعتقد البعض أن هذه الأفكار لا تتناسب مع الأجواء العامة للبلد وانتشار مرض «كورونا»، ولكننا نرَى عكس ذلك، حيث علينا أن نفتش عن أحلامنا وأفراحنا ومستقبلنا وتطلعاتنا المشروعة والوطنية في ظل هذه الأزمات، وأن نخلق من الشدائد أفراحنا الحقيقية، وأن نضع أمام أعيننا نجاح مشاريع الوطن، في ظل كل محاولات المرض للقضاء عليها، لكن، بعزيمتنا وبنظراتنا الثاقبة يمكن أن نحقق المعجزات.

لا يجوز لنا تفويت فرص التنمية السياحية القادمة بسبب مرض يمكن أن يأخذ مداه وينتهي، لكن، ما لا يمكننا تعويضه هو، أن تلهينا الأحداث عن التمسك بمشاريعنا السياحية، خاصة وأن التحدي الأكبر الذي سنواجهه كوطن، هو دخول مرض وبائي كبير على خط السياحة في عام تتقلد فيه المنامة قلادة «عاصمة السياحة العربية لعام 2020».

يجب علينا قبول التحدي، كما يجب علينا النجاح والاستمرار فيه، فلا يجوز الرضوخ للمرض المؤقت، ولا يجب أن يثني عزمنا «كبحرينيين» أي عارض، فبناء المستقبل هو الأصل، والمرض هو العارض الذي يجب أن يزول. هكذا يجب أن نفكر بطريقة مختلفة لكي ننجح.