استوقفتني هذه الإجابة التي وضعتها عنواناً أعلاه للمقال، وأعني «المواطنة ليست درساً»، وهي إجابة لوكيل وزارة التربية والتعليم السابق الدكتور الفاضل عبدالله المطوع في لقاء صحيفة «الوطن» معه بالأمس، سؤال بشأن منهج المواطنة والتجربة المعنية بتدريسه.
إجابة الدكتور عبدالله تستحق التوقف عندها والتبحر فيها، وهنا سأوردها بالكامل، إذ أجاب: «المواطنة ليست درساً، ولا يمكن تجزئة المواطنة، فالمواطنة لا تلقن لأنها إحساس ويشعر بها الطالب منذ الصغر، وللبيت دور كبير فيها، فنحن نتحدث عن نتيجة يشترك فيها الجميع، فالارتقاء في المناهج أمر وإعطاء المعرفة في صورة تكاملية أمر مطلوب، إذاً أن المعرفة في هذا السياق لا تجزأ فهي كل متكامل».
نعم، المواطنة هي ليست فقط دروساً تعليمية نقدمها لأبنائنا، رغم أهمية هذا الأمر، بل هي إحساس يتم زرعه في الطفل منذ صغره، وللعائلة الدور الأساسي والأول في ذلك قبل مرحلة الروضة أو المدرسة، فالبيت هو أساس الانتماء للوطن، وهو المدرسة الأولى لكل شخص، فمتى ما كانت المواطنة أساساً من أساسات المنزل، كان أفراده متأثرين بالضرورة بهذا «الإحساس»، يظل معهم ولا يفقدونه.
وزارة التربية والتعليم، عبر وزيرها الدكتور الفاضل ماجد النعيمي ومعه الدكتور عبدالله المطوع آنذاك، وكوادر بحرينية مميزة أدخلوا منهج المواطنة في عام 2005 وطوروا «مشكورين» ما كنا نتعلمه سابقاً تحت مسمى «التربية الوطنية»، ومضت السنوات لتبين لنا في محطات مفصلية أهمية تعزيز الانتماء الوطني، وضرورة أن تكون المواطنة بالفعل «تأصيل» و «أساس» في كل مواطن بحريني يحب هذه الأرض وينتمي لها، وأنها ليست مادة علمية أو دروساً نحفظها، بل هي ما تشكل ملامحنا كمواطنين بحرينيين.
مدارسنا وعبر مناهجها الوطنية تزرع لدى أبنائها الطلبة كل هذه المفاهيم، لكن كما بينا وقلنا، وكما دأبت وزارة التربية والتعليم بنفسها على القول، وكما أكد الدكتور المطوع يظل البيت هو الأساس، هو المنشأ، وهو الانطلاقة لصناعة مواطنين مخلصين لوطنهم، والتعاون بين البيت والمدرسة عبر بناء العلاقة التشاركية في «صقل» و «تشكيل» الأبناء ضمن قالب وطني قوي، هي العلاقة المنشودة دائماً بين أعرق مؤسستين تعليميتين عرفها التاريخ «البيت والمدرسة».
أبناؤنا الصغار، هم الذين أنشأناهم على حب البحرين، وعلى الولاء لقيادتها، وعلى اعتبار ملكها دائماً مثلهم الأعلى والوالد الأسمى، مثلما أنشأنا آباؤنا على نفس هذا الحب والولاء والانتماء، وعليه نحن من نبدأ تدريس «المواطنة» منذ ولادتهم، إذ كم منكم بعدما يقرأ الأذان في أذن مولوده ألبسه «بشكل لا شعوري» ما يرمز لألوان علم الوطن، أو علمه منذ نعومة أنامله ماذا يعني الوطن.
الوطنية إحساس، وإيمان في القلب، نعم تدريسها أمر هام لتثبت وترسخ، لكن الأساس يظل أساساً، فأسسوا أبناءكم ليبروا وطنهم كما تريدون أن يبروكم.
{{ article.visit_count }}
إجابة الدكتور عبدالله تستحق التوقف عندها والتبحر فيها، وهنا سأوردها بالكامل، إذ أجاب: «المواطنة ليست درساً، ولا يمكن تجزئة المواطنة، فالمواطنة لا تلقن لأنها إحساس ويشعر بها الطالب منذ الصغر، وللبيت دور كبير فيها، فنحن نتحدث عن نتيجة يشترك فيها الجميع، فالارتقاء في المناهج أمر وإعطاء المعرفة في صورة تكاملية أمر مطلوب، إذاً أن المعرفة في هذا السياق لا تجزأ فهي كل متكامل».
نعم، المواطنة هي ليست فقط دروساً تعليمية نقدمها لأبنائنا، رغم أهمية هذا الأمر، بل هي إحساس يتم زرعه في الطفل منذ صغره، وللعائلة الدور الأساسي والأول في ذلك قبل مرحلة الروضة أو المدرسة، فالبيت هو أساس الانتماء للوطن، وهو المدرسة الأولى لكل شخص، فمتى ما كانت المواطنة أساساً من أساسات المنزل، كان أفراده متأثرين بالضرورة بهذا «الإحساس»، يظل معهم ولا يفقدونه.
وزارة التربية والتعليم، عبر وزيرها الدكتور الفاضل ماجد النعيمي ومعه الدكتور عبدالله المطوع آنذاك، وكوادر بحرينية مميزة أدخلوا منهج المواطنة في عام 2005 وطوروا «مشكورين» ما كنا نتعلمه سابقاً تحت مسمى «التربية الوطنية»، ومضت السنوات لتبين لنا في محطات مفصلية أهمية تعزيز الانتماء الوطني، وضرورة أن تكون المواطنة بالفعل «تأصيل» و «أساس» في كل مواطن بحريني يحب هذه الأرض وينتمي لها، وأنها ليست مادة علمية أو دروساً نحفظها، بل هي ما تشكل ملامحنا كمواطنين بحرينيين.
مدارسنا وعبر مناهجها الوطنية تزرع لدى أبنائها الطلبة كل هذه المفاهيم، لكن كما بينا وقلنا، وكما دأبت وزارة التربية والتعليم بنفسها على القول، وكما أكد الدكتور المطوع يظل البيت هو الأساس، هو المنشأ، وهو الانطلاقة لصناعة مواطنين مخلصين لوطنهم، والتعاون بين البيت والمدرسة عبر بناء العلاقة التشاركية في «صقل» و «تشكيل» الأبناء ضمن قالب وطني قوي، هي العلاقة المنشودة دائماً بين أعرق مؤسستين تعليميتين عرفها التاريخ «البيت والمدرسة».
أبناؤنا الصغار، هم الذين أنشأناهم على حب البحرين، وعلى الولاء لقيادتها، وعلى اعتبار ملكها دائماً مثلهم الأعلى والوالد الأسمى، مثلما أنشأنا آباؤنا على نفس هذا الحب والولاء والانتماء، وعليه نحن من نبدأ تدريس «المواطنة» منذ ولادتهم، إذ كم منكم بعدما يقرأ الأذان في أذن مولوده ألبسه «بشكل لا شعوري» ما يرمز لألوان علم الوطن، أو علمه منذ نعومة أنامله ماذا يعني الوطن.
الوطنية إحساس، وإيمان في القلب، نعم تدريسها أمر هام لتثبت وترسخ، لكن الأساس يظل أساساً، فأسسوا أبناءكم ليبروا وطنهم كما تريدون أن يبروكم.