في إحدى الروايات التي تعود للعصر الطباشيري قصة جميلة لا يحب أن يسمعها أحد، ولا يفهمها البعض. فالبعض تغشى عقولهم طبقة غليظة من الأنانية والفساد تحرمه من نعمة الفهم والإدراك.
وتقول أحداث هذه القصة إن قرية صغيرة يحيطها نهران، فكر بعض كبارها في كيفية استغلال هذا المورد، وخرجوا إلى أن أفضل وسيلة هي زراعة الأرز. وهنا قام زعيم القرية بوضع أحد الخبراء ليشكل فريقا من 30 مزارعا ويشرف على تعليمهم أصول وفنون الزراعة. وماهي إلا شهور معدودة حتى أصبحت هذه القرية جنة خضراء يفيض خيرها ويزيد، مما استدعى تدخل كبارها مجددا لإيجاد حل لما يفيض من الخيرات، وهنا تقرر أن يتم عرض الفائض على القرى المجاورة.
وبشكل غير متوقع، قبل العرض وأصبحت هذه القرية مورد لجميع القرى، وزاد خيرها بشكل ملفت، حتى اقترح أحدهم أنه يجب وضع مستشار وخبير يقدم أفكارا جديدة للمزارعين؛ حتى يزيد التنوع في الإنتاج والحجم.. فوافق الجميع على ذلك.
المستشار وضع خطة عشرية سماها «أكون أو لا أكون»، وأول توصياته أن يتم تحويل المزارع إلى مؤسسة وتعيين مجلس إدارة لها. تم تعيين مجلس إدارة مكون من 20 مديراً ولكل مدير 3 مساعدين.
وخلال أسابيع ظهر العمل بشكل نظامي جدا ومنسق، إلا أن قسم المحاسبة أظهر تقارير تقول إن حجم العوائد تقلص بشكل كبير!
ليجتمع مجلس الإدارة من جديد ليبحث مكمن الخلل، هل هو تسيب من قبل المزارعين؟ أم هناك من المزارعين من يختلس ويستحق العقاب؟ وبعد اجتماعات طويلة ومتواصلة لأيام وضعت دراسة أمامهم من خبير كبير في علم البحار «لا علاقة له بالزراعة»، مفادها أن التربة ضجرت من كثرة دعس المزارعين عليها، والحل في استبدال هذه المجموعة بمجموعة من قرى أخرى ويفضل أن تكون بعيدة.
ليقرر المجلس، تسريح نصف المزارعين واستقدام مجموعة جديدة من قرية «كله معلوم». وبعد سنة، يكتشف أحد الخبراء أن الخلل لم يكن في المزارعين، بل إن الخلل كان في عدم وجود مشرفين على هؤلاء المزارعين! فيقيم مجلس الإدارة حفلاً كبيراً ويقررون صرف مكافأة مجزية لمجلس الإدارة ويطلقون تصريحات عن خطط جديدة ونقلة مستقبلية نوعية، وفي نفس الوقت يقومون بتكريم ما تبقى من المزارعين المحليين بساعات يد «سيكو فاف» وإحالتهم للتقاعد!
{{ article.visit_count }}
وتقول أحداث هذه القصة إن قرية صغيرة يحيطها نهران، فكر بعض كبارها في كيفية استغلال هذا المورد، وخرجوا إلى أن أفضل وسيلة هي زراعة الأرز. وهنا قام زعيم القرية بوضع أحد الخبراء ليشكل فريقا من 30 مزارعا ويشرف على تعليمهم أصول وفنون الزراعة. وماهي إلا شهور معدودة حتى أصبحت هذه القرية جنة خضراء يفيض خيرها ويزيد، مما استدعى تدخل كبارها مجددا لإيجاد حل لما يفيض من الخيرات، وهنا تقرر أن يتم عرض الفائض على القرى المجاورة.
وبشكل غير متوقع، قبل العرض وأصبحت هذه القرية مورد لجميع القرى، وزاد خيرها بشكل ملفت، حتى اقترح أحدهم أنه يجب وضع مستشار وخبير يقدم أفكارا جديدة للمزارعين؛ حتى يزيد التنوع في الإنتاج والحجم.. فوافق الجميع على ذلك.
المستشار وضع خطة عشرية سماها «أكون أو لا أكون»، وأول توصياته أن يتم تحويل المزارع إلى مؤسسة وتعيين مجلس إدارة لها. تم تعيين مجلس إدارة مكون من 20 مديراً ولكل مدير 3 مساعدين.
وخلال أسابيع ظهر العمل بشكل نظامي جدا ومنسق، إلا أن قسم المحاسبة أظهر تقارير تقول إن حجم العوائد تقلص بشكل كبير!
ليجتمع مجلس الإدارة من جديد ليبحث مكمن الخلل، هل هو تسيب من قبل المزارعين؟ أم هناك من المزارعين من يختلس ويستحق العقاب؟ وبعد اجتماعات طويلة ومتواصلة لأيام وضعت دراسة أمامهم من خبير كبير في علم البحار «لا علاقة له بالزراعة»، مفادها أن التربة ضجرت من كثرة دعس المزارعين عليها، والحل في استبدال هذه المجموعة بمجموعة من قرى أخرى ويفضل أن تكون بعيدة.
ليقرر المجلس، تسريح نصف المزارعين واستقدام مجموعة جديدة من قرية «كله معلوم». وبعد سنة، يكتشف أحد الخبراء أن الخلل لم يكن في المزارعين، بل إن الخلل كان في عدم وجود مشرفين على هؤلاء المزارعين! فيقيم مجلس الإدارة حفلاً كبيراً ويقررون صرف مكافأة مجزية لمجلس الإدارة ويطلقون تصريحات عن خطط جديدة ونقلة مستقبلية نوعية، وفي نفس الوقت يقومون بتكريم ما تبقى من المزارعين المحليين بساعات يد «سيكو فاف» وإحالتهم للتقاعد!