تُسلط الأضواء على انهيارات لقطاعات اقتصادية كثيرة ومنها: قطاع السياحة، وقطاع السفر، وقطاع صناعة الطيران، وكذلك اهتز قطاع صناعة السيارات، وغيرها من الانهيارات الاقتصادية في قطاعات مختلفة، ولكن هذا الانهيار لا يعني بداية نهاية العالم كما يظن البعض، بل هي بداية جديدة لعالمنا الجديد، ففي زمن «كورونا» انتعشت قطاعات اقتصادية جديدة، وأهمها قطاع التكنولوجيا وخدمات الإنترنت فقد بات من أكبر القطاعات ربحية وزاد معدل استخدامها بنسب كبيرة، فقد كانت وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الهاتف لها دور فاعل في مواجهة فيروس «كورونا»، فمن خلالها نُفذت حملات التوعية الصحية، لمواجهة الفيروس ومن خلالها يتابع الأطباء المرضى والمصابين، ومن خلالها تقدم لهم الاستشارات الطبية، ومما أنعش استخدام المنصات الإلكترونية الاعتماد على تلك المنصات في التعليم، حيث بدأت المؤسسات التعليمة الاعتراف عن بعد كوسيلة للتعليم والتدريب، وتخرج آلاف الطلاب من جامعات عالمية من خلال التعلم في صفوف إلكترونية، وقد بدأت المؤسسات التعليمية في تطوير قدرات المعلمين في توظيف هذه التقنيات بشكل فاعل في عملية التعلم، لتنافس الصفوف الافتراضية الصفوف التقليدية «السبورة، والمقعد».

وتشهد المنصات الإلكترونية في مجال التجارة ازدهاراً وانتعاشاً تحدت بها وسائل التجارة التقليدية من محلات تجارية ومجمعات، حتى هزمتها وطرحتها خارج الملعب، لتكون هي اللاعب الوحيد في الساحة وتظفر بالملايين التي يدفعها المستهلك لشراء السلع.

والمنصات الإلكترونية وخدمات الإنترنت، لها دور كبير في انعاش وسائل التسلية المنزلية، من ألعاب إلكترونية، ومشاهدة أفلام ومسلسلات ومسرحيات وبرامج، وغيرها.

ويمكننا القول إن فيروس كورونا (كوفيد19) قد هدم قطاعات اقتصادية معينة وأنعش قطاعات أخرى منها وهو: قطاع التكنولوجيا والإنترنت، وفي تقديري أن هذا الوضع سيستمر فسلوك الإنسان سيتغير بعد عهد «كورونا»، وسيستمر الناس في استخدام تلك المنصات الإلكترونية «في التعليم، والصحة، والتجارة»، لتكون جزءاً من حياتهم، وليشكل قطاع التكنولوجيا القطاع الاقتصادي الأنشط الذي سيفتح فرص عمل، وسيحتوي القوى العاملة التي استغنت عنهم القطاعات الاقتصادية المنهارة، فلا نجزع من خسارة الوظائف بل علينا إعادة تدريب القوى العاملة لتتجه للعمل في قطاعات اقتصادية جديدة، وعلينا إعادة النظر في صناعة فرص الاستثمار في قطاع التكنولوجيات.. ودمتم أبناء قومي سالمين.