ما زلنا نتحدث عن التواصل الطاقي، وكنا قد استعرضنا له نماذج عدة كالإسقاط النجمي والتخاطر والجلاء البصري كأحد أشكال الرؤية عن بعد، ولو أردنا الإبحار في هذا المجال فالحديث يطول لطول قائمته وتعددها، فهناك الحاسة السادسة أو الحدس والتي يحدث بينها وبين الجلاء الحسي كثير والجلاء المعرفي من الخلط، إلى جانب موضوعات عدة تعد من الخرافات فلم نرد التطرق لها وأردنا فقط الوقوف على ما اشتهر من أسماء لتفنيدها أيها حقيقي وله أصول في المصادر الدينية المختلفة وأيها لا يمت للحقيقة بصلة، ولكننا لن نطيل الوقوف أكثر في هذا المحور وسنكتفي ببعض الإضاءات السريعة.
آخر ما تحدثنا عنه بالأمس كان الجلاء البصري، والذي قد نختصر مفهومه في «حدة الإدراك والقدرة على رؤية كل ما هو وراء نطاق البصر كرؤية قريب أو صديق يتعرض لحادث بالرغم من بعد المسافة بينهما، وما إلى ذلك». وكنا في وقت سابق قد ميزنا بين ما عرف بالكشف المنامي وبين الجلاء البصري أو الاستبصار، وفي تشابه جديد يتناول بعداً آخر لحاسة أخرى من حواسنا الخمس، هناك الجلاء السمعي أو ما يعرف بـ«الاستهتاف»، ولعل القارئين في كتب تفسير الأحلام والعارفين فيها أقرب إلى فهم هذا المعنى من غيرهم عند القول بسماع هاتف، وهو أن تسمع صوت لشخص ما هو في مكان آخر، وربما يكون من الموتى، ولكنك تسمع صوته بخبرك شيئاً أو يأتيك صوته بكلمات مبشرة أو منذرة تجاه أمر ما، وهو ما نعرفه في الأحلام وربما مرّ على بعضنا. ولكن هنا أيضاً قد نقع في نفس اللبس في أن ما يتعلق بالجلاء هو ليس ما يرى أو يسمع في المنام بل في اليقظة، كإدراك جديد موازٍ للحواس المادية في يقظتها ومنامها، حيث تنقل الرسالة في الأساس عن طريق العقل عبر الصوت.
وفي كتاب «الوسيط الروحي: الدليل التمهيدي لتطوير الوعي الروحي والحدسي» لمؤلفه غوردن سميث، هناك الكثير من الملاحظات التي قد نقف عليها بالرفض التام وعدم القبول لما يتعرض له من أفكار، لاسيما في فكرة الوسيط الروحي التي تناولها، ولكن جانب هام من ذلك ما تطرق إليه حول الجلاء السمعي «وهو يقوم على أساس صحيح وإن جرى تشويهه لاحقاً» قد عززه بالأمثلة من القديسين وأردت أن أورده هنا للقارئ، إذ أشار إلى أن «من أشهر الشخصيات في هذا المجال، هي القديسة جان دارك» التي سمعت هاتفاً «أوحى إليها بالقتال من أجل إعادة ملك فرنسا الحقيقي إلى عرشه» في القرن الخامس عشر الميلادي.
* اختلاج النبض:
أشرنا من قبل إلى أن قدرات الجلاء يمكن تقويتها من خلال تمارين عدة خاصة من بينها تمارين تقوية التركيز الذهني. وأن المجال وإن اعتراه كثير من التشويه والتشويش والوضع وأصبح لعبة بيد الدجالين والعرّافين إلاَّ أنه في جانب آخر يقوم على أسس صحيحة ذكر بعضها في المصادر الدينية وأخرى ذكرت في سير شخصيات تاريخية بارزة.
آخر ما تحدثنا عنه بالأمس كان الجلاء البصري، والذي قد نختصر مفهومه في «حدة الإدراك والقدرة على رؤية كل ما هو وراء نطاق البصر كرؤية قريب أو صديق يتعرض لحادث بالرغم من بعد المسافة بينهما، وما إلى ذلك». وكنا في وقت سابق قد ميزنا بين ما عرف بالكشف المنامي وبين الجلاء البصري أو الاستبصار، وفي تشابه جديد يتناول بعداً آخر لحاسة أخرى من حواسنا الخمس، هناك الجلاء السمعي أو ما يعرف بـ«الاستهتاف»، ولعل القارئين في كتب تفسير الأحلام والعارفين فيها أقرب إلى فهم هذا المعنى من غيرهم عند القول بسماع هاتف، وهو أن تسمع صوت لشخص ما هو في مكان آخر، وربما يكون من الموتى، ولكنك تسمع صوته بخبرك شيئاً أو يأتيك صوته بكلمات مبشرة أو منذرة تجاه أمر ما، وهو ما نعرفه في الأحلام وربما مرّ على بعضنا. ولكن هنا أيضاً قد نقع في نفس اللبس في أن ما يتعلق بالجلاء هو ليس ما يرى أو يسمع في المنام بل في اليقظة، كإدراك جديد موازٍ للحواس المادية في يقظتها ومنامها، حيث تنقل الرسالة في الأساس عن طريق العقل عبر الصوت.
وفي كتاب «الوسيط الروحي: الدليل التمهيدي لتطوير الوعي الروحي والحدسي» لمؤلفه غوردن سميث، هناك الكثير من الملاحظات التي قد نقف عليها بالرفض التام وعدم القبول لما يتعرض له من أفكار، لاسيما في فكرة الوسيط الروحي التي تناولها، ولكن جانب هام من ذلك ما تطرق إليه حول الجلاء السمعي «وهو يقوم على أساس صحيح وإن جرى تشويهه لاحقاً» قد عززه بالأمثلة من القديسين وأردت أن أورده هنا للقارئ، إذ أشار إلى أن «من أشهر الشخصيات في هذا المجال، هي القديسة جان دارك» التي سمعت هاتفاً «أوحى إليها بالقتال من أجل إعادة ملك فرنسا الحقيقي إلى عرشه» في القرن الخامس عشر الميلادي.
* اختلاج النبض:
أشرنا من قبل إلى أن قدرات الجلاء يمكن تقويتها من خلال تمارين عدة خاصة من بينها تمارين تقوية التركيز الذهني. وأن المجال وإن اعتراه كثير من التشويه والتشويش والوضع وأصبح لعبة بيد الدجالين والعرّافين إلاَّ أنه في جانب آخر يقوم على أسس صحيحة ذكر بعضها في المصادر الدينية وأخرى ذكرت في سير شخصيات تاريخية بارزة.