في عصرنا الحديث واتصال شعوب العالم بعضها ببعض، وتقارب المسافات بين الدول، كما أشار الصادق المصدوق سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه، إن في آخر الزمان – بما يعني قبل قيام الساعة –، من إشارات ذلك، تقارب الممالك بعضها ببعض، وبما يعني أيضاً، أن كلما زادت سرعة وسائل السفر، قل الوقت المستقطع، إذ إن سرعة سير الجمل أقل من سرعة الحصان، وسرعة الطائرة أكثر من سرعة السيارة، وهكذا حتى نصل قوله تعالى: «يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يومٍ كان مقداره ألف سنة مما تعدون»، ما أعظمه من تقريب لعقول البشر ليعلموا أن أجل الله آتٍ، وما نعده بعيداً، عنده تعالى قريباً كلمح البصر، وإذا أراد أمراً إنما يقول له كن فيكون، وهذا جزء من نظرية النسبية المكتشفة حديثاً.
هذا التقارب بين الدول والشعوب، له جانب إيجابي، وآخر سلبي، واركز هنا على جانب من جوانبه السلبية، فإذا أصاب وباء أو مرض معدٍ قوماً، فإنه ينتشر وبسرعة في البلدان المجاورة لذلك البلد والبلدان البعيدة، وقد يغزو العالم بأكمله. وتجربتنا جميعاً نحن الشعوب مع فيروس كورونا، الذي منشأه الصين، وبالتحديد في مدينة ووهان، كيف سرى وعم الكرة الأرضية في وقت قياسي، وتداعت الحكومات واتحدت وأخذت موقفاً صارماً ضده، ونشطت مراكز الأبحاث الطبية في كل زاوية من الزوايا، لإيجاد دواء فعال للقضاء عليه وإلا، فقد تفنى البشرية، مصداقاً لقوله تعالى: «ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذوقوا بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون».
المفاسد كثيرة، وزادت على المنافع، والناس في غمرة ساهون، ومن المفاسد تكالب أمم الأرض على حطام الدنيا، والصناعات الحربية على تنوعها وتأثيرها التدميري، ومناصرة القوي على الضعيف وغيرها من المفاسد التي يدمي لها الجبين، وغفلنا عن قوله تعالى: «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم».
فيما يتعلق بطرق الوقاية من فيروس كورونا، لم تترك الجهات الحكومية عندنا شاردة ولا واردة إلا وذكرتها، وجندت كل إمكانياتها لمحاربته، والحملات التوعوية مكثفة بكل وسائل الإعلام الحديثة، إضافة إلى الكوادر البشرية المؤهلة، وما يحتاجونه للقيام بواجبهم الوطني، والإنساني، إلا أنني أريد أن أُشير إلى ما يلي، قد يكون له تأثير إيجابي للوقاية:-
1- المعتاد عليه، أن إذا قضى الله أمره بانتقال فرد إلى جواره تعالى المعروف أن هناك في كل مقبرة أناساً مهمتهم القيام بواجب الغسل والتطييب والتكفين والصلاة على المتوفى والدعاء له وتشييعه بحزن ووقار إلى مثواه الأخير في هذه الدنيا، وكثير من الحاضرين، يشاركون في تلك الأعمال مع أنها من غير اختصاصاتهم، ومن المتوفين رحمهم الله تعالى قد يكون من بينهم مصاب بمرض معدٍ شديد العدوى وسريعها، وفيروس كورونا إحداها! لماذا لا نترك هذه المهمة لفريق متخصص ومدرب على تلك الأعمال الإنسانية النبيلة، وليس في حالة فيروس كورونا فقط، بل بصفة دائمة؟
2- بدل من حمل نعش الفقيد على الأكتاف توفير عربة ذات عجلات ووضع النعش عليها، ودفعها من قبل الأشخاص الموكلين لهذا الغرض، أو توفير سيارة إسعاف صغيرة للقيام بهذه المهمة في كل مقبرة، والأجر حاصل لكل من شارك، سواء بالحضور أو المشي في الجنازة أو من صلى صلاة الجنازة والدعاء له بالجنة ونعيمها، لنجرب، فقد تفيد التجربة.
3- كتب الله علينا نحن المسلمين خمس صلوات في اليوم والليلة، وهي الفرائض، وفي كل صلاة يجب علينا الوضوء، إلا من وثق من نفسه أنه على طهر منذ الصلاة السابقة، وإذا لم يكن كذلك وجب عليه الوضوء من جديد، ومن أجل ذلك يخلع نعليه أو حذاءه وجورابه، ويمشي حافي القدمين على أرض مبتلة، ويعلق بها ما يعلق من أوساخ وجراثيم، ويدخل المسجد وجزء من تلك الأوساخ والجراثيم قد تكون عالقة في قدميه، ويدوس على البسط أو «الزل» تتلوث، وأغلبنا يفعل ذلك دون قصد، فيصلي المصلون على تلك البسط، ويضعون جباههم، وبطون أيديهم عليها، فتنتقل تلك الأوساخ والجراثيم إليهم دون معرفة، ومن الواجب تثقيف المصلين بعدم مسح الوجوه ببطون أيديهم من بعد انقضاء الصلاة، إلا من بعد غسلها غسلاً جيداً، وبعض البسط رائحتها عفنة لقدمها.
4- تعميم استعمال «الفناجيل» الورقية بدلاً من الزجاجية في كل المناسبات وفي كل الأحوال.
5- الذين يعملون في المكاتب والذين يتصفحون الجرائد والكتب في المكتبات وفي البيوت، عادةً، غذا أرادوا قلب صفحة منها، بلوا السبابة من ريقهم لتسهيل التصفح، وهذه عادةً أيضاً فيها ما فيها من نقل الجراثيم والفيروسات إلى الآخرين، أو نقل الجراثيم والفيروسات إلى أنفسهم، والبديل بلل محارم ورقية بالماء واستعملها لترطيب إصبعك، أنا أعلم علم اليقين أننا شعب مثقف، إلا أننا نحتاج إلى النصيحة، والحكمة ضالة المؤمن، وهناك الكثير من النصائح التي يجب التنبيه إليها ونشرها للمحافظة على صحتنا.
6- قبل نومك اغسل قدميك جيداً خاصةً بين الأصابع بالماء والصابون، ومن ثم نشفهما، وهذه النصيحة خاصةً للذين ينتعلون النعل.
{{ article.visit_count }}
هذا التقارب بين الدول والشعوب، له جانب إيجابي، وآخر سلبي، واركز هنا على جانب من جوانبه السلبية، فإذا أصاب وباء أو مرض معدٍ قوماً، فإنه ينتشر وبسرعة في البلدان المجاورة لذلك البلد والبلدان البعيدة، وقد يغزو العالم بأكمله. وتجربتنا جميعاً نحن الشعوب مع فيروس كورونا، الذي منشأه الصين، وبالتحديد في مدينة ووهان، كيف سرى وعم الكرة الأرضية في وقت قياسي، وتداعت الحكومات واتحدت وأخذت موقفاً صارماً ضده، ونشطت مراكز الأبحاث الطبية في كل زاوية من الزوايا، لإيجاد دواء فعال للقضاء عليه وإلا، فقد تفنى البشرية، مصداقاً لقوله تعالى: «ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذوقوا بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون».
المفاسد كثيرة، وزادت على المنافع، والناس في غمرة ساهون، ومن المفاسد تكالب أمم الأرض على حطام الدنيا، والصناعات الحربية على تنوعها وتأثيرها التدميري، ومناصرة القوي على الضعيف وغيرها من المفاسد التي يدمي لها الجبين، وغفلنا عن قوله تعالى: «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم».
فيما يتعلق بطرق الوقاية من فيروس كورونا، لم تترك الجهات الحكومية عندنا شاردة ولا واردة إلا وذكرتها، وجندت كل إمكانياتها لمحاربته، والحملات التوعوية مكثفة بكل وسائل الإعلام الحديثة، إضافة إلى الكوادر البشرية المؤهلة، وما يحتاجونه للقيام بواجبهم الوطني، والإنساني، إلا أنني أريد أن أُشير إلى ما يلي، قد يكون له تأثير إيجابي للوقاية:-
1- المعتاد عليه، أن إذا قضى الله أمره بانتقال فرد إلى جواره تعالى المعروف أن هناك في كل مقبرة أناساً مهمتهم القيام بواجب الغسل والتطييب والتكفين والصلاة على المتوفى والدعاء له وتشييعه بحزن ووقار إلى مثواه الأخير في هذه الدنيا، وكثير من الحاضرين، يشاركون في تلك الأعمال مع أنها من غير اختصاصاتهم، ومن المتوفين رحمهم الله تعالى قد يكون من بينهم مصاب بمرض معدٍ شديد العدوى وسريعها، وفيروس كورونا إحداها! لماذا لا نترك هذه المهمة لفريق متخصص ومدرب على تلك الأعمال الإنسانية النبيلة، وليس في حالة فيروس كورونا فقط، بل بصفة دائمة؟
2- بدل من حمل نعش الفقيد على الأكتاف توفير عربة ذات عجلات ووضع النعش عليها، ودفعها من قبل الأشخاص الموكلين لهذا الغرض، أو توفير سيارة إسعاف صغيرة للقيام بهذه المهمة في كل مقبرة، والأجر حاصل لكل من شارك، سواء بالحضور أو المشي في الجنازة أو من صلى صلاة الجنازة والدعاء له بالجنة ونعيمها، لنجرب، فقد تفيد التجربة.
3- كتب الله علينا نحن المسلمين خمس صلوات في اليوم والليلة، وهي الفرائض، وفي كل صلاة يجب علينا الوضوء، إلا من وثق من نفسه أنه على طهر منذ الصلاة السابقة، وإذا لم يكن كذلك وجب عليه الوضوء من جديد، ومن أجل ذلك يخلع نعليه أو حذاءه وجورابه، ويمشي حافي القدمين على أرض مبتلة، ويعلق بها ما يعلق من أوساخ وجراثيم، ويدخل المسجد وجزء من تلك الأوساخ والجراثيم قد تكون عالقة في قدميه، ويدوس على البسط أو «الزل» تتلوث، وأغلبنا يفعل ذلك دون قصد، فيصلي المصلون على تلك البسط، ويضعون جباههم، وبطون أيديهم عليها، فتنتقل تلك الأوساخ والجراثيم إليهم دون معرفة، ومن الواجب تثقيف المصلين بعدم مسح الوجوه ببطون أيديهم من بعد انقضاء الصلاة، إلا من بعد غسلها غسلاً جيداً، وبعض البسط رائحتها عفنة لقدمها.
4- تعميم استعمال «الفناجيل» الورقية بدلاً من الزجاجية في كل المناسبات وفي كل الأحوال.
5- الذين يعملون في المكاتب والذين يتصفحون الجرائد والكتب في المكتبات وفي البيوت، عادةً، غذا أرادوا قلب صفحة منها، بلوا السبابة من ريقهم لتسهيل التصفح، وهذه عادةً أيضاً فيها ما فيها من نقل الجراثيم والفيروسات إلى الآخرين، أو نقل الجراثيم والفيروسات إلى أنفسهم، والبديل بلل محارم ورقية بالماء واستعملها لترطيب إصبعك، أنا أعلم علم اليقين أننا شعب مثقف، إلا أننا نحتاج إلى النصيحة، والحكمة ضالة المؤمن، وهناك الكثير من النصائح التي يجب التنبيه إليها ونشرها للمحافظة على صحتنا.
6- قبل نومك اغسل قدميك جيداً خاصةً بين الأصابع بالماء والصابون، ومن ثم نشفهما، وهذه النصيحة خاصةً للذين ينتعلون النعل.