سعد راشد
تكهن العديد من الخبراء والمحللين أن الفترة الانتقالية للإدارة الأمريكية بعد عملية الانتخاب، تتراكم بها مجموعة من القضايا التي لم تحسمها الإدارة السابقة، مما يتطلب إنهاءها بالشكل الذي تضمن عدم التصعيد على كافة المستويات لحين استلام الإدارة الجديدة.
ولكن مع إعادة انتخاب دونالد ترامب لرئاسة البيت الأبيض من جديد، هناك ملفات حساسة لم تحسم، أضف إلى أن الرئيس الحالي جو بايدن من أكثر الرؤساء الذين دعموا حرب أوكرانيا وإسرائيل، وهذا الدعم الذي تعتبره الإدارة الحالية هو من المرتكزات الأساسية في السياسة الخارجية لها، في حين أن ترامب يجد نفسه أمام قرارات مصيرية وأن اتخاذ أي خطوة خاطئة فيها قد يولد فوضى ليس من الصعب السيطرة عليها فحسب بل انخراط واشنطن في حروب استنزاف.
فالعملية الانتقالية للإدارة الأمريكية الجديدة مختلفة تماماً عما جرى بالسابق، فهي أمام منعطفات تاريخية مهمة تتمحور في التركيز على الأمن القومي الأمريكي، فبحسب وسائل الإعلام الأمريكية والمتتبعين هناك خروقات عديدة شهدت أمريكا في الأيام الماضية وكان أخطرها هو المنطاد الصيني وغيرها من الخروقات الموجودة بالإحاطات السرية التي يرفعها البنتاغون للرئيس الأمريكي.
وبالتالي، فأن تأثيرات المرحلة لا تختص بأمريكا فقط بل تأثيراتها تصل على العالم، لسبب واحد يتعلق بأن السياسات الخارجية قد لا تتغير ولكن التخوف هي طريقة معالجة القضايا، فالديمقراطيون كان لانسحابهم في أفغانستان مليئة بالمخاطرة وأثرت على المكانة الأمريكية، ودعم أوكرانيا وإسرائيل أسهما بشكل كبير في التأثير على نتائج الانتخابات، حيث روج الجمهوريين بأن الإدارة الحالية هي سبب ارتفاع تكاليف المعيشة وأنها تقوم بتحصيل الضرائب للمواطن الأمريكي وصرفها على دعم ميادين المعارك.
خلاصة الموضوع، أن المرحلة الانتقالية قد تشهد انفراجه أو تعقيد اكثر في الملفات الحالية وخاصة ملف غزة وأوكرانيا وسوريا والعراق أضف ذلك إلى اليمن وإيران، وأن ترامب لا يملك العصا السحرية لحلها، فهو سيضمن أن لا تؤثر على وعوده الانتخابية، ولكن بوجه نظري أن هذه الملفات تسببت بخسارة الحزب الديمقراطي هي نفسها التي سيكون لها السبب الرئيس في خسارة الحزب الجمهوري بالانتخابات القادمة، بمعنى أن الفترة الانتقالية ستكون ولادتها متعسرة، وعلى ترامب استيعاب أن قوة أمريكا قد تأثرت ليس على المستوى العسكري فقط حتى على مستوى الهيمنة التي حظيت بها في الحرب العالمية الثانية.