فوز الفريق الأول للكرة الطائرة بنادي دار كليب بأغلى كؤوس اللعبة -كأس سمو ولي العهد- لم يأتِ من فراغ أو بمحظ الصدفة والحظ، بل جاء كنتيجة حتمية للعمل الإداري والفني القائم على خطط واستراتيجيات انتهجها رجال وشباب قرية داركليب الواعدة من الأوفياء والمخلصين لهذه القرية ولهذا الكيان الملقب بـ«عنيد الدار».

ليست هذه أول بطولة ينتزعها أبناء هذا النادي المتواضع الإمكانيات المادية متفوقاً على أندية كبيرة بالمسمى وبالإمكانيات المادية والبشرية، بل هي امتداد لبطولات وإنجازات محلية وخارجية مثل فيها مملكة البحرين تمثيلاً مشرفاً وأثبت أن العنصر البشري البحريني قادر على مواجهة كل التحديات بفضل ما يتميز به من ثقافة متحضرة وموهبة متميزة، فقط يحتاج لمن يثق به وبإمكانياته ويأخذ بيده وهذا ما ينهجه نادي دار كليب في مجال الكرة الطائرة -اللعبة الرئيسة بالنادي- حيث يركز اهتماماته على القاعدة من أبناء القرية وفق برامج تدريبية مدروسة الأمر الذي جعله يهيمن على ألقاب المسابقات العمرية في السنوات الأخيرة حاله كحال نادي النصر الذي كان مثالاً يحتذى به في هذا الجانب.

لذلك نجح النادي «البنفسجي» أيما نجاح في بناء قاعدة كبيرة من اللاعبين استفاد منهم في حصد الألقاب البطولية كما استفاد من صفقات انتقال البعض منهم إلى الأندية المحلية والتي ما تزال تظهر تألقها بألوان تلك الأندية.

رغم الموجة «الاحترافية» لعدد من نجوم الفريق فقد ظل الفريق البنفسجي محافظاً على قوته وعلى مكانته كضلع من أضلاع المربع الذهبي للعبة بل وأصبح من الروافد الأساسية للمنتخبات الوطنية في مختلف الفئات.

هنا تبرز أهمية البناء السليم بالاعتماد على القاعدة وخصوصاً القاعدة ذات الصلة بالمنطقة أو المدينة أو القرية التي ينتمي إليها هذا النادي أو ذاك فهذه الميزة الانتمائية ترفع من سقف التحديات لدى اللاعب وتزيد من معدل غيرته على ناديه فيتضاعف عطاؤه وإنتاجيته في الملعب وترتفع أسهمه «الاحترافية» محلياً وخارجياً.

العمل الاستراتيجي الذي يقوم به نادي دار كليب في مجال لعبة الكرة الطائرة يعد أنموذجاً مثالياً لمن يريد أن يبني فريقاً رياضياً مميزاً فله منا كل التهنئة بالفوز بأغلى كؤوس الطائرة وله منا كل التقدير على ما يقوم به من عمل منظم لخدمة الرياضة البحرينية عامة والكرة الطائرة «الحمراء» خاصة.