تلقى الكثيرون الخبر المفاجىء بإلغاء فترة الحجر المنزلي لمدة عشرة أيام بعد العودة من السفر بفرحة كبيرة. وأذكر أنني كنت جالساً مع الأصدقاء عندما تداولت وسائل التواصل الخبر فقام واحد منهم وقفز من مكانه مبتهجاً! أما الباقون فارتسمت على وجوههم ابتسامات عريضة وانشغل البعض منهم فوراً في البحث في المواقع الإلكترونية لحجز تذكرة لأي جهة قريبة.
والمؤكد أن العقد الأخير شهد إقبالاً منقطع النظير على السفر من قبل جميع طبقات المجتمع وهو ما لم يكن سائداً قبل ذلك. فلم يعد السفر حكراً على الطبقة ميسورة الحال أو رجال الأعمال أو المضطرين لمغادرة بلادهم لتلقي العلاج في الخارج بل أصبح يشمل الغني ومتواضع الإمكانيات ومن لديه عمل وصفقات خارجية والموظف العادي والمضطر وغير المضطر.
فما الذي غير الحال؟
الإجابة في مقال منشور في أحد أشهر مواقع السفر والسياحة العالمية والذي ذكر العديد من الأسباب لإقبال الناس على السفر مؤخراً وأغلبها بديهي ومفهوم ومنها انخفاض أسعار تذاكر الطيران بسبب المنافسة وسهولة الحجز وتغير الحجز عن طريق الإنترنت وانتشار وسائل التواصل التي تغري المتابع بمناظر جذابة في بلدان بعيدة. وذكر المقال أيضاً أسباباً لا يتم عادة التصريح بها علناً وهي السفر من أجل البحث عن الحب أو السفر لرغبة في تذوق الطعام أو السفر من أجل ملء حساب الانستغرام الشخصي بالصور!
ولا أستغرب كثيراً من السببين الأوليين -غير المعلنين- فالأول كان وسيبقى هدفاً أساسياً لجمع غفير من الباحثين والباحثات عن شريك حياة أو حتى قصة حب خاطفة تشعل عواطفهم خاصة إذا تضاءلت خياراتهم في بلدانهم. أما السبب الثاني وهو تذوق الطعام، فهو أمر وصل إلى درجة الهوس عند شريحة كبيرة من الناس وموضة وتفاخر عند بعضهم مع الأسف.
لكن، من يحمل نفسه عناء وتكاليف السفر من أجل صورة للانستغرام أو غيره، فهذا أمر لا يمكن أن يكون سوى هدر للمال والوقت حتى لو كنا في عصر الصورة كما يقال. وأتفهم لهفة مصور محترف متخصص في تصوير المناظر الطبيعية في اقتناص صورة مميزة تضاف إلى رصيده وتعطيه أفضلية على غيره إذا عبر البحار أو غاص فيها بحثاً عن منظر مبهر، فهذا عمله والاجتهاد في العمل مطلوب. أما، من هو بعيد هواية وعملاً عن التصوير فلا مبرر له إطلاقاً.
يقول الشاعر:
ما العقل إلا زينةٌ ... سبحان من أخلاك منهُ
قُسمت علي الناس العقول ... وكان أمراً غبت عنه
فيا من تسافر من أجل صورة، اعذرني على صراحتي، غاب عنك العقل!
والمؤكد أن العقد الأخير شهد إقبالاً منقطع النظير على السفر من قبل جميع طبقات المجتمع وهو ما لم يكن سائداً قبل ذلك. فلم يعد السفر حكراً على الطبقة ميسورة الحال أو رجال الأعمال أو المضطرين لمغادرة بلادهم لتلقي العلاج في الخارج بل أصبح يشمل الغني ومتواضع الإمكانيات ومن لديه عمل وصفقات خارجية والموظف العادي والمضطر وغير المضطر.
فما الذي غير الحال؟
الإجابة في مقال منشور في أحد أشهر مواقع السفر والسياحة العالمية والذي ذكر العديد من الأسباب لإقبال الناس على السفر مؤخراً وأغلبها بديهي ومفهوم ومنها انخفاض أسعار تذاكر الطيران بسبب المنافسة وسهولة الحجز وتغير الحجز عن طريق الإنترنت وانتشار وسائل التواصل التي تغري المتابع بمناظر جذابة في بلدان بعيدة. وذكر المقال أيضاً أسباباً لا يتم عادة التصريح بها علناً وهي السفر من أجل البحث عن الحب أو السفر لرغبة في تذوق الطعام أو السفر من أجل ملء حساب الانستغرام الشخصي بالصور!
ولا أستغرب كثيراً من السببين الأوليين -غير المعلنين- فالأول كان وسيبقى هدفاً أساسياً لجمع غفير من الباحثين والباحثات عن شريك حياة أو حتى قصة حب خاطفة تشعل عواطفهم خاصة إذا تضاءلت خياراتهم في بلدانهم. أما السبب الثاني وهو تذوق الطعام، فهو أمر وصل إلى درجة الهوس عند شريحة كبيرة من الناس وموضة وتفاخر عند بعضهم مع الأسف.
لكن، من يحمل نفسه عناء وتكاليف السفر من أجل صورة للانستغرام أو غيره، فهذا أمر لا يمكن أن يكون سوى هدر للمال والوقت حتى لو كنا في عصر الصورة كما يقال. وأتفهم لهفة مصور محترف متخصص في تصوير المناظر الطبيعية في اقتناص صورة مميزة تضاف إلى رصيده وتعطيه أفضلية على غيره إذا عبر البحار أو غاص فيها بحثاً عن منظر مبهر، فهذا عمله والاجتهاد في العمل مطلوب. أما، من هو بعيد هواية وعملاً عن التصوير فلا مبرر له إطلاقاً.
يقول الشاعر:
ما العقل إلا زينةٌ ... سبحان من أخلاك منهُ
قُسمت علي الناس العقول ... وكان أمراً غبت عنه
فيا من تسافر من أجل صورة، اعذرني على صراحتي، غاب عنك العقل!