كثير ما تحدث المفكرون والمثقفون في الفوائد المترتبة على فيروس كورونا، وما حمله من رسائل للتغيير شملت كافة مناحي حياتنا، فقد علمنا فيروس كورونا مراجعة البعد العقائدي لدينا والالتجاء إلى الله في جميع أمور حياتنا للسلامة والوقاية والكفاية، وعلمنا ضرورة الاهتمام بالعلم واستمرار البحث والاشتغال به من أجل ممارسة كثير من الأنشطة التي تتطلب تطبيق قوانين الكون العلمية كالفيزياء والكيمياء والبيولوجيا وغيرها، ولعلي أقف على وجه الخصوص على الطب، ولكن الرسالة الأعمق المرتبطة بالطب هي إعطاء الصحة الأولوية الكبرى في حياة الناس سواء من خلال جودة ونوعية الغذاء أو من خلال ممارسة الأنشطة البدنية الملائمة أو من خلال الاهتمام في الصحة النفسية أو حتى متابعة العلاج في المستشفيات حيث كثير من الناس يهملون ذلك. علمنا فيروس كورونا أننا بحاجة لمراجعة أنظمتنا الفكرية تجاه الكثير من الأمور، والحاجة الأعمق للرجوع إلى داخلنا وإجراء الترميمات اللازمة في أنفسنا من الداخل قبل ترميم المظهر الخارجي أو تزيينه على نحو زائف.
بالنسبة لي، وقد يبدو ذلك غريباً، فقد كنت ورقية بامتياز، صحيح أنني أتعامل مع التكنولوجيا في بعض أمور العمل والتواصل الشخصي، ولكن كثيراً من الأمور كنت أحب التعامل معها على نحو مباشر: الكتب الورقية بمعزل عن الكتب الإلكترونية إلاّ إذا لم أجدها ما يجعلني في خانة الاضطرار، دفع الفواتير عبر جهاز سداد بأوراق نقدية بدلاً من استخدام البطاقات البنكية، متابعة الأفلام والمسلسلات في وقتها عبر التلفزيون أو السينما بعيداً عن التطبيقات التي تتيح متابعتها مع مرونة الزمان والمكان. حضور الدورات التدريبية الاعتيادية التي تجمعني بالمدرب في قاعة واحدة حتى وإن تطلب ذلك السفر ومزيد من التكاليف المالية، بينما كان هناك الكثير من الدورات الإلكترونية التي أقول بأني لا أحبذها نظراً لعدم الاتصال المباشر بالمدرب وبقية المتدربين. وقس على ذلك كثيراً من الأمثلة الأخرى حتى في حياتي الشخصية وتواصلي مع المقربين جداً مني. قد يبدو ذلك مضحكاً جداً لاسيما بالنسبة لجيل التسعينات والألفين، ولكنها الحقيقة.
الجميل في الأمر أن كل ما رفضته من تكنولوجيا في وقت سابق، أصبح مصدر احتفاء لي في نهاية المطاف بفضل فيروس كورونا، وكأنني للتو أكتشف هذا العالم الإلكتروني الذي بات كثير من أطفالنا يعيشونه ويتفرجون على تراجع أمثالي ضاحكاً. للتو بدأت أفهم نظرتهم، إنها تماماً كنظرتنا في زمن فائت للطريقة التي تفكر بها جداتنا في بعض الأمور ونجد أننا متفوقون عليهم في بعض الجوانب الحياتية الأكثر تطوراً. أعتقد أن كثيرين عاشوا تجارب مشابهة لي في هذه الفترة.
* اختلاج النبض:
من الدروس المستفادة من فيروس كورونا، عيشوا في الزمان الذي تمرون به بمرونة، ولا توقفوا الزمن عند لحظة تعلمكم أو ممارساتكم الأولى، كونوا في حالة دائمة من التعلم واكتساب الجديد، ليس على مستوى واحد تحت مسمى التخصص أو مجالات الاهتمام وحسب، بل على كافة الأصعدة، بل ابدأوا بما هو خارج نطاق اهتماماتكم لضمان عدم تراجعكم فيه، فمجال الاهتمام يكفيكم للتطور فيه شغفكم وحافزكم الداخلي نحوه.
بالنسبة لي، وقد يبدو ذلك غريباً، فقد كنت ورقية بامتياز، صحيح أنني أتعامل مع التكنولوجيا في بعض أمور العمل والتواصل الشخصي، ولكن كثيراً من الأمور كنت أحب التعامل معها على نحو مباشر: الكتب الورقية بمعزل عن الكتب الإلكترونية إلاّ إذا لم أجدها ما يجعلني في خانة الاضطرار، دفع الفواتير عبر جهاز سداد بأوراق نقدية بدلاً من استخدام البطاقات البنكية، متابعة الأفلام والمسلسلات في وقتها عبر التلفزيون أو السينما بعيداً عن التطبيقات التي تتيح متابعتها مع مرونة الزمان والمكان. حضور الدورات التدريبية الاعتيادية التي تجمعني بالمدرب في قاعة واحدة حتى وإن تطلب ذلك السفر ومزيد من التكاليف المالية، بينما كان هناك الكثير من الدورات الإلكترونية التي أقول بأني لا أحبذها نظراً لعدم الاتصال المباشر بالمدرب وبقية المتدربين. وقس على ذلك كثيراً من الأمثلة الأخرى حتى في حياتي الشخصية وتواصلي مع المقربين جداً مني. قد يبدو ذلك مضحكاً جداً لاسيما بالنسبة لجيل التسعينات والألفين، ولكنها الحقيقة.
الجميل في الأمر أن كل ما رفضته من تكنولوجيا في وقت سابق، أصبح مصدر احتفاء لي في نهاية المطاف بفضل فيروس كورونا، وكأنني للتو أكتشف هذا العالم الإلكتروني الذي بات كثير من أطفالنا يعيشونه ويتفرجون على تراجع أمثالي ضاحكاً. للتو بدأت أفهم نظرتهم، إنها تماماً كنظرتنا في زمن فائت للطريقة التي تفكر بها جداتنا في بعض الأمور ونجد أننا متفوقون عليهم في بعض الجوانب الحياتية الأكثر تطوراً. أعتقد أن كثيرين عاشوا تجارب مشابهة لي في هذه الفترة.
* اختلاج النبض:
من الدروس المستفادة من فيروس كورونا، عيشوا في الزمان الذي تمرون به بمرونة، ولا توقفوا الزمن عند لحظة تعلمكم أو ممارساتكم الأولى، كونوا في حالة دائمة من التعلم واكتساب الجديد، ليس على مستوى واحد تحت مسمى التخصص أو مجالات الاهتمام وحسب، بل على كافة الأصعدة، بل ابدأوا بما هو خارج نطاق اهتماماتكم لضمان عدم تراجعكم فيه، فمجال الاهتمام يكفيكم للتطور فيه شغفكم وحافزكم الداخلي نحوه.