قال الله تعالى: «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين»، هذه الآية الكريمة من القرآن المجيد جاءت على لسان سيدنا يوسف بن يعقوب عندما استقبل والديه وإخوته، بعدما أنعم الله عليه بمقام كريم في مصر.
من هذه الآية نستدل على أن مصر منذ القدم تجري من تحتها الأنهار، والنهر هو مجرى مائي عذب، يحيي الإنسان والشجر والدواب، لذلك نرى أن أغلب الحضارات التي نشأت في غابر الزمان، ترعرعت وطاب عيش شعوبها على ضفاف الأنهار، ومنها مصر والهند وبلاد ما بين الرافدين مثالاً، وشعب مصر يعد من أعرق الشعوب وصناع الحضارات، بما على أرضها من شواهد حضارية ضاربة في القدم، وتقدر بأكثر من خمسة آلاف سنة قبل الميلاد، وما زالت أمم الأرض مندهشة أمام ذلك الإرث الشامخ، وعاجزة عن تفسير أكثر خباياه وأسراره.
وبعد البعثة النبوية الخاتمة وهجرة الرسول عليه السلام من مكة إلى المدينة المنورة، وقيام واستقرار دولة الإسلام فيها، أُمر صلى الله عليه وسلم أن يبلغ رؤساء وملوك ذلك الزمان، ومكاتبتهم بالدعوة إلى دين التوحيد، ومن تلك الرسائل التي أُرسلت، رسالة إلى مقوقس مصر، - كما وصلتنا رسالة مماثلة -، واستقبل مقوقس مصر الرسالة المحمدية بكل ترحاب وسرور، وأرسل مع الوفد الذي حمل الرسالة، هدايا ثمينة، كما يتهادى الملوك في زمانهم، ومعهم بنت من أعز بنات مصر وهي مارية القبطية، التي أنجبت من رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه، سيدنا إبراهيم عليه السلام الذي انتقل إلى جوار ربه وهو طفل.
وفي عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فتحت مصر، وأنهي الحكم الروماني منها، واعتنق الكثير من المصريين الإسلام ديناً، وصارت مصر قبلة للمسلمين في الأمصار الإسلامية السابقة، خاصة بعد بناء الأزهر الشريف، الذي يعد الحاضن الأول للإسلام، والمحافظة على القرآن الكريم وتدريس علومه إلى جانب الأحاديث النبوية، والأزهر الشريف الآن، جامعة، وتخرج منه جهابذة الأئمة من جميع الأمصار، وأول أزهري بحريني هو الشيخ أحمد المهزع ثم كمال المهزع رحمهما الله تعالى، والآن بين ظهرانينا الكثير من الأساتذة والمشايخ الأفاضل الذين نالوا شرف الدراسة في الأزهر الشريف.
ومنذ أوائل الخمسينيات من القرن الماضي كان للبعثة التعليمية المصرية الدور والفضل الكبير في تعليم أبناء البحرين، وآخر رئيس للبعثة الأستاذ الكبير محمد الغزاوي رحمه الله تعالى، كما لا أنسى الأساتذة الأفاضل من الدول العربية الأخرى، مثل العراق وسوريا ولبنان وفلسطين، وكان المنهج الدراسي في المدارس عندنا، هو نفس المنهج والكتب التي تدرس في مصر. وللحديث بقية.
{{ article.visit_count }}
من هذه الآية نستدل على أن مصر منذ القدم تجري من تحتها الأنهار، والنهر هو مجرى مائي عذب، يحيي الإنسان والشجر والدواب، لذلك نرى أن أغلب الحضارات التي نشأت في غابر الزمان، ترعرعت وطاب عيش شعوبها على ضفاف الأنهار، ومنها مصر والهند وبلاد ما بين الرافدين مثالاً، وشعب مصر يعد من أعرق الشعوب وصناع الحضارات، بما على أرضها من شواهد حضارية ضاربة في القدم، وتقدر بأكثر من خمسة آلاف سنة قبل الميلاد، وما زالت أمم الأرض مندهشة أمام ذلك الإرث الشامخ، وعاجزة عن تفسير أكثر خباياه وأسراره.
وبعد البعثة النبوية الخاتمة وهجرة الرسول عليه السلام من مكة إلى المدينة المنورة، وقيام واستقرار دولة الإسلام فيها، أُمر صلى الله عليه وسلم أن يبلغ رؤساء وملوك ذلك الزمان، ومكاتبتهم بالدعوة إلى دين التوحيد، ومن تلك الرسائل التي أُرسلت، رسالة إلى مقوقس مصر، - كما وصلتنا رسالة مماثلة -، واستقبل مقوقس مصر الرسالة المحمدية بكل ترحاب وسرور، وأرسل مع الوفد الذي حمل الرسالة، هدايا ثمينة، كما يتهادى الملوك في زمانهم، ومعهم بنت من أعز بنات مصر وهي مارية القبطية، التي أنجبت من رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه، سيدنا إبراهيم عليه السلام الذي انتقل إلى جوار ربه وهو طفل.
وفي عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فتحت مصر، وأنهي الحكم الروماني منها، واعتنق الكثير من المصريين الإسلام ديناً، وصارت مصر قبلة للمسلمين في الأمصار الإسلامية السابقة، خاصة بعد بناء الأزهر الشريف، الذي يعد الحاضن الأول للإسلام، والمحافظة على القرآن الكريم وتدريس علومه إلى جانب الأحاديث النبوية، والأزهر الشريف الآن، جامعة، وتخرج منه جهابذة الأئمة من جميع الأمصار، وأول أزهري بحريني هو الشيخ أحمد المهزع ثم كمال المهزع رحمهما الله تعالى، والآن بين ظهرانينا الكثير من الأساتذة والمشايخ الأفاضل الذين نالوا شرف الدراسة في الأزهر الشريف.
ومنذ أوائل الخمسينيات من القرن الماضي كان للبعثة التعليمية المصرية الدور والفضل الكبير في تعليم أبناء البحرين، وآخر رئيس للبعثة الأستاذ الكبير محمد الغزاوي رحمه الله تعالى، كما لا أنسى الأساتذة الأفاضل من الدول العربية الأخرى، مثل العراق وسوريا ولبنان وفلسطين، وكان المنهج الدراسي في المدارس عندنا، هو نفس المنهج والكتب التي تدرس في مصر. وللحديث بقية.