إذا سألت كبار المواطنين هل كنتم تربون الحمام؟ من عايش ذلك الزمان الماضي، كان الجواب نعم، نربيه ونعتني به، ونوفر له المأوى «الميدان» ونطعمه الشعير وفتات الخبز، ونعد له ماء الشرب في «الليان»، والليان إناء مصنوع من الفخار، خصيصاً لشربهم، وعلى كل بيت «كتويل» أو علم، يهتدي به سرب الحمام إلى بيت مربيه، ولا توجد حمامة «محكورة» في قفص، كل الحمام طلقاء، يأكلون ما يقدم لهم من طعام في البيت، ثم يطيرون ويحومون في جو المنزل، أو الجو الفسيح، ويشاركون الحمام الغير في الطيران، والبحث عن طعام خارج البيت، وكأنهم البشر يلتقون بأصحابهم من بعد ليل طويل، ويقومون جماعات وجماعات بطيران استعراضي في فضاء البحرين الرحب، وأجمل استعراض يذهب باللب، يقدمه الحمام «القلابي» وهذا النوع من الحمام، يطير إلى مسافات أعلى عن باقي الأنواع من الحمام، والغرض من هذا العلو الشاهق، ليعطي لنفسه، تمام الانقلاب، سواء بالانقلاب السريع، واللف حول نفسه، لفات متتابعات، مع صفق الجناحين ببعضهما البعض، وإخراج صوت بديع، يعرفه سرب الحمام المشارك في الاستعراض، ويميز هذا النوع من الحمام القلابي «كشة» من ريش كالتاج على قمة رأسه، ومن أنواع الحمام «المصرول»، إذ يكسو ساقيه وحتى الأصابع، ريش، وهذا الريش شبه بالسروال الذي تلبسه البنت، التي لا يبان منها حتى إصبع من أصابع رجليها، إما أشهر أنواع حمام البحرين، فهو النوع المسمى المكاوي، وهذا الطائر له صوت شجي يطرب السامعين من البشر، مع طول النفس أحياناً دون توقف، خاصة إذا كان «وهو الذكر» أراد التودد إلى أنثاه – للطاووس أسلوب، وللحمام المكاوي أسلوب –، والمكاوي أغلى سعراً من الصنفين السابقين، ونحن البحرينيون نعشق ألوان الحمام الزاهية، وتعدد ألوانها أيضاً، ويزيد سعرها إذا أضيف له جمال هديلها.
والزاجل من الحمام غالي الثمن، ولا يقتنيه إلا هواة المسابقات التي تقام في موسم معين، حيث يطلق كل متسابق طائره من بلاد السباق البعيدة -في ساق كل طائر حجل معدني مدون فيه بلاد الطائر ورقم المتسابق-، وهناك متابعة من قبل فنيين في كل بلد، ومن ثم إعلان وصول الطائر الزاجل إلى موطنه، وتسجيل الوقت والمسافة التي قطعها، وحمام الزاجل وسيلة من وسائل المراسلات الخارجية، واستقصاء أخبار الجيوش، ومتابعة انتصاراتهم وما يحتاجون إليه من عون من القيادة، وفي قصة سيدنا سليمان عليه السلام قرأنا في القرآن الكريم، أنه عليه السلام استعمل الهدهد لهذه المهمة، عندما أراد مراسلة بلقيس في اليمن ودعوتها وقومها للدخول في الإسلام، أما الحمام الدشتي فيأتي في آخر القائمة.
البحرينيون يتفاءلون بالحمام، وأنه طائر سلام ويربونه ويطعمونه ويسقونه لوجه الله تعالى، ولا يأكلون لحم الحمام، يباع ويشترى فقط، أو قد يستبدل طير بآخر، مثلاً، ذكر بأنثى أو العكس، حسب الحاجة، أما يهود البحرين فيأكلون لحم هذا الطائر.
الذي أريد الاستفهام عنه، أن أناساً نصبوا شباكاً من حديد، وذروا قليلاً من الحبوب الذي يفضله الحمام على الأرض، وهذا الشبك، ترفع مقدمته بعصى، مربوط خيط أو حبل في أحد طرفيها في النص، والطرف الآخر من الخيط أو الحبل، عند الصائد من بعيد، فإذا دخل الحمام تحت القفص للأكل، سحب الصائد الخيط أو الحبل، فينكفئ القفص على الحمام، ويتم صيده، وهذا وقع في سوق واقف بالقرب من مكتب بتلكو، والطريقة الثانية، الصائد ينثر الحبوب على الأرض، فإذا تجمع الحمام، وانغمس في أكل طعامه، قذف عليهم شباكاً «سالية» وجمع الصيد! وهذا وقع في ممشى عالي بالقرب من مسجد موضي.
هل هذا التصرف بأمر من جهة حكومية أو رسمية، لمكافحة الحمام السائب - أسوةً بالقطط والكلاب السائبة، إذا كان كذلك وليس للبيع والمتاجرة، هل هذه الحمائم التي تم صيدها، أو أودعت في العرين، للمحافظة على جزء من تنوع الحيوانات والطيور التي عاشت على أرض البحرين منذ آلاف السنين، إذاً، المطلوب الحفاظ على «دجاج عدي»، «القوبع»، اللذين يشرفان على الانقراض، أرضنا الحبيبة ووطنا الصغير الغالي، فيه الكثير من التنوع الحيواني والزواحف والنباتي يجب إعارتها اهتمامنا قبل أن نفقدها، كما فقدنا الغيلم والضفادع وأسماك عذاري وأم شعوم، وفقدنا العفاطي وهي أسماك صغيرة التي تعيش في السيبان «الجداول» الحلوة، وتلك التي تعيش على السواحل المالحة.
والزاجل من الحمام غالي الثمن، ولا يقتنيه إلا هواة المسابقات التي تقام في موسم معين، حيث يطلق كل متسابق طائره من بلاد السباق البعيدة -في ساق كل طائر حجل معدني مدون فيه بلاد الطائر ورقم المتسابق-، وهناك متابعة من قبل فنيين في كل بلد، ومن ثم إعلان وصول الطائر الزاجل إلى موطنه، وتسجيل الوقت والمسافة التي قطعها، وحمام الزاجل وسيلة من وسائل المراسلات الخارجية، واستقصاء أخبار الجيوش، ومتابعة انتصاراتهم وما يحتاجون إليه من عون من القيادة، وفي قصة سيدنا سليمان عليه السلام قرأنا في القرآن الكريم، أنه عليه السلام استعمل الهدهد لهذه المهمة، عندما أراد مراسلة بلقيس في اليمن ودعوتها وقومها للدخول في الإسلام، أما الحمام الدشتي فيأتي في آخر القائمة.
البحرينيون يتفاءلون بالحمام، وأنه طائر سلام ويربونه ويطعمونه ويسقونه لوجه الله تعالى، ولا يأكلون لحم الحمام، يباع ويشترى فقط، أو قد يستبدل طير بآخر، مثلاً، ذكر بأنثى أو العكس، حسب الحاجة، أما يهود البحرين فيأكلون لحم هذا الطائر.
الذي أريد الاستفهام عنه، أن أناساً نصبوا شباكاً من حديد، وذروا قليلاً من الحبوب الذي يفضله الحمام على الأرض، وهذا الشبك، ترفع مقدمته بعصى، مربوط خيط أو حبل في أحد طرفيها في النص، والطرف الآخر من الخيط أو الحبل، عند الصائد من بعيد، فإذا دخل الحمام تحت القفص للأكل، سحب الصائد الخيط أو الحبل، فينكفئ القفص على الحمام، ويتم صيده، وهذا وقع في سوق واقف بالقرب من مكتب بتلكو، والطريقة الثانية، الصائد ينثر الحبوب على الأرض، فإذا تجمع الحمام، وانغمس في أكل طعامه، قذف عليهم شباكاً «سالية» وجمع الصيد! وهذا وقع في ممشى عالي بالقرب من مسجد موضي.
هل هذا التصرف بأمر من جهة حكومية أو رسمية، لمكافحة الحمام السائب - أسوةً بالقطط والكلاب السائبة، إذا كان كذلك وليس للبيع والمتاجرة، هل هذه الحمائم التي تم صيدها، أو أودعت في العرين، للمحافظة على جزء من تنوع الحيوانات والطيور التي عاشت على أرض البحرين منذ آلاف السنين، إذاً، المطلوب الحفاظ على «دجاج عدي»، «القوبع»، اللذين يشرفان على الانقراض، أرضنا الحبيبة ووطنا الصغير الغالي، فيه الكثير من التنوع الحيواني والزواحف والنباتي يجب إعارتها اهتمامنا قبل أن نفقدها، كما فقدنا الغيلم والضفادع وأسماك عذاري وأم شعوم، وفقدنا العفاطي وهي أسماك صغيرة التي تعيش في السيبان «الجداول» الحلوة، وتلك التي تعيش على السواحل المالحة.