بفخر واعتزاز بالأقلام الوطنية الطيبة، احتفلت جمعية الصحفيين الإماراتية بمرور خمسة وعشرين عاماً على تأسيسها، في فعالية مميزة شهدت حضور شخصيات تمثل الاتحاد الدولي للصحفيين، واتحاد الصحفيين العرب، وضيوف من دول مختلفة شاركوا الإمارات فرحتها. هذا الحضور يعكس أن الإمارات، عندما تحتفي بإنجازاتها، تفخر بأقلامها الوطنية التي تحمل رسالتها النبيلة للعالم، وتحرص على مشاركة أشقائها العرب وأصدقائها، تأكيداً على قيم الوحدة والاعتزاز بالمكتسبات المشتركة.
الاحتفال لم يكن مجرد مناسبة لاستعراض الماضي؛ بل منصة لتكريم القلم الإماراتي الذي حمل الوطن في كل كلمة. الصحفيون والكتاب الإماراتيون كانوا دائماً صوت الإمارات وأقلامها الشريفة، دافعوا من خلال كلماتهم عن أرضهم ووطنهم، وعن أمن واستقرار بلادهم، متصدّين لكل من حاول استهداف الإمارات الغالية. من خلال صحفهم، حوّلوا الكلمة إلى سلاح يحمي الوطن ويُبرز مكانته. كل الاحترام والتقدير لهؤلاء الصحفيين، الذين كانوا خير ممثلين للقلم الإماراتي، وجعلوا الصحافة مرآة لحب الوطن والدفاع عنه.
الاحتفال أيضاً كان منصة لمناقشة قضايا محورية، أبرزها الحفاظ على دور الصحافة كسلطة رابعة في ظل تحديات إعلامية متسارعة. وجود اتحاد الصحفيين الدولي وممثليه يعكس المكانة العالمية التي وصلت إليها الصحافة الإماراتية، كما أكد حضور الأشقاء العرب أهمية التضامن الإعلامي. الإمارات، التي تؤمن بأن فرحتها لا تكتمل إلا بمشاركة أشقائها، جعلت من هذا الاحتفال تجسيداً للروابط العميقة التي تجمع دول المنطقة.
بفضل الرؤية الحكيمة التي جسّدها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، تَحقّق النجاح الكبير لجمعية الصحفيين الإماراتية. دعمهما للكلمة الصادقة وللأقلام الوطنية الطيبة جعل الصحافة الإماراتية منصة تُبرز إنجازات الوطن وتُعزّز استقراره.
وسط هذه الأجواء الاحتفالية، برزت لفتة جميلة بتكريم المؤسسين الأوائل للجمعية، وعلى رأسهم خالد عبدالله الزياني من البحرين، الذي كان له دور رائد في تأسيس الجمعية قبل 25 عاماً. هذا التكريم كان اعترافاً بدور البحرينيين في دعم الصحافة الخليجية وتعزيز التعاون الإعلامي. شعرت بفخر كبير وأنا أشاهد هذا التكريم المستحقّ لهذا الرجل، الذي لم يكن فقط من مؤسسي الجمعية، بل كان له فضل كبير في تأهيل الشباب الإعلاميين والصحفيين. قاد بإخلاص في هيئة الإذاعة والتلفزيون البحرينية، وكان أباً وأخاً لكل من عمل معه، يرشدهم بروح الدعم، وساهم في بناء أجيال غرس فيها القيم المهنية وجعل من خبرته نبراساً لكل قلم شريف.
ولا يُمكن الحديث عن هذا النجاح دون الإشارة إلى الدور القيادي لرئيسة الجمعية، فضيلة المعيني، التي أبدعت في قيادة الجمعية وإنجاح الحدث. وصولها للرئاسة يعكس وعي المجتمع الإماراتي بدور المرأة وإيمانها بقدرتها على القيادة. الأستاذة فضيلة قدّمت نموذجاً يُحتذى به للمرأة الإماراتية التي تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.
لقد كان الاحتفال شهادةً حيّةً على قوة الصحافة الإماراتية، التي ليست مجرّد أداة لنقل الأخبار، بل هي سلطة رابعة تُساهم في حماية القيم وتوطيد العلاقات الدولية، وهو ما أكدته الإمارات في هذا الاحتفال الذي جمع الأصدقاء والأشقاء. هذه الأقلام الطيبة التي كتبت بحب الوطن ستبقى دائماً ركيزة أساسية في الدفاع عن الإمارات وإبراز إنجازاتها للعالم.