لقد تشرفت بالمشاركة في منتدى الإعلام الرياضي الذي نظمته مؤخراً لجنة الإعلام الرياضي بجمعية الصحافيين البحرينية عبر الاتصال المرئي بمشاركة نخبة من الزملاء المنتمين إلى الوسط الإعلامي البحريني بالإضافة إلى نخبة أخرى من الزملاء الإعلاميين الرياضيين العرب بينهم رئيس الاتحاد العربي للصحافة الرياضية الأستاذ محمد جميل عبد القادر ورئيس الاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية الأستاذ سطام السهلي.

المنتدى الذي امتد لما يقارب الثلاث ساعات تطرق إلى محاور أساسية في البنية الإعلامية عامة والإعلامية الرياضية خاصة على الصعيدين المحلي والعربي وقد تناولت هذه المحاور الجانب النقدي ومدى انعكاساته على المنظومة الرياضية، بالإضافة إلى الإعلام الإلكتروني الجديد ومدى تأثيره على الإعلام التقليدي إلى جانب مستقبل الصحافة الورقية.

المنتدى كشف عن واقع الصحافة الرياضية العربية بشكل عام وواقع الصحافة والإعلام الرياضي البحريني بشكل خاص ويكاد الجميع يتفق على تراجع الجانب النقدي خصوصاً في الصحافة المقروءة التي تحولت الى صحافة «منسوخة» لاعتمادها الكبير على نشر ما يصلها «معلباً» من اللجان الإعلامية التابعة للأندية والاتحادات الرياضية لدرجة أن القارئ أصبح يكتفي بقراءة صحيفة واحدة نظراً لتطابق المواد المنشورة في بقية الصحف!

لم يعد هناك جهود شخصية وسبق صحافي يميز هذه المطبوعة عن تلك إلا نادراً جداً، بل أنه حتى تغطية المسابقات المحلية الرئيسة تقلصت مساحاتها أمام الأخبار «المعلبة» الواردة من مكاتب ولجان إعلامية تابعة للاتحادات والأندية الرياضية والتي لا يجوز المساس بها!

إذا كانت مساحة الصفحات الرياضية في صحفنا المحلية قد تقلصت إلى ما يقارب النصف بسبب سياسة التقشف العامة وما تبعها من تسريح عدد من الزملاء العاملين في هذا المجال، فإن هذا الأمر لا يبرر تراجع المضمون الصحافي، بمعنى أن المساحة الحالية المحدودة بإمكانها استيعاب مواد مفيدة تبرز جهد الصحافي إذا ما تم تقليص مساحة المواد «المعلبة» المحشوة بالجمل والعبارات التي سئمنا من تكرارها!

المنتدى كشف النقاب عن تشابهه «هموم» الإعلاميين الرياضيين العرب ولابد من أن لجنة الإعلام الرياضي البحرينية قد خرجت من هذا المنتدى بتوصيات مفيدة من شأنها أن تعيد للإعلام الرياضي هيبته ومكانته التي تمكنه من أن يكون شريكاً فاعلاً في مسيرة المنظومة الرياضية.

نأمل أن توضع هذه التوصيات موضع الجدية لدى كل من يعنيهم أمرها وأن لا يصيبها ما أصاب سابقاتها من توصيات ذهبت أدراج الرياح!