اختلف مذاق البطولات الرياضية المحلية بين ما كان عليه في الماضي وما هو عليه في الحاضر.
ففي الماضي القريب -زمن الطيبين، زمن الهواية الخالصة والعمل التطوعي الجاد وزمن الولاء والانتماء للأندية ومناطقيتها، زمن اللامادية- كانت البطولات المحلية تشكل هدفاً سامياً لعلو شأن المنطقة والنادي معاً ولإثبات كفاءة وقدرات أبناء النادي الذين لم يكونوا يتطلعون إلى أي مردودات مادية في سبيل الدفاع عن ألوان ناديهم بقدر ما كانت غيرتهم على أنديتهم ومسمياتها هي التي تدفعهم إلى خوض التحديات من أجل المنافسة على الألقاب والصعود إلى منصات التتويج، ولذلك كان للبطولات مذاق حلو وصدى إيجابي طيب في محيط النادي والمنطقة التي يمثلها.
حتى تكريم الأبطال آنذاك لم يكن مرتكزاً على النواحي المادية بل يقتصر في غالب الحالات على المكافآت العينية أو الرحلات الترفيهية التي كانت تشكل في تلك الفترة قمة السعادة والاعتزاز لدى اللاعبين وجهازهم الإداري والفني.
البطولات المحلية في ذلك الزمن لم تكن تشكل أي عبئ مالي على صناديق الأندية بل كانت في بعض الأحيان تدر أموالاً متواضعة رقمياً متمثلة في حصة النادي البطل من دخل المباريات، باستثناء بطولتي كأس الأمير لكرة القدم (كأس جلالة الملك حالياً) وكأس ولي العهد للكرة الطائرة اللتين تحظيان بدعم مادي خاص يكون من نصيب الأبطال.
في حاضرنا تغير مذاق البطولات المحلية من الحلاوة إلى المرارة بالنسبة لمجالس إدارات الأندية، فما إن تنتهي مراسم تتويج الأبطال وفرحتهم مع جماهيرهم بالإنجاز حتى تبدأ الإدارات في التفكير بحثاً عن مصادر تكريم الفريق البطل، خصوصاً وأن جل مسابقاتنا المحلية الرئيسة تفتقر إلى الرعاية المالية - إذا استثنينا بطولات دوري ناصر بن حمد وكأس جلالة الملك لكرة القدم وبطولة كأس ولي العهد للكرة الطائرة، علماً بأن بعض الأندية تضطر أحياناً لدفع مكافآت إضافية من صناديقها الخاصة!
من هنا يستوجب على أنديتنا أن تعيد حساباتها وترتيب أوراقها المالية بحسب ما يقتضيه الوضع المادي العام للنادي وبحسب حجم المردودات المادية للمسابقات المحلية، وألا يقودها حماسها وهوسها بالألقاب والبطولات إلى توريط أنديتها في ديون لا أول لها ولا آخر!
هنا أتحدث عن أهمية التوازن المالي للحد من استمرار ارتفاع حجم الديون التي تعاني منها أغلب الأندية، وهو ما يستوجب إعادة النظر في حجم الرواتب العالية والمبالغ فيها التي يتقاضاها الإداريون والمدربون واللاعبون وبالأخص الأجانب منهم ومدى جدواها قياساً بمردودات البطولات المحلية، وعلينا أن نستذكر دائماً المثل الشعبي «مد رجلك على قدر لحافك»، فنحن اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى للحفاظ على المال العام ووضع كل فلس في مكانه المناسب.
{{ article.visit_count }}
ففي الماضي القريب -زمن الطيبين، زمن الهواية الخالصة والعمل التطوعي الجاد وزمن الولاء والانتماء للأندية ومناطقيتها، زمن اللامادية- كانت البطولات المحلية تشكل هدفاً سامياً لعلو شأن المنطقة والنادي معاً ولإثبات كفاءة وقدرات أبناء النادي الذين لم يكونوا يتطلعون إلى أي مردودات مادية في سبيل الدفاع عن ألوان ناديهم بقدر ما كانت غيرتهم على أنديتهم ومسمياتها هي التي تدفعهم إلى خوض التحديات من أجل المنافسة على الألقاب والصعود إلى منصات التتويج، ولذلك كان للبطولات مذاق حلو وصدى إيجابي طيب في محيط النادي والمنطقة التي يمثلها.
حتى تكريم الأبطال آنذاك لم يكن مرتكزاً على النواحي المادية بل يقتصر في غالب الحالات على المكافآت العينية أو الرحلات الترفيهية التي كانت تشكل في تلك الفترة قمة السعادة والاعتزاز لدى اللاعبين وجهازهم الإداري والفني.
البطولات المحلية في ذلك الزمن لم تكن تشكل أي عبئ مالي على صناديق الأندية بل كانت في بعض الأحيان تدر أموالاً متواضعة رقمياً متمثلة في حصة النادي البطل من دخل المباريات، باستثناء بطولتي كأس الأمير لكرة القدم (كأس جلالة الملك حالياً) وكأس ولي العهد للكرة الطائرة اللتين تحظيان بدعم مادي خاص يكون من نصيب الأبطال.
في حاضرنا تغير مذاق البطولات المحلية من الحلاوة إلى المرارة بالنسبة لمجالس إدارات الأندية، فما إن تنتهي مراسم تتويج الأبطال وفرحتهم مع جماهيرهم بالإنجاز حتى تبدأ الإدارات في التفكير بحثاً عن مصادر تكريم الفريق البطل، خصوصاً وأن جل مسابقاتنا المحلية الرئيسة تفتقر إلى الرعاية المالية - إذا استثنينا بطولات دوري ناصر بن حمد وكأس جلالة الملك لكرة القدم وبطولة كأس ولي العهد للكرة الطائرة، علماً بأن بعض الأندية تضطر أحياناً لدفع مكافآت إضافية من صناديقها الخاصة!
من هنا يستوجب على أنديتنا أن تعيد حساباتها وترتيب أوراقها المالية بحسب ما يقتضيه الوضع المادي العام للنادي وبحسب حجم المردودات المادية للمسابقات المحلية، وألا يقودها حماسها وهوسها بالألقاب والبطولات إلى توريط أنديتها في ديون لا أول لها ولا آخر!
هنا أتحدث عن أهمية التوازن المالي للحد من استمرار ارتفاع حجم الديون التي تعاني منها أغلب الأندية، وهو ما يستوجب إعادة النظر في حجم الرواتب العالية والمبالغ فيها التي يتقاضاها الإداريون والمدربون واللاعبون وبالأخص الأجانب منهم ومدى جدواها قياساً بمردودات البطولات المحلية، وعلينا أن نستذكر دائماً المثل الشعبي «مد رجلك على قدر لحافك»، فنحن اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى للحفاظ على المال العام ووضع كل فلس في مكانه المناسب.