أواصل الحديث عن الليبرالية الاجتماعية المتوقع انتشارها في منطقتنا. وأرى أننا في بدايات تشكل هذا المد الجديد ولكن أعتقد في نفس الوقت أن تغلغل وانتشار الليبرالية بمضمونها الحالي الإباحي المعروف في الغرب سيصطدم بحواجز أبرزها المجتمع نفسه وأخمن أنها ستختلط بمفاهيم وعادات راسخة لتولد لنا ليبراليين «جكويتو».
المجتمعات نوعان، الفردية والجماعية. الفردية تنتشر في الغرب ومن صفاتها تقديس الحرية الشخصية وتشجيع استقلالية الفرد والتعويل عليه في النهضة والتقدم وبناء الحضارة وإبقاءها مستمرة. أما نحن هنا - وفي أغلب دول الشرق للعلم - فالمجتمع جماعي، ويضع قيمة عالية لرأي وقيم وعادات الجماعة، فالأسرة الكبيرة والقبيلة لهما ثقلهما الواضح في هذا النوع من المجتمعات، بالإضافة إلى الدين بلا شك.
الليبرالية في جانبها الاجتماعي «أي التحرر من عادات و تقاليد المجتمع وحتى دينه واعتناق مبدأ الحرية الشخصية المطلقة» ما هي إلا نتاج طبيعي للمجتمعات الفردية الغربية وتتأقلم نسبياً مع فكرها الحديث. لكن أن تجد الليبرالية الاجتماعية موطئ قدم في المجتمعات الجماعية الشرقية تحديداً فالموضوع يحتاج إلى وقفة وبحث.
في مجتمعاتنا رأي الجماعة فيها لا يزال له اعتبار وثقل وأهمية. ومن الصعب أن يخرج الفرد عندنا عن فكر ورأي محيطه الصغير أو الكبير دون أن يواجه صعوبات وتحديات تتراوح ما بين الانتقاد والرفض وتصل إلى النبذ.
نعم، من المتوقع في الأيام المقبلة أن يضرب الكثيرون عرض الحائط قيم ومباديء مجتمعاتهم الخليجية، هذا لا جدال فيه. لكن سيبقى السواد الأعظم يمارس حياته تماماً مثل ما يقتضيه منه دينه وتقتضي منه عاداته وأعرافه التي ورثها، فاختراق فكر دخيل لمجتمع جماعي الطباع أمر ليس بالهين ولا يحصل إلا بنسب ضئيلة.
اليابان والصين والهند مثال صريح على ذلك، فلأنها مجتمعات جماعية لم تستطع أن تسيطر عليها الليبرالية الاجتماعية الداعية لتعزيز حقوق الفرد على الجماعة على الرغم من تطورها العلمي والتكنولوجي واقتباسها الكثير من مفاهيم العمل عند دول الغرب. فهذه البلدان مازال الأغلبية فيها على نهج آبائهم وأجدادهم اجتماعيا ويضعون اعتباراً كبيراً لرأي المحيط منهم من الناس.
وفي نفس السياق، يضحكني بعض دعاة الليبرالية في مجتمعاتنا، فهم أبعد ما يكونون عن الليبرالية الحقيقية. فالرجل إذا شرب الكحول وكي يتجنب أن يطلق عليه لقب عاصي، يلصق نفسه بالليبرالية ويدعي أنه ليبرالي لأن وقع المصطلح أجمل على الأذن! والمرأة إذا لبست ملابس البحر وأظهرت أغلب أجزاء جسدها للملأ وكي تبعد عنها تهمة الخروج عن تعاليم الدين وثوابت المجتمع تسارع لتطلق على نفسها لقب ليبرالية لنفس السبب. لكن في الواقع، الرجل أو المرأة حتى وإن ارتكبا بعض «المعاصي» إلا أن ذلك لا يجعلهما لا من بعيد أو قريب ليبراليين.
فشارب الكحول لا يمكن أن يقبل مثلاً، أن يزور بيته شاب ليستأذنه في اصطحاب ابنته أو أخته في موعد غرامي. ولابسة «البكيني» لا ترضى أن يعاشرها رجل معاشرة الأزواج قبل أن يوقع عقد النكاح. والمعروف، أن كليهما إذا جاء رمضان صاماه!
المجتمعات نوعان، الفردية والجماعية. الفردية تنتشر في الغرب ومن صفاتها تقديس الحرية الشخصية وتشجيع استقلالية الفرد والتعويل عليه في النهضة والتقدم وبناء الحضارة وإبقاءها مستمرة. أما نحن هنا - وفي أغلب دول الشرق للعلم - فالمجتمع جماعي، ويضع قيمة عالية لرأي وقيم وعادات الجماعة، فالأسرة الكبيرة والقبيلة لهما ثقلهما الواضح في هذا النوع من المجتمعات، بالإضافة إلى الدين بلا شك.
الليبرالية في جانبها الاجتماعي «أي التحرر من عادات و تقاليد المجتمع وحتى دينه واعتناق مبدأ الحرية الشخصية المطلقة» ما هي إلا نتاج طبيعي للمجتمعات الفردية الغربية وتتأقلم نسبياً مع فكرها الحديث. لكن أن تجد الليبرالية الاجتماعية موطئ قدم في المجتمعات الجماعية الشرقية تحديداً فالموضوع يحتاج إلى وقفة وبحث.
في مجتمعاتنا رأي الجماعة فيها لا يزال له اعتبار وثقل وأهمية. ومن الصعب أن يخرج الفرد عندنا عن فكر ورأي محيطه الصغير أو الكبير دون أن يواجه صعوبات وتحديات تتراوح ما بين الانتقاد والرفض وتصل إلى النبذ.
نعم، من المتوقع في الأيام المقبلة أن يضرب الكثيرون عرض الحائط قيم ومباديء مجتمعاتهم الخليجية، هذا لا جدال فيه. لكن سيبقى السواد الأعظم يمارس حياته تماماً مثل ما يقتضيه منه دينه وتقتضي منه عاداته وأعرافه التي ورثها، فاختراق فكر دخيل لمجتمع جماعي الطباع أمر ليس بالهين ولا يحصل إلا بنسب ضئيلة.
اليابان والصين والهند مثال صريح على ذلك، فلأنها مجتمعات جماعية لم تستطع أن تسيطر عليها الليبرالية الاجتماعية الداعية لتعزيز حقوق الفرد على الجماعة على الرغم من تطورها العلمي والتكنولوجي واقتباسها الكثير من مفاهيم العمل عند دول الغرب. فهذه البلدان مازال الأغلبية فيها على نهج آبائهم وأجدادهم اجتماعيا ويضعون اعتباراً كبيراً لرأي المحيط منهم من الناس.
وفي نفس السياق، يضحكني بعض دعاة الليبرالية في مجتمعاتنا، فهم أبعد ما يكونون عن الليبرالية الحقيقية. فالرجل إذا شرب الكحول وكي يتجنب أن يطلق عليه لقب عاصي، يلصق نفسه بالليبرالية ويدعي أنه ليبرالي لأن وقع المصطلح أجمل على الأذن! والمرأة إذا لبست ملابس البحر وأظهرت أغلب أجزاء جسدها للملأ وكي تبعد عنها تهمة الخروج عن تعاليم الدين وثوابت المجتمع تسارع لتطلق على نفسها لقب ليبرالية لنفس السبب. لكن في الواقع، الرجل أو المرأة حتى وإن ارتكبا بعض «المعاصي» إلا أن ذلك لا يجعلهما لا من بعيد أو قريب ليبراليين.
فشارب الكحول لا يمكن أن يقبل مثلاً، أن يزور بيته شاب ليستأذنه في اصطحاب ابنته أو أخته في موعد غرامي. ولابسة «البكيني» لا ترضى أن يعاشرها رجل معاشرة الأزواج قبل أن يوقع عقد النكاح. والمعروف، أن كليهما إذا جاء رمضان صاماه!