جميع دول العالم خشيت من تفشي فيروس كورونا في بلدانها عن طريق القادمين من الصين. لذلك وجهت جزءاً كبيراً من إجراءاتها الاحترازية للتعامل مع القادمين من الصين وشرق آسيا عامة. ولكن المفاجأة، خصوصاً لنا نحن في دول الخليج، أن الفيروس تفشى في بلداننا عن طريق إيران! المسألة لا علاقة لها مطلقاً بالحالة العنصرية المذهبية. فأسوأ الخلق، هم الطائفيون، الذين ينتهزون الأزمات وآلام الناس ليفرغوا شحنات الكراهية فيهم ويذرّون على جروحهم الملح للتشفي. ولكن المسألة تتعلق بسياسات دولة تعبر عن مستوى متدنٍّ من الحس بالمسؤولية الدولية، وربما حتى المسؤولية الوطنية.
على الرغم من كل شيء، يقف العالم بكل احترام للتنين الصيني الذي يواجه فيروس كورونا (كوفيد 19) بكل جدية، بل وشراسة. إجراءات طبية وأمنية مشددة واستثمار للعلم والابتكار والثروة البشرية الهائلة في حرب الصين ضد كورونا (كوفيد 19). والتزام شعبي وانضباط من مواطنيها على أعلى المستويات. حتى بدأت نسب التعافي من الفيروس تنافس تقارب التفشي. ولا يبدو الأمر على هذا النحو في إيران التي أخذت نسب التفشي فيها تنافس الصين. وإيران الدولة الوحيدة في العالم التي أصيب فيها هذا العدد الكبير من المسؤولين السياسيين. في قمة هرم السلطة، بل وتوفي بعضهم.
وفي الوقت الذي ترفع فيه كثير من الدول حالة الطوارئ في مواجهة الفيروس إلى المؤشر الأحمر، وينقطع أكثر من مائتين وخمسين مليون طفل في العالم عن الدراسة، استناداً إلى إحصائية «اليونسكو»، تبقى الأمور أبسط من ذلك في إيران. والمخالفة القانونية التي انكشفت بعد عودة الكثير من الخليجيين من إيران، إذ يعمد النظام الإيراني إلى عدم ختم جوازات بعض العابرين لحدوده، هي أشبه بتعامل نظام سياسي بأساليب التهريب. وهو سلوك يزيد من الشكوك الأمنية حول النشاطات التي يمكن أن ينخرط فيها زائرو إيران المجهولون من المواطنين الخليجيين أو غيرهم.
في الأمس القريب تدرجت المملكة العربية السعودية في إجراءات الحد من التدفق على الأراضي المقدسة، منعاً لأي حالة تفشي للفيروس في الأراضي السعودية وعلى مستوى العالم. فبدأت بتعليق منح تأشيرات العمرة لمن هم خارج السعودية. ثم علقت العمرة الداخلية. وأخيراً أغلقت الحرمين الشريفين من بعد صلاة العشاء إلى قبل صلاة الفجر، ومنعت الاعتكاف فيهما، وأغلقت مشارب ماء زمزم والمسجد القديم في الحرم النبوي بما فيه الروضة الشريفة، كما أغلقت مقبرة البقيع. في المقابل لم تعلن إيران بعد عن أي إجراء بهذا الخصوص في مواقعها المقدسة. مما يجعل دوران الفيروس باقياً على وتيرته بسبب تزاحم الزوار وجهل الفئات البسيطة منهم بخطورة المرض وكيفية الوقاية منه.
تدفق فيروس كورونا (كوفيد 19) إلى دول الخليج عبر إيران ليس أزمة مذهبية، بل هو انعكاس لسلوك النظام السياسي في إيران وسياساته اللامسؤولة تجاه مواطنيه أولاً، وتجاه الوافدين إليه من كل أنحاء العالم. الأمر الذي ارتد سلباً على مواطني دول الخليج. لذلك، لا تثيروا القضايا الطائفية في أزمتنا الجديدة مع النظام الإيراني. ولا تستفزوا وجدان الناس في معتقداتهم، ولا تؤذوهم في مقدساتهم. فالوحدة الوطنية هي قضية استقرار وأمن قومي أكثر منها أيديولوجيا ذاتية نختلف عليها في جلسة ترف فكري أو في جدل تفوح منه نعرات ماضوية. أما النقاش فيما هو سياسي، فهو الحديث الذي يقودنا إلى تقييم سياسات الدول حين تتحمل مسؤولياتها تجاه مواطنيها كما حدث في مملكة البحرين من إجراءات صحية وتنظيمية شملت جميع المواطنين على حد سواء وعلى القدر ذاته من الجودة والمساواة، التي حظيت بإشادة كبيرة من منظمة الصحة العالمية. ودول أخرى مثل إيران لم تكن نزيهة وشفافة في إعلان مستوى حالة تفشي الفيروس فيها. ومازال استغلالها للمسألة المذهبية يعوقها عن اتخاذ تدابير أمنية وطبية تحد من انتشاره.
إن حياة البشر وصحتهم هي واحدة من أقدس المقدسات. فأول نعمة منّ بها الله على البشر في جميع الأديان هي أن منحهم الحياة ابتداء، صيحة وسوية، إلى أن تولى بعض البشر العبث بها وإفسادها.
على الرغم من كل شيء، يقف العالم بكل احترام للتنين الصيني الذي يواجه فيروس كورونا (كوفيد 19) بكل جدية، بل وشراسة. إجراءات طبية وأمنية مشددة واستثمار للعلم والابتكار والثروة البشرية الهائلة في حرب الصين ضد كورونا (كوفيد 19). والتزام شعبي وانضباط من مواطنيها على أعلى المستويات. حتى بدأت نسب التعافي من الفيروس تنافس تقارب التفشي. ولا يبدو الأمر على هذا النحو في إيران التي أخذت نسب التفشي فيها تنافس الصين. وإيران الدولة الوحيدة في العالم التي أصيب فيها هذا العدد الكبير من المسؤولين السياسيين. في قمة هرم السلطة، بل وتوفي بعضهم.
وفي الوقت الذي ترفع فيه كثير من الدول حالة الطوارئ في مواجهة الفيروس إلى المؤشر الأحمر، وينقطع أكثر من مائتين وخمسين مليون طفل في العالم عن الدراسة، استناداً إلى إحصائية «اليونسكو»، تبقى الأمور أبسط من ذلك في إيران. والمخالفة القانونية التي انكشفت بعد عودة الكثير من الخليجيين من إيران، إذ يعمد النظام الإيراني إلى عدم ختم جوازات بعض العابرين لحدوده، هي أشبه بتعامل نظام سياسي بأساليب التهريب. وهو سلوك يزيد من الشكوك الأمنية حول النشاطات التي يمكن أن ينخرط فيها زائرو إيران المجهولون من المواطنين الخليجيين أو غيرهم.
في الأمس القريب تدرجت المملكة العربية السعودية في إجراءات الحد من التدفق على الأراضي المقدسة، منعاً لأي حالة تفشي للفيروس في الأراضي السعودية وعلى مستوى العالم. فبدأت بتعليق منح تأشيرات العمرة لمن هم خارج السعودية. ثم علقت العمرة الداخلية. وأخيراً أغلقت الحرمين الشريفين من بعد صلاة العشاء إلى قبل صلاة الفجر، ومنعت الاعتكاف فيهما، وأغلقت مشارب ماء زمزم والمسجد القديم في الحرم النبوي بما فيه الروضة الشريفة، كما أغلقت مقبرة البقيع. في المقابل لم تعلن إيران بعد عن أي إجراء بهذا الخصوص في مواقعها المقدسة. مما يجعل دوران الفيروس باقياً على وتيرته بسبب تزاحم الزوار وجهل الفئات البسيطة منهم بخطورة المرض وكيفية الوقاية منه.
تدفق فيروس كورونا (كوفيد 19) إلى دول الخليج عبر إيران ليس أزمة مذهبية، بل هو انعكاس لسلوك النظام السياسي في إيران وسياساته اللامسؤولة تجاه مواطنيه أولاً، وتجاه الوافدين إليه من كل أنحاء العالم. الأمر الذي ارتد سلباً على مواطني دول الخليج. لذلك، لا تثيروا القضايا الطائفية في أزمتنا الجديدة مع النظام الإيراني. ولا تستفزوا وجدان الناس في معتقداتهم، ولا تؤذوهم في مقدساتهم. فالوحدة الوطنية هي قضية استقرار وأمن قومي أكثر منها أيديولوجيا ذاتية نختلف عليها في جلسة ترف فكري أو في جدل تفوح منه نعرات ماضوية. أما النقاش فيما هو سياسي، فهو الحديث الذي يقودنا إلى تقييم سياسات الدول حين تتحمل مسؤولياتها تجاه مواطنيها كما حدث في مملكة البحرين من إجراءات صحية وتنظيمية شملت جميع المواطنين على حد سواء وعلى القدر ذاته من الجودة والمساواة، التي حظيت بإشادة كبيرة من منظمة الصحة العالمية. ودول أخرى مثل إيران لم تكن نزيهة وشفافة في إعلان مستوى حالة تفشي الفيروس فيها. ومازال استغلالها للمسألة المذهبية يعوقها عن اتخاذ تدابير أمنية وطبية تحد من انتشاره.
إن حياة البشر وصحتهم هي واحدة من أقدس المقدسات. فأول نعمة منّ بها الله على البشر في جميع الأديان هي أن منحهم الحياة ابتداء، صيحة وسوية، إلى أن تولى بعض البشر العبث بها وإفسادها.