النمذجة أو كما تسمى «التعلم بالقدوة»، من أسمى الإستراتيجيات في التربية، فمن وجهة نظري المتواضعة فإنه لا يجب المغالاة في تربية الأبناء بإسداء النصح والإرشاد لهم بشكل متكرر، ففي الأخير ستكون المحصلة ما عهدوا عليه آباءهم وأمهاتهم. ولعل الإرث والهوية البحرينية اختزلت ما أقول في عدد من الأمثال الشعبية مثل «الحب يطلع على بذره» كناية عن أن الأبناء يكونون مشابهين في التصرفات لآبائهم.

يلفت نظري حرص سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة على تواجد أبنائه معه في مختلف المحافل، ولا يكون تواجدهم حفظهم الله بدافع المشاركة الرسمية والتقاط بعض الصور الرسمية لإثبات التواجد في هذه المحافل، بل من خلال المشاركة الحقة والتفاعلية مع الجميع. فتواجدهم ولعبهم مع أبناء الشهداء وهي العادة السنوية التي اعتدنا عليها مؤشر على أن سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة يعتبر جميع أبناء الشهداء كأبنائه.

لم يلفت نظري استقبال سمو الشيخ ناصر للطفل الكفيف محمد علي حسين مكي الذي كان يحلم أن يكون فارساً، لإيماني المطلق بأن سمو الشيخ ناصر هو «ناصر لجميع المستضعفين» وهو الذي لا يتردد مطلقا في الاستجابة لكل نداء إنساني. ما شد نظري فعلا خلال مقابلة سموه لهذا البطل الصغير هو حرص سمو الشيخ ناصر على تواجد أبنائه من أجل استقبال هذا الطفل الكفيف، ومشاركتهم له تفاصيل هذا اليوم الاستثنائي. وكأن هناك رسالة إنسانية يريد أن يوصلها سمو الشيخ ناصر لكل من الطفل محمد علي وأنجال سموه الكرام. فأما الرسالة التي يوجهها سموه للطفل محمد علي فهي أنه بطل وأن سموه سيهتم به كما يهتم بأبنائه حفظهم الله، وأما الرسالة التي يوجهها لأبناء سموه حفظهم الله فهي أن يكونوا حليمين رؤوفين عطوفين على الجميع.

* رأيي المتواضع:

جبر الخواطر ميزة لا يعرفها إلا ذوو النفوس السامية، لا أعرف ما هو شعور الفارس محمد علي مكي، هذا الاسم الذي طلب منا سمو الشيخ ناصر بن حمد أن نتذكره، ولكني أجزم بأن سمو الشيخ ناصر بما قام به من خلال مقابلته لهذا البطل الذي نأمل أن نراه يرفع اسم البحرين عاليا قد «طيب خاطره».. ولا شك في أن أبناء سمو الشيخ ناصر تعلموا مزيداً من الحكم في الحياة من خلال تفاصيل هذا اليوم المميز.